زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 00:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تدور هذه المرة حول التفكير بمعنى " الحرية"
وكيفية تحوّلها من شعلة في الذات إلى منارة للجماعة.
في تقديري ، الحرية الحقيقية ليست امتيازاً فردياً يُحتكر ، أو حالاً ذاتياً يُقتَصرْ ، بل شعلةُ وعي ذاتي ، حي ومنفتح ..
شعلةٌ ينبغي لها أن تُنير دروب الآخرين أيضاً ، و تزرع الأمل في القلوب الأخرى ، التي مازالت محرومة منها أو مقيدة عنها ..
هذه الفكرة بالذات ، تذكرني بما قاله المناضل المعروف من اجل الحرية "نيلسون مانديلا" :
"أن تكون حراً لا يعني فقط أن تزيل القيود عن نفسك، بل أن تعيش بطريقة تحترم وتُعزز حرية الآخرين".
وقد جسّد " المهاتما غاندي" هذا المعنى حين جعل من نضاله من أجل استقلال الهند دعوة لتحرير الروح من الكراهية والخوف، لا مجرد كسر قيود الاستعمار.
وكذلك فعل " مارتن لوثر كينغ" الابن حين قال:
"الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان."
بكل بصراحة ووضوح أيضاً ، أنا لا أعتقد بأن الإنسان ، يُمكنه أن يكون حراً ، مطمئناً ، بين بشر آخرين يعانون بشدة ، و يرسفون بأغلال الجهل ، أو ينوؤن تحت شتى صنوف القهر وأفانين العبودية..
بمعنى أنه لايمكن للمرء ، أن يعيش حقاً ، ضياء حريته المنشودة ، مع أناس مقهورين عُميّ ، مازالوا يتلمسون ظلال النور ..
الحرية - في تصوري - هي مسؤولية أخلاقية ، بالدرجة الأولى ، ولا أظنها تكتمل إلا حين تصبح ذاتك الانسانية الواعية ، منارةً معطاءة ، لمن يسيرون قربك في العتمة..
و الحر الحق ، هو من يكنْ - بحريّته - للآخرين ، دليلاً ، لا جداراً ، أو تدميراً ، أو مقبرة ...
و الحرية التي لا تُشارك مع أحياء آخرين ، ستبقى ناقصة ، وستكون تماماً ، كصورة ضوءٍ بعيد ، لا ينعكس على شيئ ذو قيمة ، ولا يُغيّر منْ ملامح وجه أحَد ..
فما أجمل أن تكون حريتك بذرة ، لا ثمرة فقط ؛ تُنبت في أرض الآخرين معنى الحياة ، لا مجرد امتيازٍ يُحفظ في جيبك وحدك.
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟