كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 09:53
المحور:
المجتمع المدني
هرعت مديرية الإطفاء في احدى القرى الإسكندنافية، وتوجهت لإنقاذ وزة (بطة) مسكينة حلقت عالياً بطريقة خاطئة، فوقعت في شراك الأسلاك الكهربائية المعطلة. حاولت ان تخلص نفسها بكل الطرق لكنها زادت الأمر سوءا وتعقيدا، فحشرت عنقها بين الأسلاك وربما كسرت رقبتها، فظلت معلقة هناك حتى وصول فرقة الإنقاذ لتحررها وتفك أسرها وتنقلها إلى عيادة قريبة للطب البيطري. .
حصلت هناك على العناية والرعاية اللازمة حتى تماثلت للشفاء، ثم أعادوها إلى بحيرة جميلة لتعيش بسلام في حاضنتها الطبيعية. .
نقلت لنا شبكة اليوتيوب تفاصيل هذه الصورة من صور الرفق بالحيوان عند الناس الذين زرع الله في قلوبهم الرحمة والشفقة، فأولوا اهتمامهم بكل الكائنات الحية من الإنسان إلى الحيوان. .
اما عندنا فيموت أطفال غزة بالعشرات. يُذبحون كل يوم منذ اكثر من عامين بكل القنابل الفسفورية والفراغية والارتجاجية من دون ان يفزع لهم المتظاهرون بالتدين الشكلي، ومن دون ان يمد لهم قادة العرب والمسلمين يد المساعدة لأنقاذهم من الموت المحتوم. .
هذا هو الفرق بين الأوادم وبين غير الأوادم. فمن الخطأ أن تعامل البشر كلهم بنفس الأسلوب، فالحذاء والتاج كلاهما يُلبس، لكن أحدهما تضعه على رأسك والآخر تدوسه بأقدامك. .
سوف يرحل هؤلاء جميعاً عن هذه الدنيا من دون ان يخطوا خطوة صحيحة واحدة في التعامل الإنساني مع الجياع والمظلومين والمنكوبين. .
يا لهذا السيرك العربي المجنون. . غزة وحدها كانت كافية لأن تجعلهم يتصرفون مثل الأوادم، لكنهم فقدوا مروءتهم فاختاروا طريق الذل والخذلان، ثم وقفوا يتفرجون على المجزرة اليومية المتكررة. اما أموالهم فاصبحت في جيب ترامب، وأما ثرواتهم فصارت مباحة مستباحة لمن هب ودب. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟