سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 17:16
المحور:
القضية الفلسطينية
"من ابن المخيم إلى القائد الأسير، رسالة من قلب فلسطين.."
مروان… صوت الحرية في ليل السجون
يا مروان…
يا قمرًا محجوبًا خلف جدار السجّان،
يا جبلًا لا تنحني قمته مهما عصفت الريح،
يا جذوةً لم يخمدها برد الزنازين ولا عتمة الزناجر.
نعرف أن الليل طويل،
وأن القيود غليظة،
لكننا نعرف أكثر… أن قلبك أوسع من جدران الزنازين،
وأن عزيمتك أصلب من حديد السجّان،
وأنك كنت وما زلت، المعلم الأول في درس الصمود.
يا أبا القسّام،
كل حجرٍ في مخيم،
وكل جدارٍ في قرية،
وكل نخلةٍ في السهل،
تناديك:
اثبت، فإنك الراية… وإنك الوعد.
أنت الحاضر في الغياب،
الصوت الذي لا يخفت،
الوجه الذي يسكن وجدان المخيم والمدينة والريف،
أنت الشاهد على أن الحرية لا تُستجدى،
بل تُنتزع من بين أنياب المحتل.
يا مروان…
يا صوت الأرض حين تختنق الحناجر،
يا دمعة الأم على شبابها،
يا نداء المخيم حين يعلو الغبار،
أنت لست سجينًا…
بل أنت الوطن في ثوب أسير،
أنت الحلم الذي لم يعرف الانكسار.
سنقول لأبنائنا:
هنا رجل حمل الثورة على كتفيه،
هنا رجل صاغ الكرامة من جرحه،
هنا رجل جعل الزنزانة مدرسة،
يتخرج منها الأحرار،
ويُولد فيها الفجر من رحم العتمة.
يا أسد الكرامة،
نراك وأنت خلف الجدران…
لكن صورتك تعانق السماء،
أنت الشمس التي لا يحجبها غيم،
والريح التي لا توقفها أبواب الحديد.
نمضي على دربك،
نهتف باسمك في الأزقة والميادين،
ونؤمن أن يومك قادم،
يوم يخرج فيه القيد منكسرًا،
ويرتفع صوتك بين الجماهير:
"فلسطين لنا… وكلنا فداء لفلسطين".
يا مروان…
يا عطر الأرض حين يتفتّح الندى،
يا جذور الزيتون الراسخة في وجه الريح،
أنت الذاكرة التي لا تُمحى،
وأنت العنوان الذي لا يخطئه أحد.
تعلمنا منك أن الثورة ليست صرخة عابرة،
ولا موقفًا موسميًا،
بل حياة تُعاش كل يوم،
وصمود يتجدّد مع كل صباح،
وإيمان راسخ بأن النصر حتمي،
مهما طال ليل السجون.
نراك في وجوه الأسرى الصامدين،
وفي أعين الأطفال الحالمين،
وفي أناشيد المخيم،
وفي دموع الأمهات المعلّقات على صورة غائب،
أنت لست غائبًا يا مروان…
أنت في كل بيت،
وفي كل شارع،
وفي كل قلب نابض بحب الوطن.
سلام عليك…
سلام على خطواتك في دهاليز الزنازين،
سلام على همسك للرفاق،
سلام على حروفك التي خرجت من خلف القضبان،
فأصبحت شعلة أمل في ليل فلسطين.
سنظل نهتف باسمك،
نحمل صورتك،
ونردّد كلماتك،
حتى ينهار الجدار،
وتعود إلينا…
حرًا كما كنت،
قائدًا كما عهدناك،
رمزًا كما أحببناك،
ووصيةً حيّة للأجيال القادمة.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟