أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الغيرة .














المزيد.....

مقامة الغيرة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 16:27
المحور: الادب والفن
    


يقولون : (( عندما تغار المرأة تبكي , وعندما يغار الرجل يصمت )) , ولكن صاحبنا يفاجئنا اليوم بأن يبوح ويعلن , وهاهو يستعرض غيرته قائلا : (( لاتعجبوا اني اغار , اغار من الفجر لانه نقي , اغار من البحرلانه واسع وعميق والاهم انه كريم , اغار من النجوم لانها عالية وتضيء دروب المتعبين , اغار من الشمس لانها تمنحنا الدفء وتقضي على الظلمة في حياتنا , اني اغار حتى من الليل لانه امين على اسرار العاشقين , اغار من البلبل والهزار لانهما قد نذرا للحب والغناء حتى ولوتبدلت سماؤنا , اغار من الريح لانها ذات قرارقوية تكتسح الادران وقبل ان تستشير احدا قد تنتج الثمار لانها تسهم في اللقاح للانتاج , اغار من النسمة لانها رقيقة ومنعشة , اني اغار من الورود لانها جميلة تجدد العهود وتطرد العفن , اغار من القلم لانه يخلد الطيبة وحب الخير عن هذا الطريق , فكيف اذا صرت كل هذا او بعضه لاصبح الانسان ؟ فهل الى ذاك سبيل ؟)) , لم يترك شيئا لم يغار منه .

الغَيْرَةُ هي أفكار, وأحاسيس وتصرفات تحدث عندما يظن الشخص أن علاقته القوية بشخص ما تهدد من قبل طرف آخر منافس , وهذا الطرف الآخر قد يكون مدركًا أو غافل أنه يشكل تهديدًا , وقيل الغَيْرة : كراهة الرجل اشتراك غيره فيما هو حقه, وقال الراغب الأصفهاني : الغَيْرة ثوران الغضب حماية على أكرم الحرم , وأكثر ما تراعى في النساء , والغَيْرَة -بالفتح- المصدر من قولك : غار الرجل على أَهْلِه والمرأَة على بَعْلها تَغار غَيْرة وغَيْرًا وغارًا وغِيارًا والغَيْرة هي الحَمِيَّة والأنَفَة , والغيرة المعتدلة من الأخلاق المحمودة في الإسلام فعن جابر بن عتيك: ان النبي كان يقول: (( من الغيرة ما يحب الله , ومنها ما يبغضه الله , فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة , وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة)) , قال الشوكاني: فالغَيْرة في الريبة : نحو أن يغتار الرجل على محارمه إذا رأى منهم فعلًا محرمًا , فإن الغَيْرة في ذلك ونحوه مما يحبه الله , والغَيْرة في غير ريبة : نحو أن يغتار الرجل على أمه أن ينكحها زوجها , وكذلك سائر محارمه , فإن هذا مما يبغضه الله تعالى , لأنَّ ما أحلَّه الله تعالى فالواجب علينا الرضى به , فإن لم نرض به كان ذلك من إيثار حمية الجاهلية على ما شرعه الله لنا.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال : ((المؤمن يغار, والله أشد غيرًا )) , وقال أيضًا: ((إن الله تعالى يغار, وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه )) , الغيرة والحب وجهان لعملة واحدة , والغيرة هي إلتقاء صوت العاطفة بصوت العاصفة , ومن بوادرها إشتعال المرأة وإنطفاء الرجل , والغيرة تشوش العقل , ولا تسمح بالتفكير المتعقل , وهي سلاح ذو حدين يمكن أن يلهب مشاعر الحب ويزيدها أو أن يخنقها , فليس بالمستحسن التعبير بالغيرة , في حالة عدم التأكد من ألأحساس المقابل , أذ يعني ذلك الكشف عن لحظات الضعف لمن لا يستحق , والغيرة إحساس جميل اذا كان في حدود, وهي هى الطاغيه فى مملكه الحب , وقليل منها بناء و كثير منها هدام , وهي نار والقلب حطب , فإن لمست القلب الغيرة , فمن المؤكد أنه سيحرق , لأنه متى دخلت الغيرة خرجت الحقيقة من الرأس , و الفضول يولد من الغيرة.

يصفها النّاس عادةً بأنّها نّار تغلي في الصدر, شعور متداخل بين الغضب والحزن والألم والسخط في الوقت نفسه , شيطان يهمس في داخلك : يجب أن تتدخّل , ينبغي أن تقول شيئًا أو أن تفعل شيئًا , يجب أن تُبعِد مصدر الغيرة , شيطان آخر في مقابله يوسوس : لكنّك إذا فعلت ستبدو مثيرًا للشفقة , ستبدو طفوليًا , ستحرج نفسك , سيعرف الآخرون أنّك تغار, وبين هذين الشيطانين بين أن تشعر بأنّك مُكبّل وعاجز عن التدخّل وبين غضبك الذي يلحّ عليك للتدخّل تتولّد مشاعر جمّة متضاربة , حين عبر أحمد رامي عن غيرته لام كلثوم وجعلها تغني قصيدته الشهيرة : (( أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي , وأَحْسِدُ الزَهْر حينَ يَهفو على شَفا جَدْوَلٍ لَعوبِ , وأغْبِط النَهرَ حينَ يَجري على بِساطِ الجنى الخَصيبِ فَقَدْ تَرى فيهِما جَمالاً يَروقُ عَينَيْكَ يا حبيبي )) .

هناك غيرةُ المتنبي : (( وَيُغيرُني جَذبُ الزِمامِ لِقَلبِها فَمَها .. إِلَيكِ كَطالِبٍ تَقبيـــلا )) , غارَ من الناقة , قال الواحدي : يقول يحملني على الغيرة جذبك زمامها إليك لأنها تقلب فمها كأنها تطلب قبلةً , وقول المتنبي : (( مالَنا كُلُّنا جَوٍ يا رَسولُ أَنا أَهوى وَقَلبُكَ المَتبولُ , كُلَّما عادَ مَن بَعَثتُ إِلَيها غارَ مِنّي وَخانَ فيما يَقولُ )) ,قال البرقوقي: الجوى, وهو الحرقة في القلب من حزن أو عشق , والمتبول , الذي هيمه الحب وأفسده وأسقمه , يتهم رسوله الذي أرسله إلى الحبيبة بمشاركته إياه في حبها , يقول : ما لنا أيها الرسول كلانا جو بحبها فأنا الوامق العاشق , وأنت الرسول قد ملك عليك الحب قلبك , فما لك تشبهني فيما ألقاه وأقاسيه؟ وكلما عاد إلي الرسول من عندها غار مني عليها لأنه رأى حسنها وافتتن بحبها , فحمله ذلك على الغيرة وخان فيما يؤدى من الرسالة إلي منها وإليها مني.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة دروب المعنى .
- مقامة العثرات .
- مقامة إدارة الفئران: استعارة لحال العراق بعد 2003.
- مقامة وشالة العمر .
- مقامة ياريحان .
- مقامة الحر العراقي .
- مقامة البجعة السوداء .
- مقامة يسار جديد ؟
- مقامة الأنتاج .
- مقامة الأغتراب .
- مقامة المجال الحيوي .
- مقامة الهايكو و الهايبون : رحلة الأدب الياباني إلى العالم ال ...
- مقامة المراجعة .
- مقامة ألأستزمان .
- مقامة في الفروقات الصغيرة يكمن التميّز.
- مقامة سيدوري .
- مقامة الكهرباء .
- مقامة البيلسان .
- مقامة العميان .
- مقامة الحنين .


المزيد.....




- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الغيرة .