أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - ليلى غنام... امرأة بألف راية من كرامة














المزيد.....

ليلى غنام... امرأة بألف راية من كرامة


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 21:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زمنٍ عزّ فيه الثبات، وقلّت فيه النماذج التي تمشي بين الناس كما تمشي النار في الهشيم،
ظهرت ليلى غنام لا كمسؤولةٍ متعالية، بل كابنة الأرض التي لا تفصلها عن شعبها حواجز ولا بروتوكولات.
امرأة فلسطينية خرجت من بين الناس، وبقيت في خدمتهم، تخطو على دروبهم، وتشاركهم جراحهم وهمومهم،
كما لو كانت أماً لكل شهيد، وأختاً لكل جريح، وابنةً لكل أسير.

الوجه الآخر للقوة

ليلى غنام ليست مجرد اسم في سجلّ المناصب؛
هي ملامح وطن، وصرخة حق، وتجسيد حيّ لشموخ المرأة الفلسطينية.
تمشي في صفوف الجماهير بلا حراسة مشددة، ولا مظاهر استعلاء،
وكأنها واحدة من نساء المخيمات اللواتي يحملن الحطب على ظهورهن، ويمضين بالحياة رغم الجراح.

شجاعتها لا تصرخ... بل تُرى، تُلمس، وتُعاش.
تواجه المواقف الحاسمة بثبات لا تملكه جيوش،
وتخوض معارك الحياة الاجتماعية والسياسية بضمير لا يعرف المساومة.
رأيناها في ميادين المواجهة، كما رأيناها في بيوت الفقراء،
تحتضن أمّ شهيد، وتربت على كتف مكلوم، وتخاطب الجميع بلغة القلب، لا بلغة السلطة.

أنوثة لا تُكسر، وقوة لا تُباع

لم تتخلَّ ليلى غنام عن أنوثتها، لكن تلك الأنوثة كانت دومًا محصّنة بالعزّة والهيبة.
لم تكن امرأة تبحث عن مجدٍ شخصي، بل كانت تسعى لحماية كرامة الناس،
وإعلاء راية فلسطين في كل موقف.
لم تحتمي بكرسيّ، بل احتمت بالحب الشعبي، وهو أقوى درع يمكن لإنسان أن يحمله.

صوت الناس... ونبضهم

لم تكن صوتًا فوقيًّا يعلو على هموم الناس، بل كانت هي صوتهم.
تدخل البيوت كما تدخل القلوب: دون استئذان، لأن الجميع يعرف أنها منهم، ولهم، ومعهم.
كانت —وما زالت— النموذج الذي يثبت أن المناصب لا تصنع العظمة، بل الإنسانية.

ليلى... في وجه العاصفة

في وجه الاحتلال، وفي وجه الفقر، وفي وجه الوجع الفلسطيني الذي لا يهدأ،
كانت ليلى غنام واقفة كجبل، سامقة كزيتونة، شامخة كمنارة لا تنطفئ.
لم تنحنِ إلا لتواسي أمًا، أو تقبّل يد عجوز، أو تحتضن طفلاً يبكي وطنه.

في ختام سطور مقالي:
منارة لا تنطفئ

في حضرة ليلى غنام، تقف الكلمات احترامًا،
لأننا أمام امرأة ليست ككل النساء، بل رمز من رموز النضال الفلسطيني،
تُشبه الأرض التي لا تخون، والوطن الذي لا يموت.

ولأن الرموز لا تُحتمل في زمن الوضيعين،
ولأن الشرفاء يُرعبون المُتصيدين،
كان طبيعيًا أن تتعرض هذه القامة الفلسطينية لهجومٍ رخيص تقوده صفحات مأجورة، لا تجيد سوى بث الفتن والتشويه.

لكنهم ينسون أن ليلى غنام لم تصنعها الأضواء، بل صنعها الشارع الفلسطيني النقي،
وأن من يخدم الناس بصدق لا تهزه أبواق الفتنة.
ومن يتطاول عليها، لا يطعنها وحدها، بل يطعن كل فلسطيني حر.

فليعلموا أن صوت الحق لا يُسكت،
وأن الشجرة المثمرة وحدها تُرشق بالحجارة.
وأن ليلى غنام... ستبقى.

ـ ليلى غنام رمز وطني... ومن يهاجمها ساقط أخلاقيًا ووطنياً.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- #هُنا #غَزّة…
- -حرية الأسرى... لا تُقايض بالدم، ولا تُحمل أوزار السياسة-
- بين الزبد والهلاك… من يخدع؟ ومن يقتل؟ تحليل قيادي لحركة حماس ...
- صوت الحرية في ليل السجون مروان البرغوثي
- مروان… صوت الحرية في ليل السجون
- حماس تأكل في القاهرة وتبيض في الدوحة
- -إلي الفصائل الصامتة : أنتم شركاء في قتل شعبنا-؟
- مروان البرغوثي في مرمى بن غفير: رسالة القوة الإسرائيلية واست ...
- رسالة مفتوحة وتحذير أخير إلى قيادة حركة حماس في الخارج
- فتح لا تُهان… وأبو ماهر سيبقى عنوان الوفاء والوفاء وحده!
- غفير يهدد مروان البرغوثي… والزنازين ترتجف أمام إرادة الحرية-
- مروان البرغوثي… السجين الذي هزم سجّانه وأربك دولة الاحتلال
- سراق المنازل... جُرذان في جحور الخيانة تنهش لحم شعبنا في غيا ...
- هؤلاء ليسوا فتح… وصمة عار على جبين من يبررهم
- -حين يقتل الاحتلال الصحفيين… وصمت العالم هو الرصاصة الثانية-
- نتنياهو… بائع الوهم في سوق الأكاذيب
- بيان إلى العالم… وإلى من يدّعون تمثيل غزة
- هل حماس ما زالت مقاومة… أم تحوّلت إلى مشروع منفصل عن فلسطين
- في قلبِ النقب... صبرُ جواهر ودمعةُ أم أحمد
- -كفّوا عن سرقة التاريخ... ففلسطين لم تُبْنَ على أوهام 7 أكتو ...


المزيد.....




- أخطر حريق في تاريخ هونغ كونغ الحديث يدمر 7 أبراج سكنية.. شاه ...
- حريق كارثي في هونغ كونغ.. النيران تلتهم 8 أبراج مخلفةً 13 قت ...
- هل تشير الضغوط الأميركية على أوكرانيا إلى اقتراب نفاد صبر تر ...
- صحة غزة تتسلم جثامين 15 شهيدا عبر الصليب الأحمر
- توثيق آلاف الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية في لبنان
- فرنسا.. محكمة النقض تؤيد الحكم بسجن ساركوزي
- عالِم عربي يعيد تعريف المواد عبر الكيمياء الشبكية ومرسيدس تق ...
- هل يصمد انقلاب غينيا بيساو أمام الضغوط الإقليمية والدولية؟
- صحافة عالمية: غزة تواجه الشتاء الأقسى منذ عقود
- مقتل 5 عمال جراء انفجار مستودع ذخيرة في ريف إدلب


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - ليلى غنام... امرأة بألف راية من كرامة