أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - في حضرة الجرح: اعترافات موجِّهة وإعلامية بين الفلسطيني والإسرائيلي














المزيد.....

في حضرة الجرح: اعترافات موجِّهة وإعلامية بين الفلسطيني والإسرائيلي


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 00:20
المحور: المجتمع المدني
    


في قاعة صغيرة جلس فلسطينيون وإسرائيليون في دائرة واحدة. الوجوه متوترة، العيون حذرة، والأنفاس محمّلة بتاريخ طويل من الخوف والدم. كنت هناك، بصفتي موجِّهة وإعلامية، أراقب القلوب وهي تتوجس من بعضها، وأسأل نفسي: كيف يمكن أن تُثمر كلمة وسط هذا الركام؟

جرح يتكلم

كل مشارك جاء ومعه حقيبة من الذكريات. فلسطيني يتحدث عن أرض صودرت وبيت هُدم، وإسرائيلي يروي كيف فقد قريبًا في هجوم. الألم يتوزع بينهم لكنه لا يتشابه؛ لا يُقاس ولا يُقارن. هو شخصي، حميم، وأحيانًا لا يُطاق. دوري أن أساعدهم على رؤية الإنسان خلف الرواية، والوجه خلف الشعارات.

عاصفة الكلمات

لا يمر وقت طويل حتى ترتفع الأصوات. كلمة واحدة قد تشعل الجلسة: “احتلال”، “مقاومة”، “إرهاب”. كل مصطلح محمَّل بذاكرة وجروح. حين يشتعل النقاش، عليَّ أن أبقى ثابتة، أن أذكّرهم أننا هنا لنتحاور لا لنكرر الحرب. لكن في داخلي أيضًا عاصفة؛ فأنا ابنة هذه الأرض، وأعرف أن كل كلمة تُلقي بظلها على قلبي.

ميزان القوة المختل

يدخل الصراع إلى الورشة محمّلاً باختلالاته: بين قوي وضعيف، محاصر وآمن، صاحب امتياز ومحروم من أبسط الحقوق. هذا التفاوت يفرض نفسه حتى في نبرة الصوت. مهمتي ليست إلغاء الفجوة – فهذا مستحيل – بل الاعتراف بها، ومحاولة خلق مساحة يشعر فيها الضعيف أن صوته مسموع، دون أن يتحول القوي إلى متهم أبدي.

اللغة كساحة صراع

أي لغة نستخدم؟ العربية؟ العبرية؟ أم لغة ثالثة؟ كل خيار يفتح جرحًا. اللغة التي يفترض أن تقرّب، تتحول هنا إلى جدار آخر. كل كلمة تحمل معها هوية، ذاكرة، وأحيانًا صرخة غير منطوقة.

إنسانيتي المهدَّدة

أصعب ما أواجهه ليس الشجار ولا الانفعال، بل قدرتي على الحفاظ على إنسانيتي. أن أبقى جسرًا لا جدارًا. أن أُصغي دون أن أذوب. أحيانًا تسقط دمعة مني بصمت، لكنها دليل أنني لست آلة، بل إنسانة تحمل مع المشاركين ثقل الصراع.



لحظة الأمل

قد لا تُغيّر ورشة واحدة مسار تاريخ طويل من الدم، لكن حين يلتفت أحدهم إلى الآخر ليقول: “أنا لا أوافقك، لكنني أسمعك”، أعرف أن بذرة قد زُرعت. والبذور، حتى وإن طُمرت في أرض قاسية، تستطيع أن تشق طريقها نحو الضوء.



أنا رانية مرجية، موجِّهة وإعلامية. لا أدّعي أنني أملك الحل، لكنني أؤمن أن الحوار، رغم هشاشته وصعوبته، هو الطريق الوحيد. ففي أرضٍ أنهكها الصراع، يكفي أن نرى الآخر إنسانًا لا عدوًا، حتى نبدأ بكتابة حكاية مختلفة، أقل دمًا، وأكثر حياة



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‏قراءة أدبية في رواية -حبوب نفسية- للكاتبة رانية مرجية بقلم ...
- ابنة الزيتون التي جعلت من الألم قصيدة
- محمود البريكان بين العُزلة والتأمّل ، قراءة مُنمَّقة في كتاب ...
- قصة إنسان – سفر الثورة والخلود
- ذاكرة الموج
- صدور رواية “جسد الطوائف” للكاتبة رانية مرجية
- الفخ انكسر
- عندما بكى الله
- ديوان هايكو
- همس اللامرئي
- ذاكرة تحترق… وحب بلا ملامح
- أدبيات السفر: رحلة الروح بين ضفتين
- ضياع
- مقال رأي: لا تغترّوا بالباطل
- هلوسة المقبرة
- متوحدين ولكن
- بين الموروث الديني والموروث الثقافي… أين نقف اليوم؟
- شكر للأديب والشاعر والصحفي العراقي كاظم حسن سعيد
- أنفاس فلسطين – رِنغا هايكو
- د. عادل جودة - تحليل أدبي لـ -هايبونات المحبّة- للشاعرة راني ...


المزيد.....




- ترامب يوضح موقفه إذا أمر زهران ممداني باعتقال نتنياهو
- النيابة العامة الإسبانية تحقق في انتهاكات محتملة لحقوق الإنس ...
- كاتبة بريطانية: تقليص المساعدات يعني زيادة قوارب المهاجرين
- صحفي يواجه ترامب بسؤال عن إقالة جيمي كيميل وحرية التعبير في ...
- إصابات واعتقال مواطن خلال اقتحام الاحتلال بيت أمر شمال الخلي ...
- ماذا وراء ترحيل المهاجرين من السودان؟
- العفو الدولية: أدلة موثوقة على مساهمة 15 شركة إسرائيلية وأجن ...
- العفو الدولية: شركات ودول متواطئة في إبادة غزة ونظام الأبارت ...
- أيرلندا: تصعيد الهجوم على غزة سيؤدي لمزيد من القتل والمجاعة ...
- باكستان تزيد من وتيرة ترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم وتجب ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رانية مرجية - في حضرة الجرح: اعترافات موجِّهة وإعلامية بين الفلسطيني والإسرائيلي