سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 22:13
المحور:
القضية الفلسطينية
لم يعد الشعار مجرد كلام عابر أو مثل شعبي، بل صار توصيفًا دقيقًا لسياسة حماس التي تحترف أكل الغنيمة من القاهرة وتفقيس مصالحها في الدوحة.
تأكل في القاهرة حين تذهب وفودها المتكررة لتجلس مع المخابرات المصرية. هناك تساوم وتفاوض على دماء غزة، فتطلب معابر مفتوحة لتجارتها الخاصة، وتطالب بتسهيلات لقياداتها، وتتحدث عن مشاريع إعمار وتمويل، لكنها في المقابل تُبقي الحصار قائمًا على أبناء الشعب. القاهرة بالنسبة لها ليست بوابة لفك معاناة الناس، بل مطبخ للصفقات المغلقة التي تدر عليها الأموال والنفوذ.
وتبيض في الدوحة، حيث الحضن الدافئ والملاذ الآمن. هناك تُحتضن قيادتها في فنادق خمس نجوم، تعيش عائلاتهم برخاء ورفاهية، وتُفتح لهم الأبواب للاستثمارات والعقارات والجوازات الأجنبية. من الدوحة يطلقون التصريحات النارية على الشاشات، لكن دماء الشعب تبقى على الأرض وقودًا لمشاريعهم. الدوحة ليست مقرًا مؤقتًا، بل عشّ التفقيس حيث تبيض مصالحهم وتُحاك المؤامرات، بعيدًا عن دموع الأمهات في غزة.
وهكذا صار المشهد واضحًا:
في القاهرة يأكلون حصتهم من الكعكة السياسية عبر الجلوس مع الوسطاء، وتبادل الابتسامات أمام الكاميرات.
وفي الدوحة يبيضون مكاسبهم الشخصية والحزبية عبر المال القطري والدعم الخارجي الذي لا يُصرف على الشعب بل على نفوذهم ومشاريعهم.
إنها ليست شطارة سياسية كما يدّعون، بل غباء مغطى بخبث. فالمقاومة الحقيقية لا تُدار من فنادق خمس نجوم، ولا تُختصر في جوازات سفر أجنبية وحقائب أموال. والشعب لم يعد ينخدع بخطاباتهم الممجوجة التي تبيع الوهم باسم الدين والجهاد، بينما الحقيقة أنهم مجرد تجار شعارات، يقتاتون على أوجاع غزة ليُبيضوا مصالحهم في الخارج.
غزة اليوم ليست بحاجة لمزيد من الخطب، بل لقيادة صادقة تحمل هموم الناس، لا لقيادة تأكل في القاهرة وتبيض في الدوحة. والتاريخ لن يرحم من جعل من دماء الأبرياء وقودًا لمصالح حزبه، ومن معاناة المخيمات رأس مال لمشاريعه الخارجية.
في ختام سطور مقالي:
وليعلموا جيدًا، أن غزة لن تُخدع إلى الأبد، ولن تبقى صامتة أمام تجار الدم والشعارات. كل لقمة أكلوها في القاهرة، وكل بيضة باضوها في الدوحة، سيتحوّل يومًا ما إلى لعنة تطاردهم. فالشعوب قد تصبر، لكنها لا تنسى… والتاريخ قد يتأخر، لكنه لا يرحم. وسيأتي اليوم الذي تُفتح فيه دفاتر الحساب، وتُكشف فيه الوجوه الحقيقية… عندها لن يجدوا مأكلًا في القاهرة ولا مأوى في الدوحة، بل مزابل التاريخ التي تلفظ الخونة والانتهازيين.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟