أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة مرّة ومرّة .














المزيد.....

مقامة مرّة ومرّة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 20:05
المحور: الادب والفن
    


تثير أغاني رياض أحمد انتباهي , فيها شيء من الفرح والغبطة , ممزوجة بنبرة حزن خفية , فهنالك ( لوعة) مدفونة بين ثنايا الفرح , جميلة هذه ألأغاني , رشيقة , مفرحة لوعاتها , تقترب من حنايا الروح تارة , وتبتعد في أعماق الوجدان اخرى , وتفرح تارة , لتحزن تارة اخرى , وتبقى مكتنزة بهواجس وهموم شعرائها , ولكنها دوما تدور فتمس شغاف القلب لتسعد الجميع , ضاربة في الروح إحساسا ودهشة , لكني رأيت أن رياض احمد قد أجاد الغناء بسبب احساسه , والعُرب التي أضافها نابعة من داخله , فقد تفرد ببريق صوته وطريقة أدائه لنبرة اللحن , فكانت أغانيه لها اثرها في ذات المتلقي لقربها من أحاسيسهم .

مرّة ومرّة , ليستا مجرد كلمتين بل حكاية كاملة تختزل في طياتها صراعاً بين الحب والحرب , النور والظلام , كلمتان صنعتا ملحمة موسيقية وشعرية فريدة , متأرجحتان بين مد وجزر , اختزلتا الحالة الشعورية للشاعر البصري طاهر سلمان الذي أفصح عن اسطورة انبثقت من اللاوعي , وتتحدث عن حب ممنوع في ظل أديان متقابلة , ولم يكن هذا البوح ليبلغ ذروته , لولا الموسيقى التي صاغها الملحن الكبير جعفر الخفاف , إذ دفع المستمع إلى حالة من ( اليوفوريا ) تلك اللحظة النادرة التي ترى فيها الصوت وتستشعره بصرياً , وتنقل بخياله من كوبليه إلى آخر , وفي كل انتقال خاض صراعاً داخلياً حتى بدأ الكوبليه الثاني ( من تزعل توحشني الدنيا…) , هنا تشعر ان هذه الوصلة الموسيقية ولدت من رحم اغنية اخرى , اغنية جديدة تماماً , وهذا بحد ذاته شهادة على عبقرية عنقاء الفيحاء و طائر الجنوب رياض احمد , فقد صهر الأغنية بصوته حتى بلغت حدود البكاء مضيفاً إليها روحاً لا يضاهيه فيها أحد.

عندما يغني رياض أحمد , تسمع صوتاً جميلاً يحمل نكهة البيئة الجنوبية للعراق , ويُعرف بلقب (( طائر الجنوب )) , يستدعي الأغنية في لحظة عفوية ويعيدها ولادةً جديدة بصوتٍ يمشي على خيطٍ من موسيقى تراجيدية , ويترك في الروح رجفة بتوزيع موسيقي سلس يضفي جمالاً عنوانه البساطة , ترى ما السر الذي يخفيه الحنين تحت جنحه في هذا الاغنية وألزعِلَ شاهدا على تقلبات طّقْسُ الحب ؟ فلا حقول فِرْدَوْسيّة , مادامت الأيام تشبهُ غيبوبة وميتة سريريا , ولا أحد سوى العشاق من يرون ِالجزء المخفي من السماِء , حتى وأن أغلق باب القلبِ بقسوةِ حبيب , فمن يغفر؟ وكل مرة يبدو الزعل ٍإيذانا بالرحيلِ النهائي مره ومره .

الورد المعترش على الشباك يتمايل مع صوته ويمد ذراعيه على اتساع ضوء القمر كأنهما جناحان يريدان الطيران به وظنا (( ان الزعل يركب دراجته الهوائية بانتظارِ تبديل اضويه المرور, وعندما هتفت بضعة نوارس صار صوتك مطرا )) يسقط على غابة ِالروح لغاية الفجر, وبنبرة اعْتِذار من بصريِ ليس على مايرام , يحمل ُملامح قَمَرا (( خجولا )) تحجبه غيوما عابسات , (( من تزعل توحشني الدنيا واتصور غيرت اضنونك , من ترضى يظل شوق البيه يذوبني بنظرات اعيونك )) ,فيا ايها الجنوبي مثل كل الجنوبيين الذين تاهوا في أَزِقَّة المدن تبدو عديم الحيلة ومكتوف الأيدي وايقنت ان الحياة في المدينة عديمة اللون ولا وجه ثابت لها حتى في المرآةِ (( حبيتك حبيتك وانه أدري دربي ويه أدروبك ما يتلاكه , حبيتك وانه أدري بكلبي مايكدر يكتم أشواكه )) .

كل هذا الزعل المتكرر وتغفر , وبحرك مقفر من السفن , تركض وقلقك غير قادر على ترويضه ؟ مَا الْعَمَلُ و الْحُبِّ قدر مَكْتُوبٌ منذُ الأَزَلُ ؟ (( بس حبك قدري المكتوب تدري شكد حملني ذنوب , كم مره تبعد واغفرلك , متكلي اليغفر كم مره كم مره ؟ طبعك صاير صاير مره ومره )) ,بعد رحيلك يا رياض أحتل البلاد المغول يعاونهم لصوص و سفلة وقطاع طرق ورجال عصابات و بغايا , قالوا انهم حاملين اوامر الكهنوت على الرماح , وبمراسيم جديدة البسوا الوقت عباءة سوداء , وقالوا أن الغِناء من اعمالِ السحرة والشياطين , فيا ايها الوطن لماذا (( طبعك صاير صاير مره ومره ؟ )) .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الغيرة .
- مقامة دروب المعنى .
- مقامة العثرات .
- مقامة إدارة الفئران: استعارة لحال العراق بعد 2003.
- مقامة وشالة العمر .
- مقامة ياريحان .
- مقامة الحر العراقي .
- مقامة البجعة السوداء .
- مقامة يسار جديد ؟
- مقامة الأنتاج .
- مقامة الأغتراب .
- مقامة المجال الحيوي .
- مقامة الهايكو و الهايبون : رحلة الأدب الياباني إلى العالم ال ...
- مقامة المراجعة .
- مقامة ألأستزمان .
- مقامة في الفروقات الصغيرة يكمن التميّز.
- مقامة سيدوري .
- مقامة الكهرباء .
- مقامة البيلسان .
- مقامة العميان .


المزيد.....




- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة مرّة ومرّة .