وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 12 / أذ . بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 12
تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.


أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



إن الأحزاب السياسية اليوم، تراجعت عن خطها السياسي، لم تعد تنتج الأفكار والقيادات، بل جل منها يستورد مرشحيه من عالم المال والأعمال.

لم يعد هناك اليوم فرق بين أحزاب اليمين واليسار وغيرهما. إنها تتشابه في المضمون، وقد أصبحت مجرد كائنات انتخابية فارغة من أي محتوى.

لقد كانت السياسة فعلا تواصليا جماعيا، بين الفاعلين الاجتماعيين داخل الفضاء العام. اليوم، هذا الفضاء العمومي نفسه تمت خوصصته فعلا.

لم يعد المواطنون يتجادلون حول السياسة العامة، بل شاشات ورقميات تقترح علينا ما نستهلكه سياسيا كفعل تجاري. هكذا أًخضِعت لمنطق السوق.

بعد الحرب الباردة تم تفريغ السياسة من محتواها الإديلوجي باعتبارها مضللة، لكن وجودها كان يغني النقاش السياسي وينفتح على الجماهير.

إن موت السياسة جعل السياسي الجديد، لا يثير أسئلة كبرى؛ لا عن العدالة ولا عن الحرية، بل يتحدث عن الميزانية والنجاعة والاستثمار فقط.

إن اختزال السياسة في التقنية والأرقام والربح يقتل مخيلة الشعوب، ولم تعد تتخيل بديلا أو تحلم بالمستقبل، فماتت السياسة كأفق للتغيير.

لقد طغت اليوم الفردانية في الخطاب السياسي بشعارات مغرية، لكن تنميطية فيها رائحة المقاولة. بهذا تُفرغ السياسة من مضمونها الاجتماعي.

لم تعد السياسة في العقود الأخيرة في العالم، حلبة الصراع للأفكار وحروب إيديولوجية، ولا صوتا ناطقا باسم الجماهير والأغلبية الصامتة.

لقد تحولت السياسة اليوم تدريجيا، إلى إدارة تقنية صارمة بلا أحلام، ولا رؤى تحرك الفاعل السياسي والمواطن، لتحقيق الأهداف الاجتماعية.

لقد أضحت السية اليوم حقلا يتسيده تكنوقراطيون ومهندسو الاقتصاد، قدموا من عالم المال والأعمال، يحكمون بلغة الأرقام لا بلغة الواقع.

يُسير البيروقراطيون والتكنوقراطيون ومهندسو المال والاقتصاد البلاد بمنطق المقاولات، ويتحدثون عن الكفاءة بدل الشرعية والاستحقاق.

مع صعود التكنوقراط وذوي المال والأعمال، تم تذويب الصراع السياسي الاجتماعي في العقلانية التقنية، خارج اليمين واليسار والإديلوجيات.

اعتمد التكنوقراط وذوي المال والأعمال حلول الكفاءة والنجاعة، إذ تحول السياسي إلى مدير موارد بشرية، وأقصى المواطن من الفعل العمومي.

مع صعود تيكنوقراط وذوي والمال والأعمال. لم يعد يُنظر إلى المواطن كمشارك، بل كزابون انتخابي فقط، كرقم ومستهلك، بلا رأي وبلا موقف.

لم يعد للمواطن في ظل حكومة التيكنوقراط والمال والأعمال، لا مواقف أخلاقية ولا سياسية، بل يتم تسويقه كسلعة، تخضع للبيع والشراء.

بالأمس كان السياسي فاعلا مناضلا ومفكرا ومنظرا،ومكونا، يحمل مشروعا ثقافيا مجتمعيا، يستند إلى خلفية نضالية وتاريخ حزبي أصيل.

لقد أصبح اليوم، المثقف مدجن تابع أو صامت يائس، أو محاصر في دوائر أكاديمية معزولة.. لم يعد ينير سبيل السياسة بمعناها النقدي.

مع الليبرالية المتوحشة، تراجع نموذج السياسة الاجتماعية، وانسحبت الدولة من دورها الاجتماعي، وأصبحت السياسة تخضع لقواعد السوق.

جاء السياسيون الجدد، من عالم المال والأعمال، يحملون شهادات من جامعات النخبة. لكنهم يفتقدون للالتزام الاجتماعي وللحس التاريخي.

أصبحت السياسة اليوم، تدار بلغة الإعلانات والتطبيقات الذكية، تعتمد على خبير تسويق ومحلل بيانات. وتم تفريغها من بعدها الاجتماعي.

اليوم، المقاربة الاقتصادية تطغى على النقاش السياسي، وأصبحت المؤسسات المالية الدولية اللاعب الأساسي في رسم السياسات العمومية.

هناك شركات عالمية والذكاء الاصطناعي، هي التي تصمم معالم المستقبل لدول العالم. فالمستقبل اليوم، يصنع خارج السياسة والناس.

اليوم، تحولت الأحزاب السياسية في العالم بيمينها ويسارها، إلى كائنات انتخابية محضة. لم تعد تنتج لا الفكر ولا الزعامة ولا القيادة.

نزول التعليم للحضيض، ترجع أسبابه إلى: 1- كم المناهج والبرامج من دون فائدة. 2- ضعف مستوى رجال التعليم. 3-. تدني مستوى التلاميذ.

للرفع من مستوى التعليم لا بد من: 1- إعادة النظر في المناهج والبرامج. 2– تحسين مستوى رجال التعليم. 3- تدعيم التلاميذ وتحفيزهم.

إذا كان التعليم العمومي نزل إلى الحضيض، فالتعليم الخصوصي في طريقه إلى الحضيض أيضا، لأنه يفتقر إلى التسيير التربوي الحقيقي.

إن أغلب مؤسسات التعليم الخصوصي، يتحكم فيها ذوي المال والأعمال. ما يهمهم هو الربح والدخل المادي، لا مستوى التعليم الجيد للتلاميذ.

أينما يحل كثير من المال بمفهومه الشامل، يكثر الفساد ومشتقاته ويتوسع وينتشر. فالمال قوة خارقة، تفقد العقل وتبطل التفكير فيما دونه.

إن جمع المال، من غير أخلاق واستحضار العمل الصالح، يكون مفسدة على صاحبه وعلى أعماله، رغم نجاحه الخيالي، المعتمد على الطمع والجشع.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل