رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 13:49
المحور:
المجتمع المدني
في عالمٍ يزداد فيه الضجيج ويعلو صوت الأقوى على صوت الأصدق، ينسى الإنسان أنّه الكائن الوحيد المسؤول عن صون كرامته، وحماية حقوقه، والوقوف في وجه من يحاول أن يسلبه إنسانيته. إنّ الحقوق لا تُستجدى، ولا تُمنح طواعية، وإنما تُنتزع كما يُنتزع النور من قلب الظلام.
إن لم تحارب من أجل نفسك، لن يحارب أحد عنك. تلك الحقيقة القاسية التي نحاول مرارًا تجاهلها، لكنها تعود لتصفعنا في كل منعطف من حياتنا. لا أحد سيسمع وجعك كما تسمعه أنت، ولا أحد سيبكي على خسارتك كما تبكي، ولا أحد سيحمل عنك مرارة الهزيمة إن اخترت الصمت. نحن في النهاية كائنات تسعى إلى خلاصها الفردي، ومن يظن أنّ الآخرين سيتكفلون بإنقاذه، فهو كمن يزرع بذورًا في صحراء قاحلة وينتظر منها زهر الياسمين.
إنّ الدفاع عن الحق ليس رفاهية، بل هو شرط وجود. فالحياة بلا كرامة ليست حياة، والإنسان بلا صوتٍ حرّ ليس سوى ظلّ باهت يتلاشى في زوايا النسيان. قد يتعبك الطريق، وقد يتآمر عليك صمت الأقربين، لكنك حين تنهض، حين تقول: “هذا حقي”، ستكتشف أنّك لم تدافع عن حقٍ فردي فقط، بل كنت تدافع عن جوهر الإنسانية فيك.
أيها الإنسان، لا تسمح لأحد أن يُسكتك، ولا تساوم على ما هو أثمن من الخبز والهواء. إنّ من يتنازل عن حقه اليوم، يوقّع بيده شهادة غيابه غدًا. فلا تلومنّ إلا نفسك إن تركت حقك يذبل بين أصابعك.
الحياة معركة، لكنها ليست معركة ضد الآخرين فقط، بل هي أولًا وأخيرًا معركة ضد الانهزام الداخلي. من ينتصر على خوفه، ينتصر على العالم بأسره. ومن يرضى أن يكون ضحية، سيجد نفسه ضحية إلى الأبد.
فانهض الآن، ودافع. لا لتُسكت صوت الظالم فقط، بل لتوقظ الإنسان النائم في داخلك
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟