أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ...( 66 )














المزيد.....

أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ...( 66 )


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 00:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تدول هذه المرة حول دور الحوار وحقيقة فعاليته في تغيير القناعات
---------------------------
لعل من أكثر المقولات رسوخاً في الخطاب الديمقراطي الحديث ، تلك التي ترفع منزلة الحوار العقلاني ، إلى مرتبة الأداة المثلى والفضلى ، لتغيير القناعات الدينية و تشكيل المواقف السياسية ..
غير أن هذا التصور- في تقديري - وإن بدا وجيهاً في سياقات وبيئات معينة ، يُواجه في مجتمعاتنا المشرقية واقعاً مختلفا تماماً ,,
حيث أن التعبير عن رأي مخالف للفهم العام ( في الدين أو السياسة أو الجنس ) لا يُستقبل بفتح الشهية على الحوار ، أو بمزيد من الرغبة في التعلم و إغناء النقاش ..
بل يُقابل للأسف الشديد - غالباً - بعواصف من النفور و التكفير ـ و زوابع من الاستهجان والتكذيب ، و ربما بالترهيب والنبذ الاجتماعي ، أو التهديد العلني بالقتل الجسدي أو النفسي ..
فبدلاً من أن يكون الحوار السياسي أو الديني مساحةً للتعلّم ، و فرصةً للإستفهام ، يتحوّل بسرعة مذهلة ، إلى حلبة صراع شخصي ، تتغذّى على الانفعالات الخطرة ، وسرديات الاوهام ـ أكثر بكثير مما تستند إلى معطيات العقل أو مبادئ المنطق...
في زعمي ، هذا الانحراف السلوكي والتدهور العقلي العام ، لا يمكن اختزاله في خلل أسلوبي أو ضعف في تقنيات التواصل، بل هو انعكاس لبنية ذهنية ثقافية ، تشكّلت عبر تراكمات تاريخية ، وأسهمت في إنتاج نمط من الأفهام القاصرة على التعلم ، والأذهان البسيطة الرافضة تماما للتفاهم ، وغير المؤهلة لأي شكل من أشكال الحوار النقدي المعروفة حتى الان .
الإنسان الشرقي بعامة ، إنفعالي غيبي ، أكثر من غيره ، (لأسباب كثيرة جغرافية ودينية و و و) ، لا يتصرّف - عادة - كذات فردية عقلانية مستقلة ، بل ككائن عاطفي وفهم تسليمي مأخوذ بالخطاب واللغو ، وكثيرا ما يحسب أن الغامض حق ، وأن ما يقوله فقط ، صار فعلا و واقعاً ..
يميل إلى الاستسهال المعرفي ، ويتهرب من مسؤولية التفكير، ويخشى المجهول ، لهذا تجده يركن سريعاً إلى ما يُقدّم له جاهزاً من فكر الإعلام ولغو المنابر، ليعيد اجتراره دون أيّة مساءلة منطقية أو انتباه إرادي.
لهذا نجد ان المواقف السياسية والدينية لديه - في الغالب - لا تُبنى على التمحيص بالحجة أوالمنطق، بل على الانتماء والتقليد ، والتجارب الشخصية ومراضاة البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها ...
من هنا ، أنا أزعم ، إن تغيير العقول لا يتحقق عبر تدبيج المقالات أو الترويج للمنتديات والمناظرات فقط ، بل عبر تغيير الشروط التعليمية التي تنتج تلك العقول الممسوخة ، وتعمل على تكاثر تلك الافهام الميتة.
وهذا يتطلب بناء علاقات حقيقية ، ومناخات سياسية آمنة ، وتنظيماً مجتمعياً، وتوسيعاً تشاركياً جاداً ، بما يغني أفق ثقافة الانفتاح على التجربة العلمية والفلسفية الإنسانية أولاً وقبل أي شيء ..
قبل ان أختم علي أن أؤكد ان كلامي هذا لا يعني نفياً مني لدور ما يحصل من نشاط (على ضآلة دوره وتأثيره )، ولا إنكاراً لقيمة الحوار - في حد ذاته - ، بل أفكاري هذه ، هي مجرد دعوة ( لنفسي أولاً ) لإعادة التفكير في شروط الحوار وأدواته ، بحيث يتحول من ترف ثقافي أو جدل عقيم (كما هو حاصل الان ) إلى فعل اجتماعي منسق ومفيد ، وسلوك يراكم الفهم والمعرفة، وليس البغضاء والكراهية أو التمييز ...
قصارى القول :
اعتقد من اجل بناء واقع علمي ومعرفي سوي، يهدف حقاً ، إلى تغيير الواقع الراهن ، وإعادة تشكيل الذات ..
علينا أولا وقبل اي شيء ، ايجاد نمط معرفي جديد، ومنهاج تعليمي مفيد.والعمل على تأسيس حوار مختلف ..
حوار ينبثق من القلق الناتج عن الدهشة، الدافع إلى الشك المنهجي، والقائد إلى مزيد من التساؤل والتفكير النقدي، لا إلى بريد الاجترار و التكرار وحديد التعصب والانغلاق. ..
فالمسألة ليست في إمتلاك أحدنا ملكة الخطابة والشعر ، و الابداع في الجزالة و رغوة الكلام ، بل في نوع الوعي الذي يتكلم ، وفي شكل البنية التعليمية التي تتيح للفرد الاصغاء والتفاعل ، أنْ يحترم ويُحترم ، أن يسمعْ ويُسمع ـ كي يكون لدينا درباً حقيقياً، نحو البحث عن حقائق جديدة، مفيدة للإنسان ككل.
zakariakurdi



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار بسيطةٌ غير ملزمة لأجد .. ( 65 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد..( 64 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لاحدْ ..( 62 )
- افكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لاحَدْ ..( 61 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 61 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحَدْ .. ( 60 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 59 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..58
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد .. ( 57 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..( 56 )
- أفكار بسيطة غير ملزمة لأحد ..( 55 )
- أفكارٌ بسيطةٌٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..(54)
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد.. ( 53 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحد ..( 52 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 51 )
- أفكارٌ بسيطة غير مُلزمة لأحد .. ( 50 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(49)
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزِمَة لأحَد ..( 48 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ..( 47 )
- أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحَد ..(46)


المزيد.....




- بعد العنف: -جيل زد- يشدد على السلمية وأخنوش يفتح باب الحوار ...
- بيان تضامني مع الرفيق  عمر الراضي
- المغرب: مقتل ثلاثة أشخاص في أعمال عنف والحكومة تعلن -استعداد ...
- أردوغان يرسم خريطة التجديد التنظيمي لحزب العدالة والتنمية
- المقاومة تنفذ عمليات ضد الاحتلال بغزة وتقصف أسدود
- لغة الحب الأولى.. كيف يعبر الرضع عن مشاعرهم قبل الكلمات؟
- روسيا تحذر من تزويد أوكرانيا بصواريخ أميركية نوعية
- تفعيل -آلية الزناد- ضد إيران.. تصعيد أم احتواء؟
- ست نقاط لفهم نظام الانتخابات العراقية وآلية الوصول لقبة البر ...
- جين فوندا عن طريقة ترامب في حشد السلطة: -سيدمر ديمقراطيتنا و ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمة لأحدْ ...( 66 )