زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8423 - 2025 / 8 / 3 - 22:27
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حول علاقة الشعر والفلسفة :
والتي هي - في تقديري - علاقة تنوس بين يقين العقل ودهشة المجاز
- منذ أن طرد أفلاطون الشعر من مدينته الفاضلة، اعتُبر كثيرون أن هذا الفن ضرباً من ضروب التزييف، أو شأناً يتّبعه الغاوون فقط ، لأنهم رأوا أن فن الشّعر ، موئله الخيال بالدرجة الاولى ، ويبتعد عن الحقيقة التي تُطلب بالعقل والمنطق و..
لكن ذلك الطرد لم يكن نهاية العلاقة بين الشعر والفلسفة، بل بداية توترٍ خلّاقٍ بين طرفين يسعيان كلٌ بطريقته إلى فهم العالم.
فالفلسفة - كما هو معلوم - تُبنى على نسق فكري منطقي متماسك، يسعى إلى الكشف عن المبادئ الكلية المجردة ، التي تحكم الوجود والمعرفة.
أما الشعر، فهو صوت الحدس والإحساس اللفظي الذي يشق طريقه عبر الإيقاع والمجاز والغموض..
بالطبع الشعر لا يطمح إلى تفسير كل شيء ، بل جل مسعاه - في تقديري - الكشف عن أعماق الدفقات الإنسانية ، التي قد يصعب بلوغها عبر التحليل المجرد.
وقد لجأ بعض الفلاسفة إلى لغة الشعر عندما ضاق بهم المنهج الصارم، كما فعل نيتشه في "هكذا تكلم زرادشت"، مُحمّلًا عباراته بالرموز والانفعالات. تماما كما لجأ بعض الشعراء إلى عمق ودقة الفلسفة حينما أرادوا بإيجاز الحقائق التي يرونها او الحكم التي وصلوا إليها كـ أبو العلاء المعري .
لكن مع هذا ،أقول أن الشعر لا يقدّم مذهبًا فلسفيًا ،وليس مطلوبا منه أن يفعل ذلك ، لكنه - بالتأكيد - هو يعانق الفلسفة، ويتراقص معها على حافة الإدراك من خلال نبوءاته المذهلة أحياناً ..
- وَالَّذِي حَارَتِ الْبَرِيَّةُ فِيهِ حَيَوانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِنْ جَمَادِ
قصارى القول :
أنا ازعم ان سبيل البحث عن الحقيقة، مرصوف بكل ما يفيض به الوعي والوجدان و ..( الشعر الفن الفلسفة .. الخ ) .
وأنّ العلاقة بين العقل والعاطفة، أو بين التفكير الصارم والتعبير الحر، تتجلّى في علاقة الشعر بالفلسفة ، بوصفها علاقة تكامل لا تناقض.
فكثيرا ما تكون الحكمة الرصينة ، بحاجة ماسّة أحياناً ، إلى لمسة من جنون الجمال ودفء العاطفة ، كي تتجدّد معانيها ، أو تنبثق دفقاتها المبتكرة ، أو لتُضيء من جديد..
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟