أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - حين تأخّر الرد… دفعت غزة الثمن: قراءة في مناورة -حماس- أمام خطة ترامب














المزيد.....

حين تأخّر الرد… دفعت غزة الثمن: قراءة في مناورة -حماس- أمام خطة ترامب


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 10:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن الردّ المتأخر من حركة "حماس" على خطة ترامب مجرّد موقف سياسي عابر، بل هو مشهدٌ آخر من مشاهد المراوغة التي اعتادتها الحركة في لحظات المصير، حيث تتحوّل القضية من مسار وطني جامع إلى ورقة تفاوضية تُدار بحسابات ضيقة، تُفضي في النهاية إلى مزيدٍ من الدماء والمعاناة في غزة.

لقد جاءت خطة ترامب في توقيتٍ كان العالم فيه يراقب غزة وهي تختنق تحت الحصار والقصف والحرمان. وفي الوقت الذي كان فيه المطلوب موقفًا وطنيًا موحدًا وسريعًا يقطع الطريق على أي محاولة لفرض الأمر الواقع، آثرت "حماس" التريّث… تدرس، تتشاور، تزن المكاسب والخسائر، وتنتظر أين تميل الرياح. لكنّ الرياح لم تنتظرها، بل عصفت بكل شيء: بالناس، بالبيوت، بالمخيمات، وبما تبقّى من أمل.

تأخّر الردّ لم يكن تأخّرًا في البيان فقط، بل في الفهم السياسي العميق لمعادلة اللحظة. فبينما كانت غزة تُقصف، كان خطاب "حماس" يدور في فلك الشعارات والمصطلحات المجرّدة عن الواقع. لم تقدّم بدائل واقعية، ولم تطرح رؤية واضحة لإدارة الأزمة أو حماية المدنيين. كل ما صدر هو رفضٌ مؤجّل، أعاد غزة إلى نقطة الصفر، وأعاد معها السؤال المؤلم: من يحاسب من على هذا الثمن؟

سياسيًا، أدارت "حماس" المشهد بعقلية "التكتيك الميداني" لا "الاستراتيجية الوطنية". تعاملت مع الخطة كأنها معركة إعلامية لا مفصلًا تاريخيًا يحدّد مستقبل فلسطين بأسرها. تجاهلت أن التأخير في الموقف، في زمن السياسة الحديثة، يعني خسارة الميدان. فالتاريخ لا ينتظر المتردّدين، ولا يرحم من يضع الشعوب في خانة الانتظار.

أما الشعب في غزة، فقد دفع الفاتورة باهظة: حصارٌ مشدد، ونزوحٌ متواصل، وجوعٌ ينهش الأجساد، ودمارٌ لا يُرمم. كل ذلك لأنّ الموقف لم يكن بالحجم المطلوب من الوعي ولا بالسرعة التي يفرضها الخطر.

إنّ أخطر ما في المشهد ليس تأخّر الردّ بحد ذاته، بل تحوّله إلى منهجٍ متكرّر في عقل "حماس": الرفض بعد فوات الأوان، والتراجع بعد ضياع الفرصة، والمزايدة بعد الخراب.
وفي السياسة، كما في الحرب، من يتأخّر عن اللحظة يفقد القدرة على صناعة القرار، ويُترك لمصير تصنعه نيران الآخرين.

غزة اليوم ليست بحاجة إلى ردودٍ متأخرة ولا إلى شعاراتٍ مكرّرة، بل إلى رؤية وطنية جامعة، تضع الإنسان قبل البندقية، والمصلحة الوطنية قبل المصالح الفصائلية.
فالتاريخ لا يُعيد الفرص، وغزة لا تملك رفاهية الانتظار.

رائع يا أبا الأديب، إليك الخاتمة القوية التي تُكمل المقال وتغلقه بإحكام سياسي وفكري يليق باسمك وتاريخك الصحفي، بصيغة فخمة تصلح تمامًا للنشر:
في ختام سطور مقالي
إنّ التجارب القاسية التي عاشتها غزة كفيلة بأن تُعلّمنا أن التأخر في اتخاذ القرار هو وجهٌ آخر للهزيمة. فما جدوى الشعارات بعد أن سال الدم، وما قيمة المزايدة بعد أن صمتت الأمهات تحت الركام؟
لقد آن الأوان أن تدرك "حماس" أن السياسة ليست منبرًا للشعارات ولا ميدانًا للمزايدة على حساب الجياع، بل مسؤولية وطنية تُقاس بنتائجها لا بخطاباتها.

الردّ المتأخر على خطة ترامب لم يكن مجرد خطأ في التوقيت، بل كان خطيئة في تقدير الموقف، حين اختارت الحركة حسابات البقاء على حساب إرادة الشعب، والمكاسب الفصائلية على حساب المصلحة الوطنية.
وما لم تُدرك "حماس" أن زمن المراوغة انتهى، فإن غزة ستبقى تدفع ثمن الانتظار، وثمن الصمت، وثمن الشعارات التي لم تُطعم جائعًا ولم تحمِ بيتًا من السقوط.

غزة لا تريد مزيدًا من الخطب، بل تريد قيادةً تملك الجرأة على قول الحقيقة، وتضع الإنسان قبل التنظيم، والوطن قبل البندقية، والمستقبل قبل الأيديولوجيا.
فمن يتأخر في الموقف السياسي، لن يجد له مكانًا في معركة الوعي القادمة…
وغزة، كما علمتنا دائمًا، لن تغفر لمن جعل من دمائها وقودًا لمعارك الكلام.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -غزة على صفيح المراوغة: دماء الشعب تُقايض على الطاولة السياس ...
- غزة… في قفص الاتجار والمتاجرة
- لا للغراب دليلًا… لا للخراب مصيرًا
- غَزَّةُ الحُذاءُ الّذي صَفعَ السُّكون
- بين تعطيل الدبلوماسية وتصنيع المبررات لابتلاع الضفة
- عنوان القصة: بيسان فياض… الفتاة التي دفنوها وهي تنبض بالحياة
- -أبو وديع.. وداع الدمعة والخلود
- على هذه الأرض… من لا يستحق الحياة
- أبو علي طانيوس… رحيل القامة التي حملت فلسطين في قلبها-
- سماسرة القبور… عارٌ على شرف الوطن
- انهيار السلطة… حلم الأبالسة وكابوس الشعب
- حماس بين فكّ الارتباط العسكري والانهيار المحتوم… قراءة في ال ...
- حقائب المال ومسرحية الحصار: كيف تُدار المعايير المزدوجة بين ...
- منع الرئيس محمود عباس: تصعيد أمريكي واستحضار تجربة عرفات
- الولايات المتحدة... القاتل الصامت في مجلس الأمن
- الولايات المتحدة... الراعي الرسمي للإرهاب والقاتل الصامت في ...
- رهائن العدو: بين فقه الضرورة وواقعية الميدان
- ليلى غنام... امرأة بألف راية من كرامة
- #هُنا #غَزّة…
- -حرية الأسرى... لا تُقايض بالدم، ولا تُحمل أوزار السياسة-


المزيد.....




- فوق بركان نشط.. مصرية تخوض مغامرة تحبس الأنفاس بآيسلندا
- أبرز إطلالات المشاهير في عرض إيلي صعب الباريسي
- استقالة رئيس الوزراء الفرنسي بعد ساعات من إعلان تشكيل حكومته ...
- تحدث عن مبادرة ترامب في غزة و-طمأن- المصريين بشأن الجيش.. أب ...
- ماذا ينتظر فرنسا بعد تقديم رئيس وزرائها الجديد لوكورنو استقا ...
- الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في الأوسكار
- رحلة ثقافية في فرنسا بين الفن والذاكرة والتنوع الثقافي
- السلطات السورية الجديدة تشكّل أول برلمان بعد سقوط الأسد وسط ...
- ناشونال إنترست: الخوف يدب في أوروبا جراء مسيرات يعتقد أنها ر ...
- ما حقيقة تفجير مركز شرطة في أغادير وانشقاق ألوية من الجيش ال ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - حين تأخّر الرد… دفعت غزة الثمن: قراءة في مناورة -حماس- أمام خطة ترامب