سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8435 - 2025 / 8 / 15 - 09:35
المحور:
القضية الفلسطينية
إيتمار بن غفير… أيها الحقير المتغطرس، ظننت أن دخولك على أسير في زنزانة انفرادية منذ أكثر من عقدين سيهزّ كبرياءه أو يطفئ بريق عينيه، فإذا بك أنت من ترتجف أمام ابتسامته الثابتة وهدوئه المربك.
دخلت قسم العزل في سجن "غانوت" بكاميراتك وحراسك لتتفاخر أمام جمهورك المريض، ووجهت تهديداتك الجبانة للقائد مروان البرغوثي: "لن تنتصروا… سنمحوه". لكنك نسيت أن هذا الرجل الذي تحاول إخافته هو من دوّخ الاحتلال في الميدان قبل أسره، وحوّل زنزانته إلى منبر للمقاومة، وزرع فيك الرعب وأنت حرّ، فكيف وأنت تراه أسيرًا لا يرمش له جفن؟
إن وصولك، أيها المجرم، إلى زنزانة أبو القسام هو تهديد مباشر لحياته، ونحمّلك أنت وحكومتك الفاشية المسؤولية الكاملة عن أي أذى قد يلحق به. ما جرى من اقتحام بوحدة قمع خاصة يقودها وزير في حكومة الاحتلال وبمباركة من نتنياهو، يكشف النوايا الإجرامية التي لم تعد خافية.
ألفاظك، وحقدك الذي فاض على لسانك أمام الكاميرات، تجاوز فاضح لكل الخطوط الحمراء. تاريخك الأسود مليء بالعنصرية، لكن أن تضع نفسك في مواجهة قائد بحجمه، فهذا مقامرة سيدفع الاحتلال كله ثمنها.
مروان البرغوثي ليس مجرد أسير؛ هو أيقونة وطنية قادت الصفوف الأولى في انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى، وحمل روحه على كفه في مواجهة جيشكم المدجج. منذ 23 عامًا، يعيش عزلة قاسية وجوعًا متعمدًا وإهمالًا طبيًا هدفه قتله ببطء، ومع ذلك فشلتم في كسر عزيمته أو إسكات صوته.
أنتم تقتلون الأطفال والنساء بدم بارد، أنتم عصابة احتلال بلا أخلاق ولا شرعية، ولستم دولة، وسترحلون كما رحل كل الغزاة. أما مروان، فسيظل رمزًا للصمود، يخرج من السجن كما دخل: شامخًا، مرفوع الرأس، محاطًا بمحبة الملايين من أبناء شعبه، ومحمولًا على أكتاف الأحرار.
إننا نطالب المؤسسات الدولية والعربية بالتحرك الفوري لحماية القائد أبو القسام، الذي يمثل حالة إجماع وطني لدى الفلسطينيين، وصوتًا حيًا لحرية فلسطين.
يا بن غفير، صورتك وأنت تهدد أسيرًا مقيدًا ستبقى وصمة عار على جبينك، شهادة على جبنكم وخوفكم من رجل أعزل أقوى منكم بعقيدته وإيمانه. ستذهب أنت واحتلالك إلى مزبلة التاريخ، وستبقى فلسطين ومروان وكل الأسرى مشاعل حرية حتى يوم النصر.
مروان البرغوثي لم يكن يومًا رقمًا في سجلاتكم، بل الرقم الصعب الذي عجزتم عن شطبه. القيد الذي ظننتم أنه سيكسر إرادته، تحوّل إلى سيف مسلط على جباهكم، يفضح هشاشتكم. ستذبلون أنتم، وسيتحرر هو، وسيرى العالم مشهد مروان وهو يعانق الحرية، فيسقط آخر جدار في سجونكم، ومعه تسقط أسطورة أمنكم الكاذب.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟