أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 47 )














المزيد.....

أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 47 )


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 18:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تدور هذه المرة حول : " الفن والدين والفلسفة "
أو " الأبواب السريّة " لفهم وعي المجتمع، وجلاء أعماق روحه الحقيقية "
-----------------------
في تقديري ، الفنّ ، والدّين، والفلسفة ، ليست مجرّد مجالات منفصلة ، تتناول القضايا الجمالية أو الروحية أو الفكرية بحد ذاتها..
إنما هي ثلاثة مفاتيح خطيرة وهامة ، تستطيع أن تكشف لنا عن مستوى الوعي الذي يتمتع به أي مجتمع إنساني ، وأن تعرّفنا عليه و على طريقة تفاعله مع ذاته ومع محيطه..
النظر بحيادية وموضوعية ، لكلّ باب منها على حدى ، والتبصّر جيداً في مستواها ، سيساعد الفهم الحصيف من خلالها - في تقديري - قراءة نبض الجماعة البشرية ، التي يعيش معها ، أو يدرسها ..
وبالتالي سيفهم بشكل أفضل ، مآل تطلعاتها ، و يدرك جلياًَ نقاط ضعفها وقوتها ، وربما مستقبلها .
- لنبدأ بـ الفن : المرآة الأكثر حسّاسية للمجتمع
- " الفن" هو لغة وأفكار ومعانٍ ..لا تُلفظ بالكلمات فقط ، لكنها تنطق بألوانٍ وأشكالٍ وأصواتٍ .. تعكس برهافتها المجنونة أحياناً ، ما يجري في الأعماق السحيقة للنفوس الإنسانية المُبدعة لها ولمن حولها ..
فمثلاً : حين يخرج الفنان ( سيد درويش - بليغ حمدي - أو حتى زياد الرحباني .. ) عن المألوف في إبداعه وتلحينه ، فهو لا يبحث عن الجنون بحد ذاته، بل عن وسيلة لِفهمِ صراعاته الداخلية.
بمعنى آخر ، عندما ترى لوحةٌ جريئة مستفزة ، أو تسمع أغنية هابطة أو مقطوعة موسيقية ثائرة .. فهي ليست موجودات اعتباطية ، بل أعمال وأشياء فيها سمات كثيرة ، توضّح لنا الحالة النفسية ، وتشرح عن الانفعالات ، والهموم اليومية التي يعيشها الناس .. .
ما أقصده هنا ، هو أنه من خلال الفن ، نحن نستطيع أن نقرأ روح الناس الجمعية ، هموم الطبقات المهمّشة، و نلمس احتياجات الشغف والتمرد والرغبة في التغيير ..وما إلى ذلك.
ثانياً الدين : لغة الروح ومحدد القيم
- الدين - لمن يتـأمله موضوعياً - يقدّم خريطةً أخلاقية و نفسية وسلوكية، يترسّخ فيها شعور الانتماء ، إلى شيء أكبر من الذات الإنسانية الفردية. .
فالتأمل في منطق الشعائر والطقوس والسلوكيات التعبدية,, ، يُعلمنا كيف يفرض هذا المجتمع أو ذاك ، قواعده على أفراده ، و كيف يقيس مدى التزامهم بالقيم المشتركة ..
فمثلاً : قراءة نص ديني مقدس ( يدعو للعنف والتكفير أو السلام والتعايش ) أو متابعة احتفالٍ جماعي (كالأعياد ) يكشفان لنا كيف يوازن الناس بين التقاليد والحداثة ، و كيف يواجهون التحدّيات الأخلاقية ..
بكلمات أخرى ، الدّين ( بغض النظر عن منشأه التاريخي المرتبط بالخوف من المجهول وعلاقته بلحظات بزوغ الوعي ) ، هو تعبير عن الروح الكلية للجماعة المؤمنة به ، وهو الجانب الأهم على الاطلاق ، الذي يُظهر مستوى وعيهم بالأخلاق و المعاملات و العلاقات الإنسانية ..
ثالثاً الفلسفة : منطلق التساؤل وعمق التفكير
- الفلسفة علم دقيق مجرد ، عمادها المنطق ، و سبيلها العقل و البرهان ، على عكس المعتقدات الدينية التي تسير على هدى العواطف و الإيمان .
والافهام الفلسفية هي التي تتجرأ على طرح الأسئلة الكبرى :
من أين أتيت، وإلى أين أنت ذاهب، وما معنى الوجود؟ ولا تقبل أن تركن الى الاجابات الساذجة واللاعقلية للإديان ، وعندما تنتشر مدارس فكرية أو حوارات فلسفية في المجتمع ، نعلم حينئذٍ ، أن الناس في هذا المجتمع ، لديهم مستوى ذكاء و وعي عالٍ ، و يملكون إرادة ناضجة للنقاش والتدبّر.
وبلا شك فإن نمط النقاش الفلسفي ، ومستوى رصانة الحجج العقلية المطروحة ، يعكسان مدى قدرة الأفراد العقلية على الاستقلال الفكري والنقد الذاتي..
أي أنه من خلال الفلسفة ، وممارسة فعل التفلسف، نستطيع أن نقيس درجة الفضول والابتكار العقلي، ونقرأ درجة وعي هذه الجماعة أو تلك ، ونفهم حقيقة رغبة هذا المجتمع أو ذاك، في استكشاف حدود المعرفةوفهم الواقع ، وحتى درجة الإيمان بمناهج العلم .
قصارى القول :
إذا ما أردنا فهم روح أية جماعة إنسانية حقيقةً، فعلينا بالفن والدين والفلسفة ، فهي الأبواب الأساسية المتكاملة ، لقراءة مستوى وعي أي مجتمع ندرسه أو نعيش معه .
- الفن يفضح مشاعر الأفراد ويعكس واقعهم النفسي.
- الدين يحدد خريطة القيم ويعكس انتماء الجماعة الروحي.
- الفلسفة تكشف عن روح التساؤل وقدرة الناس على التفكير النقدي.
عبر هذه الأبواب نفهم المجتمع بعمق، أكثر من أي تحليلٍ موضوعي آخر، لأننا نلمس نبضه وحلمه وصراع وعيه.
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(46)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد (45)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ( 44)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(42)
- وداعاً زياد .. وداعاً يا أيّها النغم المُتمرّد فينا
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمة لأحد ..( 42)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 41 )
- في ذكرى -جان بول سارتر- ..
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 40 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 39 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 38 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 37 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 36 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 35 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 34 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 33 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..(32)
- نومات - أهل الكهف -
- آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (31)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(30)


المزيد.....




- شاهد كيف يسخر مسلسل الرسوم المتحركة -ساوث بارك- من وزيرة الأ ...
- سوريا: اقتحام قوات أمن ومرشدين ديينيين لحفلات زفاف يثير الجد ...
- قرار ماكرون فرض تأشيرة دخول على الدبلوماسيين الجزائريين يثير ...
- الخلاف يتعمّق في إسرائيل بشأن احتلال غزة.. زامير: مستمرون في ...
- -الظروف غير متوفرة للقاء زيلينسكي-.. بوتين يعلن أن الإمارات ...
- من الألم إلى الأمل.. أطفال جرحى من غزة يتلقون العلاج في الول ...
- إعلام رسمي إيراني: المعدم بتهمة التخابر مع إسرائيل كان عالما ...
- لماذا لا يستطيع عدد متزايد من الألمان العيش من عرق جبينهم؟
- قوارب تقل عائلات الرهائن في غزة تبحر قبالة سواحل القطاع للمط ...
- ماذا بعد رفض حزب الله قرار الحكومة اللبنانية تجريده من السلا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 47 )