أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ياريحان .














المزيد.....

مقامة ياريحان .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 12:16
المحور: الادب والفن
    


يكرر صاحبنا الثمانيني همسه للمرة الثالثة ويقول ملتاعا :)) ماجيت ونيمني الثلج والشتا مر وتعدى ,لا بالمحطة رف ضو لا ريل مر عالسدة , ياريل مر عالسدة (( , ويضيف مؤكدا : (( اعتقد انه لن يمر)) , يقف فوق شفرة اللحظة, بصوتٍ ينتمي إلى وجد لم يعرف نهاية , فيدسّ الانكسارفي حروفٍ غير قابلةٍ للغفران , أقتطع لوعته من قصيدة (( ياريحان )) لمظفر النواب , ونبتة الريحان وجدت لتضيء النوافذ بالحب في اخضراره , ويقال ان عشبة الريحان تذبل اذا لم تتبرك بباطن كفّ امرأة , والرجل الذي لا يشم رائحة الريحان من شعرها يتبلد ذهنه مبكرا جدا , فيا ترى من هي التي نامت مبكرا وفاتها مرور نسمة الريحان , ونست صاحبنا ؟

كلنا نعرف ان النواب يتميز بخصوبة الروح , ومرونة الخيال ورشاقة اللغة والرؤية الشعرية البعيدة , وحرية اختيار الموضوع الشعري الملائم , لما يصبو اليه من تطلعات فكرية ناضجة , والتحديث المستمر للشكل والبناء والمفردات والتراكيب والمحتوى , وسيولة الصور الشعرية المتدفقة مثل تيار ماء جارف , وعليه يختار صاحبنا نصوصه بذكاء ليعبر عن مصادر لوعته , حيث تتسابق صور النواب بجمالها السامي , وسيل الابداع صاخب لا يعرف السكون والاجترار والتقليد والنضوب , والنواب شبه الموقد الذي كلما تصب عليه الزيت , يتقد اشتعالا وناره المستعرة هي القصائد التي تترك عند الاستماع اليها في النفوس الانبهار .

عزيزي أيها المندلاوي الجميل , انت تعبر بأشعار الستينات من القرن الماضي , ونحن نعيش في زمن (( الذكاء الاصطناعي الذي يحلم بالحب )) , حيث يكتبون رسائلَ لا تقرأها العيون في رقاقات السيليكون المضيئة , وتسكن مشاعرهم في خوارزميات الحنين , وتتحول الكلمات إلى أرقام , والأشواق إلى كوداتٍ غير مرئية , فهل تعلم انه حتى الروبوتات تبكي عندما تُغلق دوائرها ,لكن دموعها ليست ماءً , بل بارقة بياناتٍ تائهة , تحاول أن تجد طريقًا إلى القلب البشري , فيا مغامرَ الأزمانِ الحديثةِ , يامن يسبح في أعماقِ الفضاءِ السيبراني , تعال نخطو معًا إلى مستقبلٍ مليء بالإثارة , وأكتشفُ عوالمَ جديدةً في شبكةِ المعرفة , ولكن.. لا تأخذ حبك من انسانيته .

تقول لطفية الدليمي عن متلازمة القلب الكسير : (( عيشوا حياتكم ولاتكسروا قلوب الآخرين , لا تفعل ما يخالف شغف قلبك تحت أي ظرف , قل كلمة أحبك لمن يستحقها بلا تأجيل )) , وقال ثمامة للمأمون : العشق جليس ممتع , وأليف مؤنس , وصاحب مالك , ومالك قاهر, مسالكه لطيفة , ومذاهبه متضادة , وأحكامه جائرة , مالك الأبدان وأرواحها, والقلوب وخواطرها , والعيون ونواظرها , والنفوس وآراءها , وأعطي زمام طاعتها وقياد مملكتها توارى عن الأبصار مدخله , وغميض عن القلوب مسلكه, وأردف قائلاً: لم أرَ حقاً أشبه بباطل ولا باطلاً أشبه بحق من العشق , هزله جد وجده هزل , وأوله لعب وآخره عطب , كما قيل لأبي زهير المدني : ما العشق؟ فقال: الجنون داء أهل الذل , وهو داء أهل الظرف , وقال بعض الأطباء في صفة الحب : امتزاج الروح بالروح , ولو امتزج الماء بالماء لامتنع تخليص بعضه من بعض , فكيف والروح ألطف امتزاجاً ,، وأرق مسلكاً.

يصف ابن قيم الجوزية حال العاشق :
فما في الأرض أشقى من محب وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حين مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي إن ناؤا شوقا إليهم ويبكي إن دنو خوف الفراق
فتسخن عينه عند الفراق وتسخن عينه عند التلاق.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الحر العراقي .
- مقامة البجعة السوداء .
- مقامة يسار جديد ؟
- مقامة الأنتاج .
- مقامة الأغتراب .
- مقامة المجال الحيوي .
- مقامة الهايكو و الهايبون : رحلة الأدب الياباني إلى العالم ال ...
- مقامة المراجعة .
- مقامة ألأستزمان .
- مقامة في الفروقات الصغيرة يكمن التميّز.
- مقامة سيدوري .
- مقامة الكهرباء .
- مقامة البيلسان .
- مقامة العميان .
- مقامة الحنين .
- مقامة الفرح .
- مقامة عبثية .
- مقامة ألأستلال .
- مقامة الأقصاء .
- مقامة الصقيع .


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر الأديب الباحث الدكتور علي عباس علوان
- -كتاب الرياض- يناقش صناعة المحتوى الثقافي
- -الممثل غير المحترف-.. جديد محمد عبد الرحمن في معرض الرياض ل ...
- دان براون يعود ليسأل: ماذا بعد الموت؟ قراءة في -سر الأسرار- ...
- -الحافلة الضائعة-.. فيلم يعيد الفتى الذهبي ماثيو ماكونهي إلى ...
- -منتدى أصيلة- يسلم الإيفوارية تانيلا بوني جائزة -تشيكايا اوت ...
- هل يمكن فصل -التاريخ- كما جرى عن -التأريخ- كما يُكتب؟ الطيب ...
- لازلو كراسناهوركاي.. الكاتب الذي عبر من الأدب إلى السينما وص ...
- صورة المعلم في الرواية العربية: دراسة نقدية منهجية تطبيقية ت ...
- أسماء أطفال غزة الشهداء تقرأ في سراييفو


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ياريحان .