أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الدگة الخزعلية : بين الوشم والغدر.














المزيد.....

مقامة الدگة الخزعلية : بين الوشم والغدر.


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 21:12
المحور: الادب والفن
    


(( شمّتت بيا عداي ليش يا حبيبي يا دگة المحبوب دگة خزعلية )) , أغنية عراقية خالدة , صدح بها فنانون كبار, جعلت من مصطلح (( الدگة الخزعلية )) جزءًا من الوجدان العراقي والعربي , لكن ما قصة هذا المصطلح ؟ هل هو مجرد وشم جميل , أم أن له جذورًا أعمق في التاريخ الشعبي؟ الوشم والغرام ,في معناه الأكثر شيوعًا , تشير (( الدگة الخزعلية )) إلى نوع من الوشم الأزرق الذي كان شائعًا بين نساء العراق قديمًا , كانت هذه الزينة تُدق على الذقن أو اليدين أو الحواجب , وتُنسب تسميتها إلى جمالها , كأنها تحفة فنية , وفي ثلاثينيات القرن الماضي , ربطت المطربة بدرية أنور هذا الوشم بآلام الحب والغرام في أغنيتها الشهيرة , لقد شبّهت شدة الألم المصاحب للوشم بألم الفراق أو الخيانة من الحبيب , ليصبح (( دگة المحبوب )) , و(( الدگة الخزعلية )) تعبيرًا عن العذاب الجميل في الحب.

الغدر والخيانة التاريخية , لكن المصطلح يحمل معنىً آخر أكثر قسوة , يروي قصة خيانة تاريخية , أشار لها كتاب (( بغداد سيرة ومدينة )) للرحالة ناجي جواد عن قصة الشيخ خزعل الكعبي , أمير المحمرة وعربستان , الذي تعرّض للغدر على يد شاه إيران في عام 1925 , ليتم تسليمه وتنتهي بذلك إمارته , فتحوّلت هذه الحادثة المفاجئة والمؤلمة إلى مثل شعبي ومصطلح يُستخدم للتعبير عن الغدر والخيانة التي تأتي من أقرب الناس أو في أكثر الأوقات غير المتوقعة , ليُقال (( فلان دقّ فلان دگة خزعلية )) , لوصف الخيانة التي لا رجعة فيها.

هناك روايات أخرى : الوفاء والقوة , فإلى جانب هذه المعاني , تروي الأساطير الشعبية حكايات أخرى , ففي إحدى الروايات , يُنسب المصطلح إلى قبيلة خزاعة التي كانت معروفة بقوتها وشهامتها , وكان أفرادها يشنّون (( ثلاث هدّات )) (هجمات متتالية) على أي قبيلة تغدر بهم , مما جعل العشائر تتحاشاهم , هنا , تحمل (( الدگة الخزعلية )) معنى القوة والثأر الذي لا يلين , وفي رواية أخرى أكثر رومانسية , تُنسب إلى شاب من عشيرة الخزاعل في الكاظمية أحب فتاة من الأعظمية , وعندما رفض أهلها تزويجهما , عبر نهر دجلة ليلاً وحملها على كتفه وهرَب بها , هنا , تحوّلت (( الدگة الخزعلية)) إلى رمز للوفاء والتضحية في سبيل الحب , وأصبحت تعبيرًا عن الفعل الشجاع والنقي الذي قام به الحبيب.

وهكذا تجد ان الرمزية مستمرة , من وشم جميل إلى قصة حب وفاء , ومن غدر تاريخي إلى قوة قبلية , يظل مصطلح (( الدگة الخزعلية)) حيًا في الذاكرة العراقية , إنه يجسّد القدرة على حمل معانٍ متناقضة في كلمة واحدة , ليصبح رمزًا يحكي عن الحب والألم , والقوة والوفاء , والغدر والخيانة.

ختاما : يلوم العراقيون أميركا على دكتهم الناقصة حين أسقطت النظام السياسي في بلدهم دون تفويض أممي وبأدعاءات كاذبة , ووضعت حكومة لدولة فاشلة , خنقت افضل ما فيها من كوادر , وصعدت اسوأ مافيها , وكأنه ليس هناك نماذج شريفة ومشرفة , وجرت البلاد الى واقع مخزي ساهم في نشر ألفساد , بأستخدام سياسة ممنهجة لنشر الأحباط واليأس والشعور العام بالدونية , ألا ان العراقيين الأباة الذين لا يناموا على ضيم , يستلهمون مما تقدم عزيمتهم وتصميمهم على استعادة حقوقهم بأسلوب عام وإيجابي , فعلى الرغم من كل التحديات , يبقى في قلب هذا الشعب إرادة صلبة لا تلين , وإيمان عميق بأن حقوقه المسلوبة ستعود إليه , إن التاريخ يشهد على أن هذا الشعب , الذي ورث حضارة تمتد لآلاف السنين , لا يقبل الوصاية ولا يرضخ للظلم , ففي كل منعطف , تثبت أيادي أبنائه أنهم قادرون على تجاوز المحن واستعادة زمام المبادرة , هذه المسيرة نحو السيادة الكاملة والعدالة الاجتماعية ليست مجرد حلم , بل هي قدر محتوم سيتحقق بفضل عزيمة كل فرد يؤمن بحق العراق في أن يكون حراً ومستقلاً , وأن يقرر مصيره بنفسه , ويظل اهل العراق ألأصلاء يتطلعون الى القيام بالهدات الثلاث لأجدادهم الخزاعل , وليطيحوا بنظام بريمير وعملاءه , في دكة خزعلية ستتحدث عنها العوالم والعربان .

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة ديالى شقائق النعمان .
- مقامة الطروس .
- مقامة النقيق في قاع بئر: العراق بعد 2003.
- مقامة فلسفة الفقر .
- مقامة الغيوم .
- مقامة مادلين أولبرايت : عندما تتحدث الدبابيس .
- مقامة الأنسان وباء .
- مقامة الأقتران الشرطي .
- مقامة أصنام العقل .
- مقامة الرسيس .
- مقامة لحن القول .
- مقامة في مسار التاريخ ومآلاته .
- مقامة محضرون .
- مقامة الثلاجين .
- مقامة ألأكتظاظ .
- مقامة العراق: مهد الأديان واللغات المنسي؟
- مقامة مرّة ومرّة .
- مقامة الغيرة .
- مقامة دروب المعنى .
- مقامة العثرات .


المزيد.....




- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الدگة الخزعلية : بين الوشم والغدر.