كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 15:06
المحور:
المجتمع المدني
اتساءل كل يوم عن اسباب ومسببات هذا الانهيار العاصف الذي أطاح بمنظومة القيم الأخلاقية. كيف تساقطت ولم تصمد امام رياح الفوضى ؟. وكيف تراجعت امام موجة الاستهتار العالمي ؟. .
هواجس أرددها مع نفسي من حين لآخر فيما يشبه الهذيان والهلوسة. فالمشهد الدموي المفزع المعروض امام أعيننا في غزة وسوريا ولبنان واليمن يعكس صورة مخيفة تنذر بكوارث لا تُحمد عقباها. .
مشهد مرعب يدفعني لطرح تساؤلات لا جواب لها. . ماذا لو جاءت الولايات المتحدة وألصقت بنا (نحن الضحايا) تهمة الأرهاب ؟. ماذا لو وضعت شعوبنا كلها على قوائم التصنيف العالمي ؟. ماذا لو اصرت القوى الغاشمة على دعم الكيان الارهابيلي ومنحته حرية التمدد والتوسع كيفما يشاء وفي كل الاتجاهات، حتى لو اغتصب ارضنا من النيل إلى الفرات، وحتى لو طردونا من ديارنا، وأرغمونا على الهجرة إلى المنافي البعيدة، تماما بنفس الهمجية السائدة في غزة وفي الضفة ؟. ماذا لو تبين لنا ان المبادئ والقيم التي آمنا بها فقدت صلاحيتها (اصبحت اكسباير)، ولا تتماشى بعد الآن مع المفاهيم البديلة التي جاءت بها ارهابيل وفرضتها على قادتنا ؟. . ماذا لو اكتشفنا اننا غرباء في اوطاننا، وبلا قيمة تحت خيمة هذا السيرك السياسي ؟. .
ففي هذا الزمن الذي تراكمت فيه المآسي والويلات، واشتدت فيه حاجتنا إلى كلمة جامعة توحد صفوفنا في مواجهة التحديات، خرج علينا من اتخذ التكفير منهجا، والشقاق مشروعاً، والفتنة أداة ثقيلة تسحقنا وتطحن عظامنا. فقد خرج علينا من يسعى لتصنيفنا بين ضال ومبتدع. .
انظروا كيف يتغذون من رواسب الأحقاد، وكيف يحملون الخيانة فوق أكتافهم كأن لهم وكالة على الدين أو احتكار للحق. .
اسألوا انفسكم لماذا انتشرت رايات الفتنة في هذا الظرف الذي ينذر بالتقسيم والتجزئة ويمهد الطريق لجيوش زاحفة علينا من الغرب ؟. شعور عجيب يَنتابُنا مِن أن مَبادئنا باتت مهددة، سيما اننا على علم بمصدر الخطَر وهدَفِه. .
نحمد الله ونشكره ان مروءتنا مازالت حيَّة لا تموت، وأي حرب عليها ستكون عقيمة وخاسرة. .
هذا ما نؤمن به حتى الآن. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟