أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 52 )














المزيد.....

أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 52 )


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 00:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-----------------------------
تدور هذه المرة حول الفارق بين إرهاب الفكر الأصولي وانفتاح العقل الرشدي :
أو " صراع الهويات في العالم الإسلامي"
في تقديري ، يعيش العالم الإسلامي اليوم حالة من التمزق الفكري، تتجلى في صراع حاد بين تيارين متناقضين:
تيار أصولي سلفي متشدد، يستند إلى أمثال فتاوى ابن تيمية،
وتيار عقلاني إصلاحي يستلهم بناء وعيه ، من فلسفة ابن رشد. .
بدايةً ، علينا الاعتراف ، بأن هذا الصراع ليس مجرد خلاف في الرأي ، بل هو معركة مصيرية ، حول هوية الأمة، ومستقبلها ، وموقعها المأمول في العالم الحديث..
- الطرف الاول يتبع الملقب بأبي الارهاب الأصولي " ابن تيمية " ، الذي - رغم مكانته التاريخية كمجتهد في عصره ،- تحوّلت أفكاره في القراءات المعاصرة ، إلى مرجعية للتيارات السلفية المتشددة ، التي ترفض التأويل، وتُقصي العقل ، وتُجرّم الاختلاف ..
بالاضافة طبعاً ، الى فتاويه المعروفة ، حول "دار الإسلام ودار الكفر"، ووجوب معاداة غير المسلم ، وتكفير العلماء و الفلاسفة ، والتي - للاسف - أصبحت وقوداً لحركات العنف الديني ( داعش والقاعدة والاخوان المسلمين (حماس ) بوكو حرام و و و )، التي تتخذ من الدين ستاراً لفرض رؤيتها الأحادية على المجتمعات ..
هذا الفكر الظلامي يُنتج بيئة مغلقة، تُقدّس النص المقدس ، وتفاسير الاقدمين ، وتُجرّم السؤال وإعمال العقل ، وبالتالي تُحوّل الدين من رسالة رحمة ودعوة وعي ، إلى أداة قمع وقتل وتكفير و ارهاب ، وخلق بيئة تخلف علمي واخلاقي باسم الله ..
في المقابل، يقف " ابن رشد " كرمز للفكر الإسلامي العقلاني ، الذي يرى أن الدّين لا يتناقض مع العلم و الفلسفة، بل يتكامل معهما.
ولذلك دعا إلى استخدام العقل وتقديمه على النقل ، من أجل فهم القرآن وتناقضات النصوص الدينية المنقولة إلينا ،
و الاهم ، اعتبر أن التأويل العقلي لها ، هو ضرورة لازبة لفهم المقاصد الإلهية ، و ليست خيانة للنص ..
لهذا يمكن القول ان الايمان أصبح في فلسفة ابن رشد فعلاً حراً ، والعقل وسيلةً لفهم العالم ، و الاختلاف فضاءً للحوار والتعلم ، لا ساحة للتكفير و الجهل أو إستيلاد الكراهية و إقصاء الاخر المختلف ..
و أن مثل هذا الفكر الاسلامي المُنفتح ، ( لو قيّض له أنْ ينتشر في الوعي الاسلامي ) يُمكن أن يُعيد الاعتبار للإنسان المسلم المُتدين ككائن عاقل مسالم ، ويمنح هذا الدّين بعداً أخلاقياً وإنسانياً ، لا ارهاباً سلطوياً وسيفا تكفيريا مسلطاً على رقاب و افهام العالمين.
و في تقديري ، الفرق بين ابن تيمية وابن رشد ليس فقط في المنهج ، بل في الرؤية الايمانية نحو العالم ، فمثلاً :
ابن تيمية " يرى الآخر المختلف عنه في فهم الدين ، تهديداً ، ولهذا يتوجّب قتله واستباحته ، أو إبادته بأسرع وقت ممكن،
وأما الشارح لأرسطو " ابن رشد "فيراه فهماً شريكاً في الحياة و البحث عن الحقيقة.
الأول يُغلق باب الاجتهاد في احكام الدين والنصوص المقدسة ،
والثاني يفتحه على مصراعيه ويعتمد على نور العقل الذي وهبنا الله إياه .
الأول يُنتج خطاباً مفعماً بالكراهية و القبح ، يُغذّي الارهاب والعنف،
والثاني يُنتج فكراً إنسانياً ، عمرانياً ، حضارياً يُمهّد للنهضة والنمو .
قصارى القول :
في زمن تتصاعد فيه خطابات الكراهية، وتُستغل فيه العقيدة الدينية لتبرير الإرهاب و ممارسته ، يصبح استدعاء النهج العقلي لـ " ابن رشد " ضرورة حضارية وإنسانية.
ليس فقط لإحياء العقل ، بل لإنقاذ الدّين من أيدي الاصوليين الذين يُشوّهونه ويتسببون بابتعاد الناس عن قيم جوهره أكثر فأكثر .
وأزعم أن العالم الإسلامي اليوم أمام خيار وجودي:
إما أن يختار طريق العقل والعلم و الانفتاح ، أو أن يبقى رهيناً لفكر أصولي إرهابي متخلف ، يُعيد إنتاج العنف باسم المقدس.
لذلك، فإن المعركة ليست بين شخصين تاريخيين، بل بين رؤيتين للعالم:
رؤية تُحرر الإنسان ، وأخرى تُكبّله.
وبين هذه الرؤية وتلك ، بات يتحدد مستقبل هذه الشعوب في الشرق ، بل وربما بقاء هذه الأمة ، المكلومة بالجهل المقدس منذ قرون.



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 51 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 50 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(49)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمَة لأحَد ..( 48 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 47 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(46)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد (45)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ( 44)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(42)
- وداعاً زياد .. وداعاً يا أيّها النغم المُتمرّد فينا
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمة لأحد ..( 42)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 41 )
- في ذكرى -جان بول سارتر- ..
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 40 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 39 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 38 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 37 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 36 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 35 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 34 )


المزيد.....




- تقرير أممي: جيش ميانمار قتل 7100 من مسلمي الروهينغا منذ انقل ...
- محمد بن سلمان يجدد دعوة السعودية إلى-وقف حرب غزة فورا-.. وإد ...
- ترامب يعلن مقتل 11 -إرهابي مخدرات- بضربة أميركية استهدفت قار ...
- هجوم بسيارة مفخخة يستهدف بوابة معسكر للجيش الليبي في بني ولي ...
- ماكرون: فرنسا والسعودية ستترأسان مؤتمرا لدعم حل الدولتين.. و ...
- طهران تبدي انفتاحها على التفاوض مع واشنطن وترفض أي مساس ببرن ...
- محللون: إسرائيل تسعى لضم الضفة وتهجير سكانها وتصفية قضية فلس ...
- مناقشات إسرائيلية متواصلة لضم الضفة الغربية
- إسرائيل تفرج عن 9 أسرى فلسطينيين من غزة
- ملف غزة يسيطر على النسخة الـ20 من مؤتمر بليد الإستراتيجي


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 52 )