وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 2 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 2
تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.


أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



طاولة رمضان هذه السنة، تفتقر إلى الأشياء المعتادة، لندرة بعضها وغلاء أغلبها. فالقدرة الشرائية للناس، عاجزة عن توفير الضروري منها.

إن المواطنين مع حملة مراقبة السلع الفاسدة والمزورة. لكن من الضروري توفيرها وبأثمنة مقبولة، حسب مستوى قدرتهم الشرائية المتاحة.

رمضان بين أحضاننا، والأسواق تشكوا من قلة المواد الأساسية ونذرتها، والغلاء أصبح العملة المتداولة السائدة، في كل المواد الاستهلاكية.

إن المواطن المغربي اليوم، مهدد برواج المواد الفاسدة المزورة ونذرتها في الأسواق من جهة، وبالغلاء الفاحش في كل الأشياء من جهة أخرى.

هناك تجار ووسطائهم، يروجون في الأسواق بأحياء المدن والقرى والبوادي والجبال، سلع ومواد مغشوشة فاسدة ومنتهية الصلاحية على أنها جيدة.

من سيحمي المستهلك الذي لا حول ولا قوة له، مع المواد المروجة وهو في أمس حاجة إليها؟ فأين دور مراقبة اللجان الساهرة على ذلك؟

إن جهاز مراقبة ما يجري في الأسواق، يحتاج إلى تعزيز وتقوية، وإلى شفافية ونزاهة في العمل، للتصدي لجشع "الشناقة" وطغيانهم وتسيبهم.

على الدولة أن تنظم مهنة الوسطاء (الشناقة) في أماكن تواجدهم وعملهم، حتى تسهل مراقبتهم ومحاسبتهم عند الحاجة مع أداء الضريبة كمهنيين.

عندما تُصفد شياطين الجن وتغيب عن ساحة الإنسان، تتحرك شياطين الإنس الحقيقيين لتملأ الفراغ، وأفعالها تفوق بكثير أفعال أبالسة الجن.

بعض الناس لا تجري في عروقهم دماء بشرية إنسانية، بل دماء زرقاء شيطانية، تكره البشر وتمقت الإنسان. هدفها فقط الجشع وجمع المال الوسخ.

شاب في مقتبل العمر، يدعى عند الإله االمراكشي بائع السمك، استطاع أن يفضح المستور، ويعري سوءة المضاربين والوسطاء في الأسواق.

عبد الإله المراكشي "الحوات"، أنجز ما لم تنجزه الحكومة لسنوات وشهور، في مجال محاربة الاحتكار والغلاء الفاحش. إنه ابن الشعب المقهور.

هل يخفي المرضى مرضهم على الأطباء لعلاجهم؟ وهل يخفي المواطنون فقرهم وحاجاتهم وما يعنونه من غلاء، على دولتهم وحكوماتهم وسياسييهم؟

الدولة والحكومات والسياسيون كالأطباء، عليهم تشخيص الأمراض الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، والعمل على معالجتها بكل كفاءة ووطنية.

إذا تراجع التعليم والصحة والشغل في أمة، ودبت إليه الخوصصة من كل جهة، وهيمن المال والأعمال على كل شيء، فانتظر ساعة أفولها حتما.

إن التعليم والصحة والشغل ركائز أساسية لأي دولة أو أمة. بدونها لا يمكن أن تنهض أبدا. فبمكانتها بين القطاعات يقاس تقدمها أو تخلفها.

ملك المغرب لم يأت على متن دبابة ولا جاءت به صناديق الاقتراع. إنه ملك ابن ملك من سلالة ملوك. إنه أب المغاربة جميعهم وأمير المؤمنين.

ملك البلاد وحده، قادر أن يجعل حدا للريع والتسيب، ويربط المسئولية بالمحاسبة، ويبني دولة الحق والقانون، ولا يسمح بالعبث بمصير شعبه.

مشاريع كبرى وقرارات حاسمة للمملكة، يتخذها ملك البلاد. أما دور الحكومات هو تصريف الأعمال فحسب، وغالبا ما تقوم بعرقلة هذه المشاريع.

تتغير الحكومات والبرلمان والجماعات، بعد كل 5 أو 6 سنوات عن طريق الاقتراع. وقد يتحكم فيه المال والجاه والعائلة والاقتراب من السلطة.

تقوم بعض الحكومات، من ذوي المال والأعمال، بتدبير شؤون الدولة، على أنها مقاولة أو شركة. وهذا يؤدي إلى جزء كبير، من تخبطها وفشلها.

إن تسيير دولة ليس هو تسيير مقاولة أو شركة، مهما كانت كبيرة. فبعض وزرائنا يعتقدون أن تسيير وزارة، لا يختلف عن تسيير مقاولة أو شركة.

تسيير دولة يحتاج إلى سياسيين محنكين، مع التخصص العلمي المعرفي. لقد كانت الأحزاب الوطنية فيما قبل، تُكون رجال الدولة في السياسة.

لقد أصبح رجال المال والأعمال اليوم، يتحكمون في مصير الأحزاب، وفي فوزهم في الانتخابات. فالسياسة تساوي المال، والمال يساوي السياسة.

هل صورة المغرب كانت ستُرفع عاليا أمام العالم بلا أبناء الجالية، على الأقل على المستوى الرياضي؟ فلولا هؤلاء، ما تألق المغرب عالميا.

تقول الحكمة: "لا كرامة لنبي في وطنه". و"مطرب الحي لا يطرب". فلولا أموال المهاجرين ونجومية أبنائهم، ما عرف المغرب شهرة تذكر.

كنا نردد سابقا: لولا أبناء الفقراء لضاع العلم. واليوم نقول: لولا أبناء الفقراء لضاعت الرياضة، وعلى رأسها كرة القدم وألعاب القوى.

أصبحت اليوم كرة القدم على الخصوص، مجالا كبيرا للاستثمار في العالم، خصوصا في أوروبا والخليج حاليا. فنجومها أكثر غنا على الإطلاق.

المغرب مقبل على تغيير كبير، ينصب أساسا على تنظيم وهيكلة القطاع الغير المهيكل الذي عمر طويلا، في أفق بناء دولة الحق والقانون.

هل يمكن أن نودع زمن الريع والتسيب في المغرب؟ ونقول مرحبا لزمن ربط المسئولية بالمحاسبة، مع جعل الإنسان المناسب في المكان المناسب؟

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات