وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 15 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 15
تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.


أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



عندما نتوقف لتفحص قطاع من القطاعات العمومية بالبلاد، نجد إختلالات وخروقات لا حصر لها، تنبئ بكوارث قد يذهب ضحيتها الوطن كله.

ما يلاحظ للعيان والمراقبين، هو غياب روح المسئولية والتهاون في العمل، والجشع في البحث عن الربح، وهجر ربط المسئولية بالمحاسبة.

إن القطاع الخاص المهيكل والغير المهيكل، لا يحترم قانون الشغل ولا مقتضياته. إنه يقوم على الاستغلال البشع والقهر والظلم للعمال.

لا يحق لعامل أو موظف أو مستخدم، أن يشتكي أو يطالب بحقوقه في القطاع الخاص المهيكل وغير المهيكل. سيكون الطرد من دون رحمة في انتظاره.

يحتاج الإنسان بطبيعته، إلى جرعة من الكذب والنفاق والغش في كل يوم، فبدونها لا يستطيع أن يتواصل مع غيره، ولا يستفيد أصلا من قدراته.

مهما يرتقي الإنسان في مجال إنسانيته مع غيره من الناس، فلا بد من نسبة من الكذب والنفاق والغش، كثيرة أو قليلة، تطبع أفعاله وأعماله.

إن الكذب والنفاق خاصية طبيعية بشرية إنسانية في الإنسان، خارج الضرر والإساءة للناس. إنها ملح ضروري للحياة الاجتماعية بين كل البشر.

إذا ما تجاوز الكذب والنفاق مستواه الطبيعي الإنساني، يتحول إلى ضرر وإساء للناس، فيصبح كارثة على القيم والأخلاق في حياة الإنسان.

عندما يستخدم الغش والنصب والاحتيال الكذب والنفاق، تكتمل وتتسع عملياتها المشينة، في كثير من المعاملات المفترضة والسائدة في المجتمع.

يتغذى الغش والنصب والاحتيال من الكذب والنفاق، وبهما تتوسع دائرتها. فكل أفعال الناس وأعمالهم، لا تخلو منها رغم تدينهم ليل نهار.

يعم الغش والنصب والاحتيال المجتمع كله، في جميع مجالات الحياة؛ من أسرة ومدرسة وصحة وعدل وإدارة وحكومة، وكل ما يتصل بالمال والأعمال.

إذا ما ساد الغش والنصب والاحتيال وتوابله، من كذب ونفاق في مجتمع من المجتمعات، فاعلم أن الفساد قد حط رحاله في البلاد واستقر فيها.

يجعل المسئولون الغموض يلف الحق والقانون، حتى لا يتجلى للناس أثره ومقاصده، وذلك من أجل استغلاله وتأويله حسب مصالحهم كما يشاءون.

عندما يسود الحق والقانون، تنكشف الحقيقة وتنجلي للجميع، ويعم الوضوح والشفافية كل شيء، وتتضح وتتحقق جميع الحقوق لأصحابها.

ما ينقص الإدارات والمؤسسات هو التحديث المستمر والمتابعة الدائمة. هذا النقص قد يتسبب في مشاكل كثيرة، وتضيع معه الحقوق.

إن توفير الكفاءات المكونة في أي عمل كان، يظهر في السير الجيد للأعمال، وتحصيل النتائج المرجوة. لكن غيابها يكون كارثة على العمل.

في بعض الدول العربية الإسلامية، ينتشر العنف والجريمة، بموازاة كثرة المساجد وسيادة التدين. ألا تحتاج إلى توسيع سجونها لاستيعابها؟

لم ترق لا الأسر ولا المدارس ولا المساجد إلى الحد من العنف والجريمة المستشرية في الشوارع وفي المجتمع بكامله. فمن سيوقف هذا البلاء؟

جل مدن وشوارع أغلب الدول النامية جد وسخة، في حين بيوت المواطنين جد نظيفة. السر في ذلك، غياب الشعور بروح المسئولية والمواطنة الحق.

في أي وطن لا يحقق لمواطنيه حقوقه، مقابل ما يقوم به من واجبات، فما يفعله هو التنكر لوطنيته، في شكل سلوكيات يومية مخلة ومخربة.

أن تكون مواطنا متمتعا باحترام وتقدير وحقوق، لا يمكن أن تتمرد أو تنتقم من وطنك، أو تحاول تخريب ممتلكاته، وتمارس العنف على مواطنيه.

عندما يفقد المواطن تقديره واحترامه وحقوقه، لم يبق له ما يجعله منتميا لوطنه، فهو ينتقم منه ويخرب كل شيء، بوعي أحيانا وبدونه غالبا.

في بعض البلدان لا وجود للمواطنين، إنهم مجرد ساكنة، يتقاسمون المجال الجغرافي المشترك. لأن الحقوق بها غامضة ومغيبة ومهضومة.

إذا كانت حقوق الناس في بلد ما غامضة ومغيبة ومهضومة، لا يمكن الحديث عن المواطنة والوطنية، دون الاستفادة من جميع الحقوق المفترضة.

جدلية الحق والواجب، تقتضي تكافؤ وتناغم بينهما. لا ينبغي أن تتجاوز الواجبات الحقوق والعكس صحيح، بل يجب أن يتكاملا فيما بينهما معا.

عندما يحدث خلل فيما بين الحقوق والواجبات، ويحصل هناك تفاوت بينهما، فتضيق الحقوق وتتسع الواجبات والعكس صحيح، يحل الظلم والطغيان.

عندما يغيب الاحترام والتقدير بين محكومين وحاكمين، في مجتمع من المجتمعات، فاعلم أن الإنسانية وقيمها، بعيدة عن متناول حياة الناس.

كل الناس يتظاهرون بالقيم الإنسانية ومقتضياتها، إلا أن الواقع في كل المناسبات والحالات يكذب ذلك. فما يحرك الناس هو غرائزهم البشرية.

الناس معادن؛ ذهب فضة نحاس حديد فلاذ.. لكن لا أحد يدرك حقيقته بين عشية وضحاها، إلا بعد تجارب الحياة ومخالطة بني البشر.

ما يتحكم في تقويم معادن الناس، هو التربية الصالحة المستقيمة والقدوة الحسنة، والقيم الدينية السمحة، التي يتشبع بها الإنسان في محيطه.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل