رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 13:05
المحور:
الادب والفن
أنا لا أنحاز إلى الأسماء ولا أبحث عن وجاهة في صالونات ثقافية مغلقة. انحيازي الأصيل للنصوص والكتب؛ لتلك التي تولد من رحم التجربة الصادقة وتبقى شاهدة على روح كاتبها. فالأدب ليس زينة اجتماعية ولا منصة للتسابق على الضوء، بل امتحان للصدق، ومرآة للروح، ورسالة لا تصمد إلا بقدر ما تحمل من حقيقة.
أكتب ضد الشللية التي تُفرغ الأدب من معناه، وضد النفاق الذي يلمّع الوجوه ويهمّش النصوص. فما قيمة الأدب إذا تحوّل إلى تواطؤ جماعي، أو صار أداة بيد جماعات صغيرة تفرض ذوقها ومعاييرها؟ الأدب، كما أفهمه وأعشقه، فعل حرية وانعتاق، لا وسيلة للمحاباة أو التزيين.
أنا لست ناقدة بالمعنى الأكاديمي، ولم أدّعِ امتلاك أدوات النقد الجامدة. لكنني قارئة متذوّقة، ألتقط حرارة النصوص والكتب، وأبحث عن تلك التي تُشبه أصحابها: كتّاب يكتبون بدم قلوبهم لا بحبر المجاملة، يضعون أرواحهم على الورق بلا خوف، فيتحوّل النص إلى حياة نابضة.
لقد تناولتُ نصوصًا وكتبًا لم تكن حكرًا على فلسطينيي الداخل، بل امتدت لتشمل أصواتًا من سوريا، الجزائر، مصر، العراق، لبنان، تونس، الكويت، الأردن، والسعودية. هذا الامتداد لم يكن مجرد تنوّع جغرافي، بل بحثًا واعيًا عن الأدب الذي يتجاوز الحدود ويخاطب الإنسان في جوهره. فالنصوص والكتب العظيمة لا تُعرّف نفسها بالجغرافيا ولا تُقاس بانتماءات ضيّقة، بل بقدرتها على لمس القلب الإنساني المشترك.
أؤمن أن النصوص والكتب الحقيقية لا تحتاج إلى جيوش من المصفّقين ولا إلى أضواء مصطنعة. يكفيها أن تهزّ قلبًا واحدًا بعمق، لتبقى حيّة في ذاكرة القرّاء. وسأظل أبحث عن تلك الأعمال التي تستحق الإشادة، تلك التي تكتب نفسها بصدق ولا تساوم على حقيقتها.
إنني لا أكتب لأمنح الشرعية لأحد، بل لأضع الضوء حيث يجب أن يكون: على النصوص والكتب التي تحيا بصدق، وتحرّر الأدب من ضجيج الشللية وزيف النفاق
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟