أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانية مرجية - فلسطين… جرح الإنسانية المفتوح وفضيحة القرن














المزيد.....

فلسطين… جرح الإنسانية المفتوح وفضيحة القرن


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 11:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ أكثر من سبعة عقود، لا تزال فلسطين جرحًا ينزف في جسد الأمة العربية والإنسانية جمعاء. جرحٌ لم يلتئم لأن العالم، بقواه الكبرى ومؤسساته الدولية، اختار أن يغمض عينيه ويترك شعبًا بأكمله تحت رحمة احتلالٍ هو الأطول والأبشع في التاريخ الحديث.



في فلسطين، تختصر كل معارك الحرية في العالم. فالمسألة لم تعد مجرد صراع على حدود أو أراضٍ، بل صراع على الوجود والكرامة والحق في الحياة. غزة المحاصرة منذ سنوات، والضفة الغربية التي تلتهمها المستوطنات يومًا بعد يوم، والقدس التي تُهوّد حجرًا حجرًا—كلها شواهد على ظلم لا يخفى على أحد، إلا من أراد أن يتعامى.



ازدواجية المعايير… خيانة للضمير الإنساني


ما يزيد مأساة فلسطين ألمًا ليس فقط الاحتلال، بل ازدواجية المعايير الفاضحة. كيف يمكن للعالم أن يستنفر دفاعًا عن أوكرانيا في غضون أيام، بينما يتجاهل معاناة الفلسطينيين المستمرة منذ أكثر من سبعين عامًا؟ كيف تُفتح الحدود وتُسخّر الإمكانيات لحماية الأوروبيين، بينما يُترك الفلسطيني محاصرًا تحت القصف، تُهدم بيوته فوق رؤوس أطفاله؟



هذا الانحياز الصارخ أفقد البشرية ثقتها بما يُسمى “النظام الدولي”. فالقانون الدولي، وحقوق الإنسان، والعدالة، ليست إلا شعارات جوفاء إذا لم تُطبق على الجميع. وما يحدث في فلسطين يفضح نفاق العالم بأسره.



الإعلام… ساحة أخرى للاحتلال


الاحتلال لا يسرق الأرض فقط، بل يحاول سرقة الرواية أيضًا. في الإعلام الغربي، تُختزل فلسطين في “نزاع معقد”، ويُقدَّم الفلسطيني المقاوم كإرهابي، بينما يُمنح المحتل حق “الدفاع عن النفس”. هذه اللغة المضللة أخطر من الرصاص، لأنها تشوه وعي الأجيال وتُحوّل الضحية إلى جلاد.



ومع ذلك، فإن عدسة صغيرة بيد طفل فلسطيني، أو صورة يلتقطها صحفي ميداني تحت الخطر، كفيلة بأن تهز ضمير العالم وتكسر الجدار السميك من التضليل. وهنا تكمن قوة الحقيقة: إنها لا تُقهر مهما حاولوا طمسها.



الصمود الفلسطيني… معجزة العصر


رغم كل شيء، يظل الفلسطيني أيقونة للصمود. في غزة، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا دواء، يخرج الأطفال إلى مدارسهم بين الركام. في القدس، حيث التهديد بالترحيل والهدم قائم في كل لحظة، يزرع الفلسطيني شجرة زيتون جديدة. وفي الضفة، حيث المستوطن يسرق الأرض علنًا، يتمسك الفلاح بحقه ويصر على حراثة ترابه.



إن قدرة الفلسطيني على الحياة وسط الموت، وعلى الأمل وسط اليأس، هي المعجزة الحقيقية التي لم يفهمها المحتل. فالمقاومة ليست بندقية فقط، بل هي تمسك بالحياة، ورفض للاندثار، وإيمان عميق بأن هذه الأرض لا يمكن أن تكون إلا لأصحابها.



فلسطين… بوصلة الأخلاق


القضية الفلسطينية هي المعيار الذي يُقاس به ضمير العالم. من يقف مع فلسطين، يقف مع العدالة والحرية والكرامة الإنسانية. ومن يتخلى عنها، فهو يتخلى عن قيمه الإنسانية قبل أن يتخلى عن الفلسطينيين.



قد يطول الليل، وقد يتضاعف القهر، لكن التاريخ يقول لنا شيئًا واحدًا: الشعوب التي تصر على حقها لا تُهزم. وفلسطين، برغم كل الجراح، ستبقى البوصلة التي تعيد للإنسانية اتجاهها الصحيح



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هايكو
- كنَّ أفضلَ صديقٍ لنفسِك – سفرُ الروحِ في مواجهةِ الصِّعاب
- الموت الأخير
- التأرجح بين الزائلات والأبد قراءة وجدانية في كتاب بسمة الصبا ...
- “الأدب الصادق لا يعرف الشللية”
- قصيدتان وأغنية: شعرية الجرح والبحث عن المعنى قراءة نقدية في ...
- أنا إنسان
- راسة وقراءة أدبية الكتاب : لاهوت الحب ، رحلة القلب إلى الله ...
- حين صرخت العيون
- معركة الإنسان مع نفسه قبل أن تكون مع الآخرين
- حين تتحول المذكرات إلى مرآة إنسانية كونية قراءة في «نظرة إلى ...
- قراءة أدبية لكتاب (بين الخطوة والنجمة) للكاتبة رانية فؤاد مر ...
- الكتابة كقدرٍ يبتلع صاحبه: قراءة في نص “بسمة الصباح”
- الطيبة بلا عقل نار تلتهم صاحبها
- من الانطباع إلى التحليل: رحلة سامية عرموش مع السينما كأداة ل ...
- ✦ الصراع… جرح البشرية الأزلي وإمكانية الخلاص
- قراءة أدبية في قصيدة -رسائل إلى غَيْدي- بقلم الناقد والدكتور ...
- عندما أموت
- دراسة في رواية -الانفجار- – للكاتبة الفلسطينية رانية مرجية ب ...
- كلما زادت معرفتي للبشر… زاد احترامي للكلاب


المزيد.....




- رغم أمر ترامب.. الجيش الإسرائيلي: شمال غزة لا يزال -منطقة قت ...
- تحليل: ما وافقت عليه حماس في خطة ترامب وما لم توافق عليه
- استفحال التسرب من المدارس الألمانية : حجم -ملعب كرة قدم-
- إيران وإسرائيل ومؤشرات مواجهة جديدة محتملة
- فصائل المقاومة الفلسطينية تعلن تأييدها لرد حماس على مقترح تر ...
- موقع إسرائيلي: خطة ترامب أطاحت -بقائمة أمنيات- حكومة نتنياهو ...
- أبرز المظاهرات التي دعا إليها -جيل زد- عبر العالم
- حرب النجوم.. من مشروع ضد الاتحاد السوفياتي إلى وكالة للدفاع ...
- مياه تبتلع المنازل.. غرق أراضي -طرح النهر- يثير جدلا في مصر ...
- خطة غزة.. حديث عن مؤتمر للفصائل و-محادثات العريش-


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانية مرجية - فلسطين… جرح الإنسانية المفتوح وفضيحة القرن