سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 19:08
المحور:
القضية الفلسطينية
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الولايات المتحدة منع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين من حضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقدها في نيويورك أواخر سبتمبر 2025، ضمن عقوبات على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير. القرار يشكل سابقة دبلوماسية منذ تأسيس الأمم المتحدة، ويضع القيادة الفلسطينية أمام اختبار دولي جديد.
دوافع القرار: ضغط سياسي واستراتيجية تحكم
تسعى واشنطن من خلال هذا المنع إلى فرض قيود على المبادرات الفلسطينية الأحادية، مثل التوجه نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو اللجوء إلى المحاكم الدولية، مع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل. هذه الخطوة تعكس أن السياسة الأمريكية لا تبتعد عن حسابات النفوذ الإقليمي والضغوط الدبلوماسية.
التاريخ يعيد نفسه: منع عرفات وانتقال الجمعية إلى جنيف
يشير القرار الأمريكي إلى صدى تجربة منع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1988، حين رفضت إدارة الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول نيويورك، ما اضطر الجمعية العامة لنقل الاجتماعات إلى جنيف، حيث ألقى عرفات خطابًا تاريخيًا رسخ القضية الفلسطينية عالميًا. هذا التاريخ يطرح تساؤلات عن إمكانية اتخاذ الأمم المتحدة خطوات مماثلة اليوم، لضمان مشاركة فلسطين على الساحة الدولية.
التحديات الفلسطينية: الوحدة والتحرك الدولي
يضع المنع الأمريكي القيادة الفلسطينية أمام أولويات عاجلة:
تعزيز الوحدة الوطنية: إتمام المصالحة بين الضفة الغربية وقطاع غزة لتقوية الموقف الداخلي.
التحرك الدولي الفعال: تكثيف الجهود في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لضمان صوت فلسطيني مسموع.
الاستفادة من الدعم العربي والإسلامي: بناء تحالفات استراتيجية للضغط على الولايات المتحدة ومنع عزلة فلسطينية.
الضغط الشعبي والدبلوماسي: إطلاق حملات إعلامية ودبلوماسية لكشف الحقيقة ورفع الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية.
في ختام يطو مقالي:
فرصة للتجديد والدفاع عن الحقوق
رغم الطابع العقابي للقرار الأمريكي، يمثل فرصة للقيادة الفلسطينية لإعادة ترتيب أولوياتها، استلهام دروس التاريخ، وتحويل التحدي إلى منصة لتعزيز الحضور الفلسطيني الدولي. تمامًا كما حول عرفات منعه إلى حدث تاريخي، يمكن للرئيس عباس وفريقه تحويل هذا التصعيد إلى فرصة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وإثبات حضوره الدبلوماسي على الساحة العالمية.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟