أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - صباح العسكري: الشاعر الذي أضحك القمر وبكى العراق














المزيد.....

صباح العسكري: الشاعر الذي أضحك القمر وبكى العراق


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 11:57
المحور: سيرة ذاتية
    


ليس غريبًا على مدينة الحلة، مدينة السدرة والنخلة، أن تنجب شعراء يتقنون التحليق في فضاء اللغة، ويعيدون ترتيب وجع الوطن في خرائط القصيدة. ومن رحم هذه المدينة، وُلد الشاعر صباح عباس خلف جاسم العسكري في العاشر من نيسان عام 1954، ليكون من جيل الشعراء الذين لم يتوقفوا عن الغناء للإنسان والحق والحلم رغم ضجيج الخيبات.
شبّ العسكري في الحلة، فتعلم من فراتها صبر الكلمات، ومن نخيلها شموخ العبارة. أنهى دراسته الإعدادية عام 1975، لكنه لم يشأ أن يُنهي رحلته مع العلم عند هذا الحد، فالتحق لاحقًا بكلية الإعلام – جامعة الإمام الكاظم، وتخرج منها سنة 2016، ثم أكمل الماجستير في الإعلام الصحفي في جامعة بغداد عام 2021. واليوم، يقف في قاعة الدرس أستاذًا في قسم الإعلام – جامعة المستقبل، يلقي بشذرات الشعر والمعرفة في آنٍ معًا، مؤمنًا أن الكلمة مسؤولية، وأن التعليم امتداد للقصيدة.
في عالم الشعر، خطّ العسكري حضوره بثقة، محلقًا بين فضاء الحنين والمقاومة، بين حب الوطن وخيبة المواطن، بين ضحك القمر ودموع الزهراء. صدرت له دواوين كثيرة، منها:
الرأس، ضحك القمر، سلامًا يا عراق، في دوامة الضجر، قناديل شعرية (للأطفال)
كما كتب في مجالات فكرية وثقافية متنوعة، فصدر له: قمم إنسانية، الإمام علي إمام البرية في القرآن والسنة، هذه فاطمة الزهراء، طرائق التدريس ودورها في تطوير العملية التربوية، حوارات في المملكة، عالم الصحافة.
ولا يزال يحمل في جعبته أربعة دواوين شعرية تنتظر الطبع، إضافة إلى مشروعه التوثيقي الحلة مدينة العلم والأدباء: جامعة المستقبل أنموذجًا، وكتاب تأملي بعنوان حكايتي مع المعلم الأول، أفلاطون.
كتب في الصحف العراقية والعربية، ونشرت قصائده في الزمان، الأهالي، السنبلة، بابليون، الغد، الأهرام المصرية، تشرين السورية، العراق، الدستور، صباح بابل، إضافة إلى مواقع ثقافية عربية معروفة، مثل تغريدات نخلة، وشارك في مهرجان صفي الدين الحلي عام 2007، مزجًا بين الشعر والتراث، في خطاب يحمل عبق المكان وحنينه.
أما النقاد، فقد قرأوا تجربته بوصفها مشروعًا إنسانيًا وجماليًا متماسكًا، يتراوح بين رهافة اللغة وحرارة الموقف. فقد وصفه الناقد عبد الله خلف الطائي بأنه "شاعر يكتب بروح الصحفي وضمير الإنسان، لا يجامل اللحظة، بل يفضح هشاشتها بشاعرية رصينة." بينما رأت الدكتورة ابتسام الهلالي في مجموعته "سلامًا يا عراق" "مرثية شعرية أنيقة، تكتب الخراب بلغة وردية، كأنها تؤبن الجرح وتداويه في آن."
أما قصائده للأطفال في "قناديل شعرية"، فقد أدهشت النقاد والمربين على السواء، إذ جاءت بلغة سلسة وموحية، تزرع الضوء في قلب الطفولة من دون أن تبتعد عن البعد الجمالي للقصيدة، فجعل من الشعر وسيلة تربية وجمال، وهو ما ينسجم مع رؤيته التربوية التي تتجلى في كتابه طرائق التدريس.
وتقديرًا لعطائه الثقافي، انتسب إلى مؤسسات أدبية وثقافية عديدة، منها: اتحاد أدباء وكتاب بابل (2011)
جمعية الرواد الثقافية المستقلة – بابل، جمعية القيثارة الثقافية، اتحاد الأدباء والمفكرين العرب، نقابة الصحفيين العراقيين، نقابة الأكاديميين.
صباح العسكري ليس مجرد شاعر، بل هو خلاصةُ مسيرةٍ تمتد من مقاعد المدرسة إلى منابر الشعر، ومن دفاتر الإعلام إلى قاعات الجامعة. هو شاعرٌ تعلّم من الزمن أن القصيدة سلاح، وأن الكلمة الطيبة شجرة لا تذبل حتى في صيف العراق اللاهب.
كتب للوطن حين كان الوطن خريطة ملغومة، وكتب للطفل حين كان الحلم بحاجة إلى أنامل صغيرة، وكتب للحب حين كان العالم يفيض كراهية. وفي كل ذلك، بقي صوته هادئًا، واثقًا، يشبه ملامح الحلة عند الغروب، ويشبه العراق حين يبتسم رغم جراحه. هو، في النهاية، شاعر لا يكتفي بالقصيدة، بل يصنع منها حياة.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راسم الخطاط شاعر الومضة ومهندس القصيدة
- الراحل كاظم الرويعي بين الأغنية الملتزمة والاغتراب الموجع
- شاكر ميم.. شاعر الغفوة والابتسامة العابرة
- عبد الستار شعابث شجرة الشعر التي نبتت على ضفاف الحلة
- الناقد والقاص سلام حربة صوتٌ نقدي وقلمٌ سردي في المشهد الثقا ...
- حامد كعيد الجبوري شاعرٌ خرج من رحم الحلة ومضى ليكتب للوطن وا ...
- علي السباك الكاتب الذي جعل من الحلة سطرًا أول في دفتر الحكاي ...
- عماد الطالباني طبيب الحرف وروح الباحث
- الباحث محمد هادي رحلة في آفاق البحث والتأليف
- الشاعر إبراهيم الشيخ حسون صائغُ الحرف الشعبي ومغني الروح الح ...
- عبد الأمير خليل مراد شاعر يُمسك بجمر القصيدة ويشعل بها خيمة ...
- مهدي المعموري ضفاف الحرف ومرافئ الذاكرة
- الدكتور عدنان العوادي حكمة الأكاديمي وروح الأديب
- ليلى عبد الأمير حين تتكئ القصيدة على ريشة وتكتب قلبًا
- حسين مبدر الأعرجي: القاص الذي كتب بمداد الذاكرة والمكان
- عمران العبيدي شاعر تتقد الكلمات بين أصابعه
- وسام العبيدي الباحث الجاد والشاعر المتأمل
- محمد الزهيري... فكرٌ يقاوم، وصوتٌ لا يهادن
- قيس الجنابي الناقد الذي حرّك سواكن النص، وفتّش في ضمير الترا ...
- محمد مبارك بين الفلسفة والنقد الأدبي


المزيد.....




- -أحبها لكنني لا أتعرف عليها حاليا-.. شاهد ما قالته أنجلينا ج ...
- أردوغان: الهجوم على قطر أظهر أن القيادة الإسرائيلية خارجة عن ...
- إعجاب مدير السي آي إيه السابق بالشرع يشعل مواقع التواصل
- كيف رد الأطباء على ادعاءات ترامب حول تناول الحوامل مسكن بارا ...
- برنامج أمريكي يعود للبث بعد إيقافه بسبب تعليقات حول مقتل ناش ...
- فيضانات إيطاليا: إنقاذ أم وطفلتها بعملية جوية
- ضغوط داخلية وخارجية.. ألمانيا و-مأزق- الاعتراف بدولة فلسطيني ...
- الضفة الغربية : احتفالات عقب اعتراف بعض الدول بدولة فلسطين ...
- إنفوغراف.. أبرز عقوبات الاحتلال الجماعية بحق فلسطينيي الضفة ...
- الإكثار من ضرب الكرة بالرأس يؤدي لتغيرات في المخ


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - صباح العسكري: الشاعر الذي أضحك القمر وبكى العراق