وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 17 / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وطنيات من المغرب شاملة ومتنوعة.. 17
تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.


أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



ما يفسد أخلاق الناس وإنسانيتهم، هو طمعهم الدفين بالأساس. فالطمع يقتل الأخلاق والإنسانية معا. فلولا الطمع ما غادر آدم وحواء الجنة.

وراء كل فساد؛ من كذب ونفاق وغش وجشع ونصب واحتيال.. تجد الطمع ومعه الطامعين، باعتباره المحرك الخفي، لكل أشكال وأنواع الفساد.

حب امتلاك أي شيء كان، طبيعة بشرية، ورثها الإنسان عن أسلافه البشر، رغم النفخة الربانية فيه. إنه موضوع الطمع ويتغذى من مشتقاته.

عندما يغيب الحق والقانون، وتفعيل ربط المسئولية بالمحاسبة في أي بلد، يزدهر الفساد بكل مكوناته، فيحل مكانه التسيب والفوضى والتخلف.

في دول الحق والقانون وحقوق الإنسان، لشعوبها حق الاحتجاج والرفض، لأي قانون أو قرار لا يفيد أغلبيتهم. فللناس وجود حقيقي فيها.

في دول العالم الثالث، يغيب الحق والقانون وحقوق الإنسان، ويحظر الطمع والغش والاحتقار والظلم والاستغلال.. فلا وجود وحياة للناس فيها.

إن غياب الحق والقانون وحقوق الإنسان، في أي بلد من البلدان، تجد الشعوب صورة طبق الأصل وانعكاس لحكوماتها والمسئولين فيها..

الفرق بين الشعوب وحكامهم ومسئوليهم، وذوي المال والأعمال، في دول يغيب فيها الحق والقانون وحقوق الإنسان، هو الاحتقار والاستغلال..

عندما يفكر الإنسان في الربح فقط، خارج الحق والقانون، سواء كان فوق أو تحت، سوف يساهم في الفساد، وفي الغنى الفاحش والفقر المذقع..

متى استفحل الفساد وتميعت الحياة في أمة من الأمم، إلا وانتشرت الفوضى والتسيب واستغلال النفوذ. فمن الصعب استتباب الأمن والأمان فيها.

ما يغيب عن أغلب سياسيينا ومفكرينا ومثقفينا.. هو الاهتمام بالواقع بجميع تفاصيله. في الغالب يحجبون شمس الحقيقة بغربال الوهم..

الواقع المعاش في الحياة العامة، والمواطنون المستضعفون المحتاجون، شيء واحد لا ينفصلان. فكلاهما يتجاهلهما الحاكم والسياسي والمثقف.

ما يحتاجه المواطنون في بلدهم، العيش الكريم والكرامة الإنسانية، في ظل الحق والقانون والأمن والأمان. فبعد ذلك، فليتنافس المتنافسون.

إن تغيب الواقع الاجتماعي وتجاهله، سلاح السياسي وذوي المال والأعمال في البلاد، لأن اهتمامهم ينصب فقط، على مصالحهم الآنية الخاصة.

تقاس جدية مستوى الإعلام السمعي البصري الرقمي المكتوب، بالدول التي تحترم نفسها ومواطنيها. فالإعلام يعكس حقا المستوى المتقدم لبلاده.

إذا كان يهيمن شبه الإعلام في البلاد، فاعلم أنه يعرض خدماته لمن يدفع أكثر. وهكذا يصبح الوطن في المزاد العلني، وينسحب الحق والقانون.

من مظاهر الفساد، أن تجد في كل الوزارات والمؤسسات العمومية، مسئولين يبحثون عن الربح السريع، من خلال صفقات مغشوشة أو وهمية..

لقد أصبح كل شيء يباع ويشترى في البلاد، بحثا عن الربح السريع. يكاد الجميع ينخرط في الفساد، من حيث يدري ومن حيث لا يدري..

إن عنوان الفساد، هو الغش بأشكاله وألوانه. لقد أصبح أكسجين الحياة، وعملة هذا الزمان، وتوابل ملزمة لكل ما يمكن تناوله أو التعامل به.

لقد عم الفساد كل مرافق الحياة في البلاد؛ من إدارة ومؤسسات عامة وخاصة، وسياسة واقتصاد ومال وأعمال وما إلى ذلك. من الصعب استئصاله.

لو تظاهر المغاربة ضد الغلاء وغيره، بنفس الإرادة والحجم والقوة، التي تظاهروا بها في جل المدن، من أجل فلسطين ومع غزة، لتراجع الغلاء.

في المسائل الداخلية الوطنية، يمكن أن نقول: المغرب قبل فلسطين، والحوز قبل غزة.. والمطالبة بتراجع الغلاء، حق مشروع لكل المواطنين.

لقد تبين أن بعض المغاربة أكثر فلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم، من كونه مغربي ينتمي إلى هذا البلد الأمين. فبهذا لا يقدم شيئا لفلسطين.

أن تساند فلسطين في نضالهم، هو أن تناضل ضد الظلم والاحتقار والاستغلال في وطنك، من أجل تحقيق الحق والدموقراطية والعدالة الاجتماعية.

بعض الأحزاب السياسية الحاكمة، تجند أغلب الإعلاميين ورواد المواقع الاجتماعية، لتلميع صورة أحزابهم قبل انطلاق الانتخابات القادمة.

إن رصيد المصوتين في الانتخابات المقبلة، مُحفظ ومضمون ومحمي من أي تغيير أو انحراف. هناك استقطاب جديد، لتقوية هذا الرصيد المحصن.

إن المغرب اليوم، في حاجة إلى استئصال الفساد ومشتقاته من جذوره. لقد تعشش في كل المرافق والمجالات. لذا يحتاج إلى وعي وطني نزيه صادق.

على المغرب أن يخلق مؤسسة حرة مستقلة لمحاربة الفساد، بمساهمة رجال القانون والاقتصاد والأمن والدرك والفاعلين السياسيين والجمعويين.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل