وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 4 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 4
تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.


أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



عندما يتفوق القطاع الغير المهيكل على القطاع المنظم، ويستمر الريع وتغيب المراقبة والمحاسبة، لننتظر سلسلة أزمات تخنق المجتمع برمته.

إن حضور الريع وغياب المسئولية والمحاسبة، وهيمنة التسيب في كل مرافق الحياة، علامةً الفقر في التفكير، والعجز في التدبير والإنجاز.

كلما تواطأت أو ضعفت مجالس البلاد بأعضائها، في المدن كما في القرى، كلما نهبوا وبذروا مدخراته، تحت أعين السلطات المحلية والإقليمية.

كلما تقوت مجالس البلاد بأعضائها ومواطنيها، في المدن كما في القرى، كلما أصلحوا واستثمروا، وجعلوا السلطات تقوم بواجباتها.

عرفت النخبة المنتخَبة تطورا كبيرا، عبر التاريخ في المغرب. انتقلت من الأحزاب الوطنية إلى الأحزاب الإدارية. مع الوقت تحولت للوبيات.

أصبحت اليوم نخبة المنتخَبين بالمغرب، تتحكم في مصير الجماعات في المدن والقرى. لا يمكن الحديث عن التنمية، خارج تنمية مصالح أغلبيتهم.

جل المشاريع في دولنا النامية، يغلب عليها الاهتمام بالمظهر والشكل بدل المضمون، لأن المنظر الخارجي غالبا، يغطي نقائص وعيوب الداخل.

يقول المثل المغربي: "ألمزوق من برا أشخبارك من الداخل". هذا المثل ينطبق على كثير من سلوكياتنا وأفعالنا وأعمالنا. متى نفيق بعيوبنا؟

سبب فشل المشاريع العمومية في البلاد؛ كالبنية التحتية وغيرها في المدن والقرى والجبال، هو تفويت صفقاتها لغير أهلها ومستحقيها أصلا.

ليس المهم أن تكون الدولة غنية أو فقيرة، بل الأهم أن تكون قادرة على تدبير شؤون البلاد، بعقلنة وشفافية، وبإخلاص والروح الوطنية.

ما سيخشاه المغاربة، من بعد نهاية كأس إفريقيا، وكأس العالم لكرة القدم بالمغرب، هو ما حصل لصاحب العرس، إذ وجد نفسه غارقا في الديون.

إننا نحب جميعا بلدنا، ونريد أن يتبوأ المكانة المحترمة في العالم. لكن أن يكون الأمر على حساب الشعب وإفقاره، ذلك غير مسموح به بتاتا.

ما يحدث في الواقع، على مستوى المجالات والإنسان، من خلل واختلال وضعف ونقص، هو انعكاس لعقلية المسيرين والمسئولين وأولي الأمر.

عندما تغيب القيم والأخلاق والحق والقانون، يحل الفساد والتسيب والظلم محلهما، ويفقد الإنسان قيمته كإنسان، فيتحول إلى مجرد خانع خائف.

مطلب التحكيم الملكي وجيه وفي محله، لإلغاء الساعة المضافة المشئومة، التي تجاهلت فيه الحكومة، معانات فئات واسعة من المواطنين.

إن الشعب يريد إسقاط الساعة الزائدة، والرجوع إلى الساعة الطبيعية الأصلية. فتطبيقها في شهر رمضان فقط، ضحك على ذقون المواطنين.

هل يمكن لمؤسسة دينية، أن تمنح شهادة انتماء أو بطاقة تعريف، لشخص أو لأشخاص ينتمون إليها، تقوم مقام البطاقات الوطنية الأخرى العادية؟

الانتماء الديني مسألة شخصية، لا تحتاج إلى شهادة أو تعريف. إنه إيمان داخلي خالص، يتمتع به الإنسان لوحده، ويمكن أن يشاركه مع غيره.

لقد تحول المغرب إلى مطرح للنفايات الأوروبية وغيرها، باستيراد تجارنا مواد استهلاكية فاسدة ومنتهية الصلاحية، وترويجها بسائر الأسواق.

إن تجارنا الكبار، يصدرون أغلى ما عندنا للعالم، ويستوردون أبخس وأفسد ما في العالم، لإطعامها للشعب المغربي في المدن والقرى والجبال.

من سيحمي المغاربة من جشع المستوردين للمواد الاستهلاكية، المنتهية الصلاحية والفاسدة من دول العالم، التي تهدد سلامة وصحة المواطنين؟

رغم المراقبة المستمرة، للسلع الفاسدة والمنتهية الصلاحية، المروجة في الأسواق المغربية في المدن والقرى، لم يتم القضاء على مصادرها.

ما سر استمرار الغلاء في كل شيء بالبلاد؟ هل ترى وراءه فاعل أو فاعلون؟ إنه الجشع والطمع في تكديس الأرباح، لدى ذوي المال والأعمال.

عندما يسود منطق "الفراقشية" و"الشناقة"، بأشكالهم وألوانهم المختلفة، المتسم بالجشع والفوضى والتسيب، لا تطمع أبدا في رخاء البلاد.

إن أسلوب استمرار الغلاء في كل شيء لدى المغاربة، هو نهج تربوي مقصود، لإعادة التربية للمواطنين، من طرف حكومة ذوي المال والأعمال.

لقد تعهد رئيس الحكومة سابقا، بإعادة تربية المغاربة عندما تتاح الفرصة لذلك. فها هو اليوم يشهر الغلاء والتضييق كأسلوب تربوي جديد.

بدأ المغاربة اليوم، يفقدون ثقتهم في الأحزاب السياسية، في الصحافة وفي المثقفين كذلك. لم يعد هناك ما يمكن الاطمئنان إليه في حياتهم.

لم تعد الأسرة المغربية اليوم، تقوم بمهامها الأخلاقية والتربوية، كما كانت من قبل، بل أبانت عن عجزها وانسحابها وتقاعدها قبل الأوان.

لقد غاب التقدير والاحترام لرجال التعليم، وبين الناس جميعا. يكاد التسيب والفوضى يملأ الفراغ الحاصل، نتيجة تخلي الأسرة عن واجباتها.

اللوم لا ينصب على الأسرة والتلاميذ ورجال التعليم فحسب، بل على الجميع؛ مجتمعا وأحزابا وحكومة ودولة. إنها أزمة التوجه العام بالبلاد.

افتراض إنشاء شرطة ملكية لحماية المال العام، ومحاسبة المسئولين الكبار، قد تكون مبادرة ملكية محمودة، لتحقيق ربط المسئولية بالمحاسبة.

على المغاربة؛ فعاليات وأحزاب ونقابات ومنظمات حقوق الإنسان وهيئات وجمعيات مدنية.. مساندة فكرة المبادرة الملكية لحماية المال العام.

إذا تمت حماية المال العام، ومحاسبة المسئولين في القطاع العام، فمن سيراقب ويحاسب القطاع الغير المهيكل، والقطاع الخاص ورجالاتهما؟

إن ضحايا القطاع الغير المهيكل والقطاع الخاص كثر؛ من عمال ومستخدمين وموظفين وتقنيين ومهندسين وغيرهم. فمن يحمي هؤلاء من جشع أولائك؟

لماذا لا تُضاف حماية مال القطاع الغير المهيكل والخاص، ومحاسبة مسئولهما الكبار، إلى مهام الشرطة الملكية، المشاع إنشاؤها مستقبلا؟

رعاية ملك البلاد بمملكته، تشمل القطاع العام والقطاع الخاص، لا تفضيل لأحد على غيره. الكل في خدمة الوطن واحترام دستوره وقانونه.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل