رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 16:43
المحور:
الادب والفن
أنا إنسان…
لا رقم في إحصاء،
ولا ظلّ في زحامٍ عابر،
أنا الكائن الذي يحمل ذاكرة الأرض،
ويحمل في صدره خريطة جراحٍ لا تُمحى.
أنا ابنُ الزيتون الذي قاوم الفؤوس،
وابنُ التراب الذي لم يساوم على هويته،
وابنُ الأمهات اللواتي ولدن في المخاض صرخة
أكبر من كل جدران الأرض.
أنا إنسان…
أحمل ندبة تشبه حدود وطني،
وصرخةً تسبق دويّ الرصاص،
وحلماً عنيداً يجرؤ أن يزهر في قلب الخراب.
أنا إنسان…
تشدّني الفلسفة إلى معنى الوجود،
وتجذبني السياسة إلى قسوة الواقع،
وأنا بينهما أبحث عن إنسانيتي،
أبحث عن النور وسط عتمةٍ تزداد.
أكتب لأن الكتابة هي حقّي الأخير،
وأصرخ لأن الصمت موت،
وأبكي لأن الدمع صلاة،
وأضحك رغم الألم،
لأقول للعالم إن الإنسان يولد كل يوم من جديد.
أنا إنسان…
لا أنتمي إلا إلى الحرية،
ولا أقدّس إلا الحقيقة،
ولا أرفع إلا كتابًا لا سيفًا،
وقلبًا لا قيدًا،
وحلماً لا جدارًا.
أنا إنسان…
قد يسقط جسدي،
قد يُحاصر صوتي،
قد يُنفى حلمي،
لكن حقي أن أكون إنساناً
لن يسقط،
لن يُحاصر،
ولن يُنفى.
أنا إنسان…
وحين ينكسر القيد،
وتتهاوى الأسوار،
ويفهم العالم أخيراً أن دمعة طفل
أثقل من كل دباباتهم،
وأغلى من كل عروشهم…
حينها فقط، سيولد فجر الأرض من جديد.
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟