سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 00:27
المحور:
القضية الفلسطينية
حين يُرفع القلم على الورق لينسج الأكاذيب على شكل تحليل سياسي، يصبح المقال أداة تبييض للجرائم وتدليس للحقائق. هذا ما فعله د. أحمد يوسف بمحاولته تصوير حماس وكأنها من تتحمّل وحدها خطايا الحرب، في حين أن الدماء التي تسيل في غزة تصرخ بالحقيقة: لا أكاذيب ولا “تحليلات” تستطيع أن تُلغي الرصاص ولا القصف ولا الإبادة اليومية.
الرد القاسي واللاذع:
ـ أولًا،
دعنا نُسمي الأشياء بمسمياتها: المقال يلهث وراء صورة “إخفاق حماس”، وكأن إسرائيل بريئة تمامًا! كاتب المقال يظن أن حماس كانت تتفاوض مع فراغ، وأن الحلول تنتظر فقط أن تضع الحركة أوراقها في يد “الإخوة في مصر وقطر وتركيا”! هل هذا تحليل سياسي أم حكاية خرافية للأطفال؟ غزة تحترق يوميًا، والدم يسيل، وكل هذه التفاهات لا تُنقذ أحدًا!
ـ ثانيًا،
محاولة إيهام القارئ أن نتنياهو يضع “العتلة أمام القطار” وأن حماس هي من أخطأت التقدير، هو كلام فارغ يفتقد لأي حس إنساني. أي “خطأ تكتيكي” أكبر من مشاهدة الأطفال والشيوخ يُقتلون تحت الأنقاض؟ كل تحليلك عن المفاوضات هو دخان لتغطية الرصاص والصواريخ والدماء.
ـ ثالثًا،
وصف حماس بأنها مجرد “غطاء لنتنياهو”، أو أن الشعب الفلسطيني صامت وخاضع للصدمات، هو إساءة فجة للوعي الجمعي. حماس على الأرض تواجه آلة إبادة، وتمنع أن تصبح غزة مجرد رماد، بينما كاتب المقال يجلس في مكتبه ويكتب عن “التيه” وكأن القضية لعبة شطرنج، وليس موت أطفال ونساء وشيوخ.
ـ رابعًا،
التفخيم الزائف لمنظمة التحرير واعتبارها الحل “السحري”، بينما تتجاهل الواقع الدموي على الأرض، هو كذب ممنهج. الحلول الدولية مرهونة بمصالح الدول وليس بعجز حماس، وكل محاولة تصوير الحركة كأداة فاشلة هي محاولة لصرف الأنظار عن الاحتلال الذي يقتل ويهدم ويهجر.
ـ خامسًا،
كل أرقام الدم التي أوردها المقال ليست مجرد أرقام، بل صرخات وأشلاء وأطفال ومنازل مهدمة. مقالك يحاول أن يحوّل المعاناة الحقيقية إلى درس في السياسة، وكأن الموت مجرد أداة تحليلية، وهذا تحريف فاضح للواقع.
في ختام سطور مقالي:
ما كتبه المقال ليس تحليلًا، بل تبييض للجرائم وتحويل ضحايا غزة إلى أرقام. لوم حماس على تحديات حقيقية يفضح الكاتب أكثر من كشفه للحقيقة. الدم الفلسطيني ليس لعبة، وحياة شعبنا ليست مسرحًا للتصريحات الرنانة. من يريد الحقيقة، عليه أن يرى غزة كما هي: صرخة مكتومة تحت الأنقاض، ودم يسيل بلا توقف، والعدو يتقدم بلا رحمة.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟