أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - هدى زوين - الصفقات الهستيرية: دائرة مفرغة من الفساد والتكرار














المزيد.....

الصفقات الهستيرية: دائرة مفرغة من الفساد والتكرار


هدى زوين
كاتبة

(Huda Zwayen)


الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 18:54
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


خلال الفترات الصارمة التي مرّت بها البلاد، لم يقتصر الفساد على أشكاله التقليدية فحسب، بل تفرع إلى ما يمكن تسميته بالصفقات الهستيرية؛ صفقات تُدار بعيدًا عن أي منطق مؤسسي أو مصلحة عامة، وتستند فقط إلى مصالح ضيقة وأهواء شخصية. هذه الصفقات لا تترك أثرًا على الاقتصاد والمجتمع فحسب، بل تُرسّخ أيضًا ثقافة الانحراف في إدارة الشأن العام، وتحوّل المؤسسات إلى أدوات لتثبيت نفوذ قلة محدودة على حساب الجميع.

تتسم هذه الصفقات بالتكرار المستمر، حيث نجد نفس الشخصيات تعود لتتصدر المشهد، ونفس الأفكار القديمة تعاد على نحو ميكانيكي، بلا أي تجديد أو تطوير. النتيجة أن عجلة التنمية لا تتحرك، والإصلاح يظل حلمًا بعيد المنال. كل محاولة لتغيير الواقع تصطدم بعقبات غير مرئية، وكأن هناك منظومة كاملة تسعى للحفاظ على الوضع القائم بغض النظر عن الأضرار المترتبة عليه.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. فهذه الدائرة المفرغة لا تؤثر فقط على المستوى السياسي أو الاقتصادي، بل تمتد لتطال المجتمع بأسره، فتضعف الثقة العامة في المؤسسات، وتعيق أي محاولة للتطوير أو الابتكار. المواطن يرى نفسه محاصرًا بين وعود فارغة وقرارات تتكرر بلا فائدة، بينما الفئات المستفيدة من الوضع القائم تكمل دورة مكاسبها على حساب مستقبل الجميع.

ما يزيد الطين بلة هو غياب آليات رقابية فعّالة وقوانين صارمة تطبق بحق كل من يسيء استخدام موقعه أو منصبه. فبدلًا من معالجة الأسباب الجذرية للفساد، نجد أنفسنا أمام إجراءات رمزية لا تغيّر شيئًا، وتترك الباب مفتوحًا لتكرار الأخطاء نفسها.

إن استمرار هذه الدائرة المفرغة يمثل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل الدولة والمجتمع. الحل لا يكمن فقط في استنكار الفساد، بل في إعادة بناء مؤسسات الدولة من الأساس، وإرساء قيم الشفافية والمساءلة، وتبني سياسات واضحة تمنع تكرار هذه الممارسات. كما يجب أن يشمل الإصلاح تطوير الفكر الإداري وتعزيز ثقافة الخدمة العامة، بعيدًا عن المصالح الشخصية والفئوية، حتى يتمكن المجتمع من التحرر من قيود الماضي وإعادة صياغة مستقبله.

الصفقات الهستيرية ليست مجرد مشكلة اقتصادية أو سياسية، بل هي انعكاس لخلل أعمق في منظومة القيم والرقابة والوعي المجتمعي. ومع استمرارها، يظل الحاضر معتمًا والمستقبل مجهولًا، ما لم يتحرك الجميع، من مواطنين وقوى سياسية ومؤسسات رقابية، لإطلاق عملية إصلاح حقيقية وجذرية.



#هدى_زوين (هاشتاغ)       Huda_Zwayen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فقدنا ثقافة الحوار في بيوتنا؟
- ملفات كتبت بدماء العدالة المؤجلة.
- أزمة بشر...
- السلطة التي ترقص على أنغام الشعب.
- أرصفة الروح: ممرات ضائعة في المدن الداخلية
- العنف الأسري… جرح صامت في قلب المجتمع.
- بين الحرية والمسؤولية:حين تتقاطع الحقوق مع الواجبات وتُختبر ...
- متى تزهر يا وطني؟
- بطالة الشباب: أزمة مجتمع أم فشل سياسات؟
- الفتاة العربية: بين الحرية والمسؤولية:حين تتقاطع الحقوق مع ا ...
- وحدة الوطن… صمام الأمان وبوابة المستقبل
- بعيدك يا حامي الوطن... رفعتَ رأسنا بشجاعتك يا لبنان
- رجل نزيه في مؤسسة فاسدة… هل ينجو؟
- على دوّامة الزجاج المكسور....
- -الإعلاميون في الظل... حين تصبح الشهادة عارًا والصورة جواز ع ...
- على دوّامة الزجاج المكسور..
- المواطن آخر الهموم… في جمهوريات الشعارات!
- حين تمرض العقول... يُصاب الوطن..
- الحياة تعيد نفسها...لكن الوجوه تتبدل...
- المهرجانات المزيفة: حين تتحوّل المنصات إلى مسارح للتفاهة


المزيد.....




- أحدثت صراخًا ورعبًا.. عاصفة تُسبب انهيارات طينية في كاليفورن ...
- نظام صوتي ذكي ثلاثي الأبعاد لعشاق الألعاب الإلكترونية
- عشرات القتلى في قصف للدعم السريع على مسجد بمخيم للنازحين بدا ...
- نتنياهو يتهم بن غفير بتسريب تفاصيل حول زيارات الصليب الأحمر ...
- بعد وساطة قطرية.. طالبان تعلن إفراجها عن زوجين بريطانيين كان ...
- واشنطن توقف الدعم.. ومالاوي تدفع الثمن
- أفغانستان: طالبان تفرج عن زوجين بريطانيين بعد نحو 8 أشهر من ...
- ابنة رئيس الكاميرون تدعو لعدم التصويت لوالدها في الرئاسيات
- عاجل | غارة إسرائيلية تستهدف محيط بلدة أنصار جنوبي لبنان
- سياسة -إغلاق الأبواب-.. كيف تغيرت قوانين الهجرة إلى روسيا وم ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - هدى زوين - الصفقات الهستيرية: دائرة مفرغة من الفساد والتكرار