زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 18:16
المحور:
الادب والفن
وداعاًَ يا "نزل السرور"
--------------------
-اليوم انطفأت شمعة الشرق الفنية الاجمل والأبهى.
اليوم ترجّلت روح "زياد الرحباني" عن صهوة العبقرية الموسيقية،
تاركاً وراءه موسيقى لا تُشبه أحداً ، وآراءًا ، و مواقفاً لا تُنسى ، وعباراتٍ عفوية ،أصبحت ايقونية في وجدان العامة ، إلى درجة أنها كانت تُغني ، حتى لو صمتت الآلات جميعها.
-اليوم رحل صاحب النغم المتمرّد - في تقديري - على قوالب التلحين الموسيقى السائد في العالم الشرقي ، وانتهى الحس النادر بالصوت الموسيقي المختلف..
-لقد مات الملحن الذي اعتبره شخصياً ، إمتداداً حقيقياً لفرادة "سيد درويش" ، وجنون "بليغ حمدي " في ثورة مدارس التلحين الغنائي ، و ومن توسمت به البداية المأمولة والجادة ، لرؤية ألحان جديدة كلياً، وفرصة كونية من أجل خلق موسيقا مشرقية ، لا تُسجنْ خلف حدود الكلمة، ولا تُخضع لسحر البلاغة ..
- زياد من الموسيقيين القلائل، الذين كتبوا لنا موسيقى تنزف، وتضحك، وتحتج، وتعشق. وتسخر ..
وقف شامخاً في وجه الرتابة، وعلَّمنا أن الفن عالم صارم لا يُهادن، وأن الأصوات الحرة لا تُروض ..
- بالنسبة لي ، كمستمعٍ ، وعازف هاوٍ للموسيقى، لم يكن زياد مجرد موسيقي عادي ، بل كان نبضاً حقيقياً لوجدان هذا الشرق المكلوم ، وأن العالم المشرقي برحيله المبكر هذا ، قد خسر فناناً ، نادراً ما يجود الزمان بمثله.
- اليوم خسرنا جميعاً ، أنغام العقل في عزّ الجنون، ولحن الجنون حين يضيق العقل.
- فلتبكِك أصابع البيانو ، ولتُحدّثنا آنات الآلات ، عن روح رجلٍ كانت أصابعه ترسم الحرية بصوت مختلف، وتكتب الواقع بنغم مفاجئ.
- وداعاً يا ابن " فيروز "، يا عازف الرفض الساخر ، يا شاعر الحنق الجميل.
نعم ، لقد رحلت عنا ، دون أن تخبرنا " بالنسبة لبكرى شو ،
لكنك تركت فينا موسيقى حيّة ، ستظل نبراساً ، يومئ لكل روح إنسان حقيقي، وقلب حي ، إلى خطى الحياة الجميلة القادمة ..
وداعاً زياد الرحباني .
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟