مختلفات خاصة منها وعامة 39.. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 13:04
المحور: المجتمع المدني
    

مختلفات خاصة منها وعامة 39..

(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



ليس من العيب، أن يتشبث الإنسان بجذوره وأصوله وهويته مهما كانت، إنها حقيقته. بل العار كل العار أن يتنكر لها مقابل وهم أصبح مكشوفا.

إن حرمان الإنسان من عيش كينونته، والاحتفاء بثقافته ولغته، مهما تكالب عليه التاريخ والجغرافية، جريمة في حق الأرض والإنسان واللغة.

إن الإنسان على وجه هذه البسيطة، مهما كان وأي كان، لا يمكن أن يتنكر لجذوره وأصله، لأنها جزء من جيناته وهويته، لا مفر منها.

ساكنة أمريكا تنتمي إلى جنسيات وإثنيات وأصول مختلفة. إنها تخضع لقانون واحد وقيم إنسانية واحدة، لكنها تحتفظ بهوياتها الأصلية.

إن شمال إفريقيا والأندلس أمازيغ الأصل، رغم أن بعض العرب قد وصلوا إلى هناك عبر "الفتوحات"، وقاموا بتعريبهم وطمس لغتهم وهويتهم.

هل استعمال لغة قوم، تحت أي مبرر كان، تجعل الإنسان يتنصل من جذوره وأصوله؟ فالإنسان كائن تثاقفي، لكن لا يتملص أبدا من هويته.

من غير المعقول رفض أصله المثبت جينيا وتاريخيا، والتمسك بأصل أخر من دون دليل علمي. لأنه فقط تم إقناعه بحجة، لا تمت للواقع بصلة.

إن الناكر لأصله والتشبث بغيره، من غير دليل تاريخي ولا علمي، لا يمكن أن يكون جديرا بالتقدير والاحترام، بل لا يستحق الحياة والوجود.

سكان شمال إفريقيا اليوم أمازيغ الجينات والأصل، أغلبهم مستعربون لا عرب أصلا. فالدارجة المغربية مثلا، ظاهرها عربية وبنيتها أمازيغية.

بحكم الدين والإديولوجيا، تم تهميش الأمازيغية منذ قرون. فبقيت في القرى والجبال والصحراء نقية، وفي السهول والسواحل والمدن مُعربة.

أصل الإنسان وهويته، ملازمان له أين ما حل وارتحل عبر الزمكان. فهو مطالب أن يفتخر بهما كيف ومهما كانتا. فناكر لأصله أصلا لا أصل له.

إن العنصر الإفريقي ذو بشرة سوداء، أو عنصر الهنود الحمر، في أمريكا وغيرها، لا يستطيعان إنكار أصلهما وهويتهما، مهما كانت الظروف.

مع تطر التاريخ والعلم، جعلا إنسان اليوم قبل أي وقت مضى، قادرا على ضبط جذوره وأصوله وهويته، ولو بعد حين من الدهر. فالأصل يبقى أصل.

إن جذور الإنسان وأصوله، لا يحرجان صاحبهما، مهما تأخر في معرفة الحقيقة. الإحراج الكبير هو أن تتنكر لها، وأنت تعلم جزما الحقيقة.

الاختلاف والتنوع، لا يتعارضان مع التوحيد والوحدة. بل يقويانهما بحق، عندما تنتصر الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان.

إن العيش المشترك بين بني البشر، لا يعيبه الاختلاف والتنوع بين عناصره، بقدر ما يعيبه غياب الحقوق والقانون والمساواة بين الناس.

إن الأمازيغية في المغرب ليست جديدة أو حديثة، بل أصيلة متأصلة في تاريخه الطويل. إلا أن لغة الإحصاء، جعلت الناطقين بها من الأقلية.

لم يتعرض المغرب لاستعمار استيطاني في تاريخه. وسكان المغرب الأولون أمازيغ، مع أقلية من العرب. فكيف تفوق هؤلاء عليهم عددا؟

لقد جعلت الجزائر من الصحراء المغربية المسترجعة، مجسما بمخيم تندوف بأرضها، تحت اسم جمهورية الصحراء الغربية، بنفس أسماء مدن الجنوب.

نصف قرن في جمهورية وهمية بأرض الجزائر بتندوف، لم تتمكن من شبر واحد من الصحراء المغربية. ضلت تعيش الوهم طيلة هذه المدة.

خلال 50 سنة من استرجاع المغرب لصحرائه، عرفت المنطقة ازدهارا شاملا في كل المجالات. في حين الجزائر وصنيعتها، جسدتا الصحراء بتندوف.

ماذا تنتظر الجزائر والبوليساريو من بعضهما البعض؟ في الواقع جمهوريتان برئيسين في بلد واحد. إنها نهاية حلم ووهم، عاشا حوالي نصف قرن.

ما يسعى إليه المسمى "الدراجي"، بحقده الدفين للمغرب، إرضاء لجنرالات نظام الجزائر، هو الحصول على حقيبة وزارية في الحكومة القادمة.

إن اللغة الوحيدة المسموح بها والمستعملة بكثرة في الجزائر، هي كراهية أبدية للمغرب، وإلصاق به كل مشاكلها القديمة والحالية والقادمة.

في ظل الحكم الديكتاتوري وشبيهه، تخضع شعوبها ومواطنوها إلى مراقبة ومضايقة وكتم الأنفاس، كأنهم في سجن مفتوح يترقبون أحكاما جائرة.

تعيش شعوب العالم الثالث ومواطنوه، بما في ذلك العالم العربي الإسلامي، حالة اعتقال مع السراح المؤقت، في انتظار محاكمتهم بتهم جاهزة.

حياة الجنة والنار في العالم تتفاوت نسبهما حسب سعادة الإنسان وشقائه. لكن جنة الدنيا توجد باليابان والسويد وسويسرا والنمسا وألمانيا.

جنة الدنيا في العالم: بلا بطالة في ألمانيا، وبلا تلوث في النمسا، وبلا فقراء في سويسرا، وبلا سجون في السويد ، وبلا أمية في اليابان.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل