وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 11 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 11
تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.


أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



إن مهرجان "موازن" بعاصمة المغرب، لم يخضع للإلغاء كما حدث لأضحية عيد الأضحى. لأن قطيعهم المفضل متوفر بكثرة، يفتقد للوعي بالواقع.

من حق المواطنين الترفيه والترويح عن النفس، لكن بعد حل جميع مشاكل التعليم والصحة والفقر والغلاء.. فعندما يشبع المرء يغني بطبيعته.

العلم الوطني ليس وشاحا وطنيا، نُلبسه لفنانين بمنصات "موازن" بعاصمة المغرب. إنه رفارف فقط فوق بنايات الدولة، وفي يد أبطال وطنيين.

قدسية العلم المغربي، لا تسمح بلفها لفناني مهرجان "موازن"، للتعريف بالبلاد. فلا حاجة لدعاية الضيوف، لقيمة الأمة الوطن برفع عالمها.

على منظمي مهرجان "موازن"، أن يقلعوا عن عادة إلباس العلم المغربي لكل الفنانين المشاركين فيه. إنه إحراج وابتذال لقيمة ومكانة علمنا.

لماذا لم يتم نقل مهرجان "موازن" للعيون أو الداخلة بالصحراء المغربية؟ هناك، يمكن استعمال الراية المغربية، للتعريف بقضيتنا الوطنية.

لا نلخص الوطنية في علم البلاد. فمكانته فوق مؤسسات الدولة، وفي محافل رياضية كبرى وطنية وعالمية، كما يرفعها أبطالنا في إنجازاتهم.

العلم رمز الوطن، نحمله ونزين به محلاتنا وشوارعنا في مناسبات وطنية، وفي مقاومتنا الحق، لمغتصب بلادنا ولناكري أقاليمنا المسترجعة.

ليس من حق الضيوف والأجانب، رفع العلم الوطني من غير سبب. فهو خاص بالمواطنين بمناسبات وطنية خاصة، أو خارج البلاد كهوية.

العلم الوطني، شأن خاص بالبلاد ومواطنيه، لا علاقة له بالضيوف الأجانب. فإلباسه للضيف أو الأجنبي في أي مناسبة، هو إحراج واستفزاز له.

ما محل علمنا الوطني من الإعراب، في إلباسه لفنانين ضيوف أجانب، في منصات "موازن". فما الإضافة التي يجنيها المغرب من هذا كله؟

ليس علمنا الوطني وشاح لتزيين أكتاف فنانين في منصة "موازن". فبلدنا ليس حديث العهد بالاستقلال، حتى نعرف به عبر منصات المهرجانات.

العلم الوطني مقدس، لا يمسه إلا المطهرون من الوطنيين في الداخل والخارج. ليس منديل أو وشاح، يوضع على كتفي فنانين ضيوف أجانب وغيرهم.

مكانة العلم الوطني فوق بنايات البلاد، وفي يد الأبطال والجنود والمقاومين دفاعا عن الوطن. يرفع في الحرب والسلم والأعياد الوطنية.

إن مسألة العلم الوطني أخلاقية وطنية، تتسم بقدسية خاصة، لا يعلمها بحق، إلا الدرك والجيش الملكي والأمن والوطني والقوات المساعدة..

من اللازم أن نتعلم من الجند والدرك ورجال الأمن.. كيفية التعامل مع العلم الوطني، بأدب واحترام وتقديس، لا تقديمه إحراجا للضيوف.

العلم الوطني ليس وشاحا، نقدمه لضيوفنا في "موازن"، لحمله على أكتافهم اعترافا بمغربيتنا. إنه مقدس لا يمسه إلا المطهرون من الوطنيين.

لا حاجة لضيوفنا الأجانب بعلمنا الوطني. إنه شأن داخلي خاص بساكنة المغرب لا لغيرهم، خاصة وهم فنانو العالم لا شأن لهم بالسياسة.

على لجنة تنظيم مهرجان "موازن"، أن تعيد النظر في تقديم العلم الوطني للفنانين الضيوف أثناء عملهم. إنه إحراج أكثر منه تشريف أو عرفان.

علم المغرب، ليس في حاجة إلى تعريف بهذه الطريقة. كان وضع العلم الوطني في خلفية المنصة أفضل بكثير، من تأبطه إجبارا من طرف الفنانين.

نقول: "فلان طاح، راه من الخيمة جا مايل". هذه القولة تنطبق على كثير من المواضيع في الحياة. نقولها عادة في حالة الفشل المحتوم أصلا.

يمكن تطبيق قولة: "فلان طاح.."، على حياة الأمم والدول، التي انتهت بالفشل، والانحطاط والتخلف.. لأنها تكرر أخطاءها ولم تستفد منها.

إن الغش والفساد وما يترتب عنهما من كذب ونفاق ونصب واحتيال.. ينخران مجتمعات ودول، يغيب فيهما العقل والقيم والدين والقانون.

إذا لم تستطع أمة أو دولة، القضاء على الغش والفساد وأثرهما في المجتمع، فتوقع حدوث كارثة أخلاقية إنسانية، من الصعب إيجاد حل لها.

في بلادنا، هناك موظفون وعمال أشباح، يتقاضون الأجر من دون عمل، ولا نجد موظفين وعمال حقيقيين، لمهام المقابر والحدائق واحات..

مقبرة المسلمين في السبلادي خراب في خراب. تحمل اسم روضة وما هي بروضة إطلاقا. تحتاج إلى تصميم وإنارة وماء، وعمال وحراسة وعناية دائمة.

من المسئول عن تدبير شأن المقابر والحدائق العمومية وحدائق الأطفال والساحات العمومية؟ إنها تحتاج إلى حراس وعمال نظافة وبستنة.

حدائق بلادي شبه منعدمة، وحدائق الأطفال قليلة وناقصة التجهيز لا حياة فيها، وساحات عمومية كالمقابر، تركت لمصيرها للإهمال والتخريب.

كان تلاميذ الباكلوريا وطلبة الجامعات، يهيئون امتحاناتهم تحت مصابيح شوارع الخميسات، في السبعينات والثمانينات. الإنارة كانت ممتازة.

اليوم مع الألفية الثالثة، تراجعت الإنارة العمومية بالخميسات، وتكاد لا ترى أصبعك من ضآلة الإنارة، بل انعدامها في كثير من الشوارع.

بعد تحرير الملك العمومي بشوارع الخميسات، تحولت المدينة إلى قفار وفراغ، خصوصا شارع مولاي إسماعيل (حومت الشومور)، كان ينبض بالحياة.

كان من اللازم التفكير في البدائل قبل الشروع في تحرير الملك العمومي.. فمنح متر للباعة أمام محلاتهم، بدل المترين سابقا، غير كافي..

مناطق خضراء في مدينة الخميسات، شبه غائبة ومغيبة بالفعل. تكاد لا تجد منطقة خضراء، باستثناء ملعبي كرة القدم بها فقط، القديم والجديد.

أما التشجير فحدث ولا حرج. شوارع وساحات المدينة، تفتقر إليها لا إلى "التنخيل"، أعني النخيل. فحتى غابة المقاومة تحتاج إلى تشجير.

إن العناية بمسئولية مدينة الخميسات، مسئولية الجميع؛ الجماعة بمنتخبيها، السلطات الوصية، المجتمع المدني بجمعياته الفاعلة الملتزمة.

قبل السبعينات، كانت مدينة الخميسات جوهرة داخل محيطها. شوارعها نظيفة ومشجرة؛ يعبق منها أريج الميموزا، وزهر الليمون والياسمين..

من سيعمل على انبعاث الخميسات؟ لا أحد طبعا؛ لا المنتخبون، لا السلطات الوصية، لا المجتمع المدني. لأن الجميع تواطئوا في تراجع نموها.

كل منا في مدينة الخميسات يتباهى بالانتماء إليها. لكن عندما تتاح له الفرصة للمساهمة في نموها، يتنكر لها ويفكر فقط في مصلحته الخاصة.

إن الذين قَدِموا إلى الخميسات من خارجها، يدعون أنهم من أبنائها البررة. وعندما أتيحت لهم فرص، لتسيير الشأن الجماعي بها، تنكروا لها.

من بين أبناء الخميسات الأفذاذ، مَن تحملوا تسيير شأنها الجماعي، لكن لم يعملوا إلا على خدمة مصالحهم، ومصالح المقربين منهم والنافذين.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل