محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 21:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما اجمل الكلام وما احلى العبارات وما ارقّ وأدقّ الاوصاف. ولكن يا سلطان اردوغان كلام الليل يمحوه النهار. وربّ كلامٍ معسول ومنمّق يمحوه الليل قبل النهار. وهذا ما يميّز جميع قادة هذه الأمة. والتصريحات النارية، التي لم تعد تخيف حتى الاطفال، تختلف بالشدّة والقوة والنعومة والرقّة، من زعيم عربي إلى زعيم اسلامي، وهكذا دواليك. وينحصر تاثيرها، أن كان لها تأثير حقا، على وسائل الإعلام المحلية وقاعات المؤتمرات والمآدب الفاخرة.
عموما، بعد عودته من قطر اطلق السلطان العثماني أردوغان وابلا (ليس من الصواريخ كما تتمنى ايها القاري الكريم) بل من الكلمات "النارية" ذات المغزى والمعنى الذي يدغدغ مشاعر من يسمعها من اول وهلة. ولكنها سرعان ما تتبخر أمام عينيه، بعد أن يتلاشى صداها في اذنيه، عندما يوجّه لنفسه سؤالا من هذا النوع: ياحكامنا المفروضين علينا بكل الطرق اللاشرعية، إلى متى تنتقدون وتشجبون وتستنكرون وتـدينون باشد العبارات؟ وغزة أمام اعينكم تحترق كانها هشيم يابس اكتسحته النيران. والكيان الصهيوني ماض في إتمام خطته النازية الهادفة إلى إزالة غزة وسكانها من على وجه الارض.
أن الرئيس التركي رجب طيب (طيب في الكلام فقط) أردوغان قال وقال ثم قال على سبيل المثال (إن هناك صلة قرابة ايديولوجيا تجمع بين نتنياهو وهتلر. وان فشل هتلر في توقّع الهزيمة التي كانت تنتظره سيكون مصير نتنياهو) ولكن يا سيد أردوغان أن الكلام الذي لا يتبعه فعل مؤثر، خصوصا في عالم السياسة. يبقى مجرد تنفيس عن الاحتقان والعجز ولا يخدم الّا صاحبه ولفترة وجيزة.
أن الشعوب العربية والإسلامية سئمت من ردات الفعل الخجولة والباردة، وهي بحاجة إلى فعل حقيقي يغسل غبار الهزائم المتراكم على صفحات تاريخنا الحديث. وما عدى ذلك من كلام، مهما كان حادّا وناريّا وصادقا، فهو في كل الاحوال يدخل من الأذن اليمنى ويخرج من اليسرى في ظرف ثوانٍ معدودات.
لقد امتلأت ايامنا وآذانا بشتى أنواع التصريحات " الشديدة اللهجة" ولكن شدّتها لم تحرك ساكنا في حياتنا الجامدة ولا تغيّر واقعا مريرا تعيشه شعوب "أمّة محمد" وعيسى بن مريم، على طول وعرض التاريخ والجغرافية.
فما زال لسان حال الفلسطيني يقول باسف واسى:
وما أكثر الإخوانِ حين تعدّهم - ولكنّهم في النائباتِ قليلُ !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟