قراءة ادبية لرواية -جسد الطوائف- ‏للكاتبة -رانية مرجية- ‏ ‏---بقلم الناقد .د عادل جودة

رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 09:40
المحور: الادب والفن
    

‏معلومات أساسية عن الكتاب
‏
‏· العنوان: جسد الطوائف
‏· المؤلف: رانية مرجية
‏· النوع: رواية سياسية - اجتماعية - فلسفية
‏· السياق: تتناول الرواية واقع المجتمع العربي من خلال استعارة رمزية قوية.
‏
‏---
‏
‏ملخص الرواية (بدون حرق للأحداث الرئيسية)
‏
‏تدور أحداث الرواية حول جسد بشري واحد يمثّل مجتمعًا متعدد الطوائف والأعراق. هذا الجسد يعاني من مرض داخلي خطير (استعارة للصراعات الطائفية والفساد)، حيث يبدأ كل عضو من أعضاء الجسد (الطائفة) باتهام الآخر بأنه سبب الداء، مما يؤدي إلى شلل تام وشيك الموت.
‏
‏تبدأ رحلة العلاج بمحاولات تشخيص من قبل أطباء خارجيين (قوى خارجية) وأطباء داخليين (النخب المحلية)، لكن الحلول تتفاقم بسبب انقسام الأعضاء ورفضها التعاون، ووصول كل طائفة إلى استنتاج أن استئصال العضو الآخر هو الحل الوحيد للنجاة.
‏
‏تتصاعد الأحداث نحو مفارقة وجودية:
‏ إما أن يتعاون جميع الأعضاء لإنقاذ الجسد ككل
‏ أو يموت الجميع معًا.
‏
‏---
‏
‏القراءة الواقعية والأدبية
‏
‏١. الرمزية كأداة سردية رئيسية
‏
‏· الجسد كرمز للوطن: استخدمتة الكاتبة..الجسد كاستعارة مبدعة للمجتمع (أو أي مجتمع متعدد الطوائف). كل عرق أو طائفة هي "عضو" في هذا الجسد، ومرضه هو الفساد، الطائفية، والحروب الأهلية.
‏· الأعضاء والصراع: الصراع بين العين (الرؤية)، الأذن (السمع)، القلب (المشاعر)، اليد (العمل)، والفم (الكلام) يمثّل الصراع على السلطة، السردية التاريخية، والهوية داخل المجتمع.
‏
‏٢. الموضوعات الرئيسية
‏
‏• الطائفية والهوية: تساؤل عميق: "هل هوية الفرد مقدمة على هوية المجتمع؟" الرواية تنتقد تحول الانتماء الطائفي إلى هوية سائدة على حساب الهوية الوطنية الجامعة.
‏• الفساد كمرض مشترك: ليست الطائفية هي المرض وحده، بل الاستغلال السياسي لها والفساد الذي يجعل من هذا "المرض" وسيلة للبقاء في السلطة.
‏• الدور الخارجي: الأطباء الخارجيون (القوى الدولية) لا يهمهم صحة الجسد بقدر ما يهمهم استخراج ثمن الدواء، أو استغلال المرض لمصالحهم.
‏• المأساة الجماعية: الرواية تقدم رؤية قاتمة لكنها واقعية: مصير المجتمع الواحد، وإن تنوع، مصير واحد. لا يمكن لعضو أن ينجو إذا مات الجسد.
‏
‏٣. الأسلوب الأدبي
‏
‏• لغة شعرية فلسفية: اللغة ليست سردية تقليدية بقدر ما هي تأملية، تستخدم الاستعارات والتشبيهات بغزارة لتعميق التأثير.
‏• الحوار الداخلي: الكثير من الحوارات تدور بين أعضاء الجسد، مما يعكس الحوار الداخلي للمجمع مع ذاته، وصوت الضمير الجمعي.
‏• السرد غير الخطي: الأحداث لا تسير بترتيب زمني تقليدي، بل تتحرك مع تدفق الوعي والذكريات المشتركة لأعضاء الجسد، مما يعكس تعقيد الذاكرة والتاريخ.
‏
‏٤. النقد الواقعي (إسقاطات على الوضع العربي)
‏
‏الرواية هي مرآة للمجتمعات العربية التي مزقتها الطائفية، و النقاط الأبرز:
‏
‏• تسييس الدين: كيف يتم تحويل الاختلاف الديني إلى أداة للصراع السياسي.
‏• فشل المشروع الوطني: فشل النخب في بناء هوية وطنية تتسع للجميع.
‏• الضحايا هم الناس: الأعضاء البسيطة في الجسد (المواطن العادي) هي من تدفع ثمن صراعات الرأس (القيادات) والقلب (الأيديولوجيات).
‏
‏---
‏
‏تقييم عام
‏
‏√ القوة: الفكرة العميقة والرمزية الجريئة التي تختزل تعقيدات مجتمع بأكمله في صورة واحدة قوية ومؤثرة.
‏√ التحدي: قد تكون اللغة الفلسفية والرمزية المكثفة صعبة على القارئ العادي الذي يبحث عن قصة خطية بسيطة.
‏√ الأهمية: رواية ضرورية لفهم الجذور الوجودية للأزمة الطائفية، وليس فقط المظاهر السياسية منها.
‏
‏---
‏
‏لمن هذه الرواية؟
‏
‏- للقارئ المهتم بالأدب السياسي والرمزية العميقة.
‏- لمن يريد فهم تعقيدات الواقع العربي من خلال عدسة إبداعية.
‏- للمهتمين بفلسفة المجتمع والهوية والصراع.
‏
‏هذه الرواية ليست مجرد قصة، بل هي تشريح أدبي لجسد أمة مريضة، تطرح أسئلة مؤلمة لكنها ضرورية عن البقاء والهوية والمصير المشترك.

#رانية_مرجية (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل