كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8475 - 2025 / 9 / 24 - 14:57
المحور:
المجتمع المدني
انفردت المقالات التي تنشرها صحيفة (هارتس) بالجرأة والصراحة حتى لو كانت لا ترضي النتن وحاشيته. .
جلبت انتباهي مقالة بقلم (يوعانا جونين) بعنوان: (فساد القوة، وفساد السّلطان، وفساد القلب - ثلاث لوحات بورتريه للمجتمع الإسرائيلي). تتحدث المقالة عن هشاشة المجتمع المدني في الارض المحتلة. مآسي وعلاقات انتهازية وتعسف واضطهاد. .
اعتمدت المقالة على تقارير (منظمة حاخامات من أجل حقوق الإنسان)، تحدثت عن صورة لجندي يغطي وجهه بقناع على هيئة جمجمة. كانت مهمته مساعدة المستوطنين على طرد الفلسطينيين من حقولهم الزراعية وانتزاع ملكيتها منهم. .
غطى الجندي وجهه بقناع الجمجمة ليبث الرعب في قلوبهم. فالقناع المخيف يكشف حقيقة القناع الذي يعكس بشاعة الاحتلال. فهم غير معنيين بحفظ النظام، بل نشر الخراب، وتحويل الحياة اليومية إلى كابوس عبر التنكيل المنهجي، والحواجز الخانقة، والمداهمات الليلية، والانتهاكات اليومية. فيتحول الجندي المقنع بهذه الصورة المروّعة إلى أداة لتجسيد قوّة الدمار، ورسم صورة الشيطان لمجتمعٍ تخلّى عن إنسانيته. .
اشارت المقالة أيضاً إلى مقطع فيديو يظهر فيه والد الوزيرة (عيديت سيلمان) وهو يسخر من امرأة يهودية مسنّة يعصف الارتجاف بجسدها. كانت واقفة أمام منزله، تحمل لافتة تدعو إلى وقف كل شيء من أجل الأسرى. تقدّم والد الوزيرة لمواجهة مجموعة صغيرة من المتظاهرين. سألته المرأة بصوت هادئ: (ألا تخجل من نفسك ؟). فأخذ يقلّد ارتجافها بحركات جسدية ساخرة ليذلّها أمام الحاضرين. .
امرأة طاعنة في السن، تحتج بدافع الألم، تحاول أن ترفع صوتها من أجل مَن تخلّى عنهم النتن. .
المتعة السادية التي شعر بها والد الوزيرة سيلمان كانت جزءاً من نمط متكرّر لدى أنصار النتن الذين جعلوا من المتظاهرين الكهول هدفاً مفضّلاً للإذلال. .
ثقافة سادية تقدّس العنف وتزدري الرحمة، وهي سمة جوهرية للحركات الفاشية. فكما يستمتع الجندي ذو القناع بشعور وهمي بالقوة يمنحه له عجز ضحاياه، كذلك يفعل والد الوزيرة سيلمان وهو يتلذذ بمهانة امرأة لا حول لها ولا قوة. كلاهما يمحو ذاته. الأوّل: عبر قناع يخفي وجهه. والثاني: عبر محاكاة ساخرة ليطمس بذلك إنسانية الآخر. .
فإذا كان هذا تعاملهم مع بعضهم البعض داخل المستوطنات التي اغتصبوها من ساكنيها، فما بالكم بتعاملهم مع شيوخ غزة وأطفالها ؟. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟