أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..58














المزيد.....

أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..58


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 00:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تدور هذه المرة حول " الطاغية" ، والطغيان ..

الطغيان يُعد من الظواهر الإنسانية، المُتجذرة في التاريخ، والمُتكرّرة فيه ، و يحدث - عادةً - عندما يتجاوز ( فرد أو جماعة ) ممّن لديه سلطة ما (سياسية فكرية دينية إجتماعية ..) الحدود الأخلاقية والقوانين المدنية أو المبادئ العقلية و الانسانية في ممارسة تلك السلطة..
- بمعنى أن الانسان ينقلب إلى طاغية عندما يستغل موقعه لفرض إرادته دون اعتبار للعدالة أو حقوق الآخرين ، متجاوزاً بذلك حدود الحق والعقل والإنصاف والرحمة.. دون مراعاة لأية قيم إنسانية أو عقلية ، أو أدنى احترام للمبادئ القانونية ..
- كلمة " طاغية " بالتحديد ، تعود في أصلها اللغوي إلى الفعل "طغى"، الذي يدل على الفيض العارم والتجاوز للحدود الواقعية السائدة ، كما يُقال "طغى الماء" إذا فاض عن ضفافه، وهو تعبير دقيق عن طبيعة الطغيان الذي يتجاوز الحدود المرسومة للسلطة أو السلوك..
- لاشك في أن للطغيان صورا عديدة ذات مظاهر متنوعة منها ما يتجلى في الاستبداد السياسي ( وهو الاشهر)، ومنه ما يتخذ طابعاً دينياً تكفيرياً ( وهو الأخطر وربما الأسوأ )، كما قد يظهر في صور أخرى تتعلق بالهيمنة الفكرية أو الاجتماعية وهو الأقبح.
- الطاغية - في تقديري - لا يُختزل في كونه حاكماً ظالماً فقط، بل هو تجسيد لانحراف أدوار السلطة عن غاياتها النبيلة ، من خدمة الحق ورفعة الانسان وإزدهار الحياة .. وتحويلها إلى أداة للهيمنة والجشع والقهر والعبودية. .
- كما أعتقد فإن المجتمعات المُتأخرة ( ولا أقول المتخلفة ) حضارياً وعلمياً ، أو التي يحكمها أسلاف التاريخ الميت ، ويغيب فيها الوعي الجمعي العقلاني الناضج ، و تضعف فيها مؤسسات الرقابة والمساءلة وثقافة احترام القانون، يجد فيها فيروس الطغيان دائماً بيئةً خصبةً للتمدّد والانتشار والعدوى ..
و تكون الظروف فيها مهيأة دوماً ، لأن يتحول الحاكم إلى محور الوجود ( الاجتماعي الديني الثقافي العلمي و..)، و تُسبغ عليه الجماهير صفات القداسة والسمو ، بسخاءٍ لا نظير له ، وتُبرر أفعاله مهما بلغت من الجور والعسف أو الشين و الخسّة..
- و لا يقتصر الطغيان على المجال السياسي، بل يمكن أن يتسلل إلى الأسرة، ومواقع العمل، وحتى العلاقات الشخصية، حيث يُمارس من قبل من يستغل موقعه لفرض إرادته دون مراعاة لحقوق الآخرين...
ومن هنا أزعم ، أن مقاومة الطغيان تبدأ من الوعي الفردي ، ومن رفض الخضوع الأعمى ، و تعزيز ثقافة الإيمان العميق ، بأن الحرية الانسانية، ليست منحة تُعطى من قبلِ أحد ، بل حق لازم وإنساني ملازم ، يُنتزع ويجب أن يُصان دائما وأبداً ..
قصارى القول :
رغم ان هيبة الطاغية وأثر سطوته قد تمتد لقرون بعد موته ، لكن تبقى من حسنات القدر أن الطغاة لا يخلدون ، وأن دوام الحال من المحال .
وكما نشهد أو نقرأ ، فإن التاريخ - للأسف - كان زاخراً بأمثلة لحكامٍ أو ذوي سلطة ، استبدوا ، وضللوا أو ظلموا ، وظنوا أنهم خالدون ، لكنهم سقطوا حين هاجت الشعوب أو حين خانهم الزمن ، فوقعوا تحت رحمة قوى أكبر ، أو زالوا مع مجيء طغاة جدد ..
لذا اقول ان الأهم من سقوط الطغيان هو بناء أنظمة علمية وتعليمية ، تقودها نخب ذات عقلية ناضجة، تقوم بتأسيس ثقافة مجتمعية ، تكون واعية بحقها الانساني الدائم ، في نقد ومراقبة السلطات ، وحقها المشروع بالمعرفة ، ومساءلة الحاكم ، وانتقاد سلوكياته، أوتصويب قراراته باستمرار .. بذلك فقط تكون قادرة على منع تكرار الطغيان، ويتم تحقيق التوازن الدقيق جداً ، بين السلطة والحرية، بما يضمن ألا يُستعبد الإنسان ، أو تُغل حقوقه الاساسية وتلغى حرياته ، باسم الأمن العام تارةً ، أو شرعة الدّين أو الأخلاق العامة تارةً أخرى..
الحمد لله على نعمة العقل ..
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد .. ( 57 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..( 56 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 55 )
- أفكارٌ بسيطةٌٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..(54)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد.. ( 53 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 52 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 51 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 50 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(49)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمَة لأحَد ..( 48 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 47 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(46)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير ملزمة لأحد (45)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ( 44)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(42)
- وداعاً زياد .. وداعاً يا أيّها النغم المُتمرّد فينا
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمة لأحد ..( 42)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 41 )
- في ذكرى -جان بول سارتر- ..
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 40 )


المزيد.....




- بريطانيا تصدر بيانا بشأن -تلميحات- تزعم مشاركتها في الهجوم ا ...
- الحكومة المصرية تؤجل رفع أسعار الكهرباء -للسيطرة على التضخم- ...
- اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن خرق مسيّرات روسية لأجواء بولندا ...
- -علّمني كلمة أحبك!-.. المغنية نيكول تعترف بعلاقتها بـ لامين ...
- نتنياهو يوافق على بناء مستوطنات جديدة ويتعهد بعدم قيام دولة ...
- مجلس الأمن يبحث غدا انتهاك أجواء بولندا ودعم عسكري أوروبي لو ...
- تشديد الإجراءات الأمنية حول ترامب بعد مقتل تشارلي كيرك
- وول ستريت جورنال: العنف السياسي بات حقيقة مرعبة في أميركا
- الحوثي يعلن استهداف إسرائيل بـ38 صاروخ ومسيرة في أسبوعين
- عراقجي: موادنا المخصبة تحت أنقاض منشآت نووية استهدفتها إسرائ ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..58