أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - حكايات إنسانية














المزيد.....

حكايات إنسانية


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 21:11
المحور: الادب والفن
    


الحلقة الأولى: اللعبة المكسورة


على أنقاض بيت مهدّم، جلس طفل صغير يضم إلى صدره دمية بلا ذراع. لم يبكِ، بل ابتسم ضحكة بريئة أربكت كل من رآه.

سألته امرأة مرت:

– لماذا تضحك يا صغيري؟

قال: “أمي قالت لي إن اللعبة المكسورة تشبهنا… لكنها ما زالت لعبة، ونحن ما زلنا بشر.”



كانت تلك الجملة كافية لتجعل الركام يبدو أقل قسوة، وتكشف أن الطفولة قادرة على أن تصنع للحياة ممرًّا وسط الخراب.

الحلقة الثانية: الخبز والكرامة


امرأة خمسينية تستيقظ كل صباح، تعجن الطحين بيديها المتعبتين، وتوزع أرغفة الخبز على جيرانها قبل أن تضع شيئًا على مائدتها.

سألها شاب:

– لماذا تعطين ما تحتاجينه؟

ابتسمت وقالت:

“الخبز حين يُقسم يشبع أكثر، والكرامة حين تُشارك تُنقذ الإنسان.”



لم يكن خبزها مجرد طعام، بل كان درسًا عميقًا في معنى العطاء وسط العوز، وفي أن الكرامة تبدأ من لقمة تقسمها مع الآخر.

الحلقة الثالثة: مقعد فارغ في الصف


داخل خيمة تحولت إلى مدرسة مؤقتة، جلست معلمة تحاول أن تزرع الأمل في عيون الأطفال.

تأملت مقعدًا فارغًا وسألت:

– من كان يجلس هنا؟

ارتفعت الأصابع الصغيرة جميعها، وقالوا بصوت واحد: “أحمد.”

سألت:

– وأين أحمد الآن؟

أجابوا: “ذهب إلى السماء.”



ثم فتحوا كتبهم، وأكملوا الدرس. كان المشهد رسالة صامتة: أن التعليم مقاومة، وأن المعرفة هي السبيل الوحيد لإعادة من رحل إلينا.

الحلقة السادسة: حقيبة مدرسية


في مخيم نازحين، كان طفل يحمل حقيبة ممزقة خيطها بخيط أحمر. سألته معلمته:

– لماذا لم ترمها؟

قال: “أبي خيطها بيده قبل أن يرحل… هذه ليست حقيبة، هذا أبي.”

الحلقة السابعة: نافذة بلا زجاج


في بيت مهدّم نصفه، جلست امرأة أمام نافذة بلا زجاج، تحدق في السماء.

سألها جارها:

– لماذا تجلسين هنا كل مساء؟

قالت: “هذه النافذة لم تعد تفصلني عن العالم، صارت تصالحني مع السماء.”

الحلقة الثامنة: الكرسي المتحرك


شاب فقد ساقه في الحرب، لكنه كان يعلّم الأطفال الرسم. جلس على كرسيه المتحرك وأمسك قلمًا ملونًا، وقال لهم:

“أنا لا أستطيع الجري، لكنني أستطيع أن أطير معكم بالخيال.”

الحلقة التاسعة: شمعة في العتمة


في ليل طويل بلا كهرباء، أشعل طفل شمعة صغيرة. قالت له أمه:

– هذه الشمعة لن تكفي يا ولدي.

ابتسم وقال:

“لكنها تكفي لأرى وجهك يا أمي.”

الحلقة العاشرة: الحذاء القديم


في سوق شعبي، كان رجل يلمّع حذاءً قديمًا ببطء شديد. سأله صديقه:

– لماذا تهتم بحذاء متهالك؟

قال: “هذا الحذاء مشى معي كل الطرق الصعبة، لا أستطيع أن أخونه الآن.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جميل السلحوت: بين التوثيق والخيال الروائي – دراسة نقدية في ج ...
- قراءة ادبية لرواية -جسد الطوائف- ‏للكاتبة -رانية مرجية- ‏بقل ...
- في حضرة الجرح: اعترافات موجِّهة وإعلامية بين الفلسطيني والإس ...
- قراءة ادبية لرواية -جسد الطوائف- ‏للكاتبة -رانية مرجية- ‏ ‏- ...
- ‏قراءة أدبية في رواية -حبوب نفسية- للكاتبة رانية مرجية بقلم ...
- ابنة الزيتون التي جعلت من الألم قصيدة
- محمود البريكان بين العُزلة والتأمّل ، قراءة مُنمَّقة في كتاب ...
- قصة إنسان – سفر الثورة والخلود
- ذاكرة الموج
- صدور رواية “جسد الطوائف” للكاتبة رانية مرجية
- الفخ انكسر
- عندما بكى الله
- ديوان هايكو
- همس اللامرئي
- ذاكرة تحترق… وحب بلا ملامح
- أدبيات السفر: رحلة الروح بين ضفتين
- ضياع
- مقال رأي: لا تغترّوا بالباطل
- هلوسة المقبرة
- متوحدين ولكن


المزيد.....




- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - حكايات إنسانية