أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 59 )














المزيد.....

أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 59 )


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 17:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تدور هذه المرة حول : الطمأنينة الزائفة ..
أو لنقل : ( الراحة الذهنية... ثمنها الحقيقة )

كثيرًا ما يخطر ببالي سؤال : لماذا يتمسك الإنسان العادي بشدة بالأفكار السطحية المتداولة ، الخاطئة تماماً ، ويدافع عنها بعناد مُميت واستبسال أعمى؟
بالطبع لا إجابة تامّة لدي ، لكن رُبّما يكمن السبب ، في أن هذه الأفكار، حين تُقدَّم له على أنها حكمة موروثة ، أو معرفة مدروسة ، محاطة بهالة من الغموض والقداسة ، و منسوبة إلى عوالم مثالية غيبية ، و عقول علوية راحلة ، يُنظر إليها كرموز مصطفاة خارجة عن الواقع..
تكتسب - بالضرورة - لديه مكانة خيالية رفيعة ، وحصانة وهمية.. وقداسة غامضة محكمة ، لايُضارعها شيء. ..
ثم مع مرور الزمن ، تتعاظم هذه المكانة ، خاصة حين يشاهد هذا الفهم البسيط ، كيف يزداد عدد المؤمنين بها من حوله ، مما يجعلها بمنأى عن أبسط أشكال النقد أو المراجعة ، وكأنها حقائق لا يجوز المساس بها..
وفي تقديري ، هذا التمسك الاعمى بها ، ليس نابعاً - بالضرورة - من فهم عميق أو قناعة عقلية ، بل من حاجة نفسية ، ورغبة داخلية مُلحة في طلب الراحة العقلية والطمأنينة النفسية ..
أقول هذا لأني اعتقد بإن العقل الباطن للإنسان العادي ، بطبيعته ، يميل إلى الاستسهال ، وتجنّب الأسئلة المقلقة ، والبحث الذهني المُتعب عن أجوبة جديدة لها. ..
وهذا ما يفسر لنا ، سبب تكرار المرء لبعض المعتقدات الموروثة ، والعنعنات المدسوسة ، ( حتى وإن كانت منافية للأخلاق أو العقل أو الواقع) .. و أقصد أنه يمنح الفرد المؤمن بها ، شعوراً عميقاً بالأمان الذهني ، ويُجنّبه عبئ المواجهة ، مع الحقائق الموضوعية الجديدة ، أوالضياع في تعقيدات التفكير الحر ..
وبناءً عليه ، تجد أن الإنسان العادي ، البسيط في الفهم والعلم ، يبذل الغالي والنفيس دفاعاً عن هذه الأفكار، لا لشيء سوى أنها مألوفة لديه ، وتمنحه استقرارًا داخلياً .. و تقديراً إجتماعياً أمام الجماعة التي يعيش بين ظهرانيها.
بمعنى آخر ، إن الحاجة إلى القبول الاجتماعي والتقدير الجماعي، غالبًا ما تأتي على حساب حرية التفكير..
وإن الخوف من النقد أو العزلة ، هو من يدفع الإنسان إلى التقليد والتماثل ، و مسايرة السائد والايمان بما فيه من فكر أو قيم أو دين ، مهما كان هشاً ساذجاً ، أو مخالفاً لمبادئ المنطق العقل والبراهين العلمية ، وأحيانا الاخلاقية..
ولا ننسى أن حال هذا التماثل مع فكر الجماعة يمنح الفرد طمأنينة وسؤدد ، لا يجرؤ كثيرون على التضحية بهما..
لذلك أرى ، إن تحرير العقل الجمعي من سجون هذه الدفاعات السوداء المؤسسة ، والأغلال العمياء المقدسة ..
( رغم كل هذا االتطور التكنولوجي الذي نعيش ) ليس مهمة سهلة ، قد تُنجز في عقد أو اثنين ، بل مسار طويل ومعقد ، يتطلّب نهجاً تربوياً وتعليمياً حازماً ، وصبراً مستمرأً ، ومثابرة نخبوية لا يجب أن تنقطع ..
وللأسف الشديد ، قد يكون الثمن للوصول إلى هذه الحرية باهظاً للغاية : دماء تُهدر، أبرياء يُظلمون، وصراخ وعويل يُسمع في غير موضعه.
لكن في زعمي، هذا هو الطريق الوحيد ، لأية جماعة إنسانية تتطلع إلى نضج فكري حقيقي، أو تسعى إلى تقدّم واعٍ ، ومستقبل مزدهر، يكلله رضى وجداني ونجاح حضاري و إنساني ، ينبع من معرفة مسؤولة تستند إلى نزعة الايمان بحقائق الواقع المعلوم ، لا إلى خدعة الأمان الزائف والمستقبل الموهوم ..
الحمد لله على نعمة العقل
zakariakurd*



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..58
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد .. ( 57 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..( 56 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 55 )
- أفكارٌ بسيطةٌٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..(54)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد.. ( 53 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 52 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 51 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 50 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(49)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمَة لأحَد ..( 48 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 47 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(46)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد (45)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ( 44)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(42)
- وداعاً زياد .. وداعاً يا أيّها النغم المُتمرّد فينا
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمة لأحد ..( 42)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 41 )
- في ذكرى -جان بول سارتر- ..


المزيد.....




- نيبال تشهد تعيين أول سيدة كرئيسة وزراء في تاريخها بعد احتجاج ...
- مالذي يعنيه خفض التصنيف الإئتماني لفرنسا؟
- أي مسار بعد إعلان -نيويورك- نحو دولة فلسطينية؟
- أول لقاء بين رئيس وزراء قطر مع نائب ترمب ووزير خارجيته بعد ه ...
- أسامة حمدان: محاولة اغتيال وفد حماس إطلاق نار مباشر على ورقة ...
- فيدان: الاعتراف بجرائم إسرائيل في غزة خطوة نحو العدالة الدول ...
- جنوب لبنان.. إصابة شخصين جراء استهداف مسيرة إسرائيلية
- عشرات القتلى في غزة بغارات ونيران إسرائيلية
- لغز الرصاصة البعيدة.. أميركا تبحث عن -القناص الشبح-
- الإمارات تستدعي نائب السفير الإسرائيلي


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 59 )