هدى زوين
كاتبة
(Huda Zwayen)
الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 17:06
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تمرّ السنوات وتدور الأيام، وتعيد الحياة مشاهدها القديمة بثيابٍ جديدة، كأنها لا تملّ من التكرار.
نظنّ أن الزمن قد تبدّل، لكنه في الحقيقة ظلّ كما هو...
ما تغيّر هو الإنسان.تبدّلت المبادئ، وتلاشت القيم التي كانت يومًا تشكّل جوهرنا وميزاننا.صار الطمع يُسمّى "شطارة"، والجشع "دهاء"، والمبادئ تُباع وتُشترى على قارعة المصالح.
كنّا نعيش لأجل الكلمة الصادقة، واليوم نعيش لنحسب الثمن.
كنا نمدّ أيدينا بالعطاء من دون انتظار، واليوم نمدّها لنأخذ أكثر مما نحتاج.
القلوب غلّفها الجفاء، والنفوس أثقلها حبّ الذات.أصبحنا غرباء في أوطاننا، وأغراب حتى عن أنفسنا.صار الصمت حكمة، لا لأننا نتأمل، بل لأننا نهاب قول الحقيقة.
لكن، وسط كل هذا الظلام...
يبقى الأمل.
يبقى في كل قلبٍ لا يزال ينبض بالصدق.
في كل روح تؤمن أن الكرامة لا تُشترى، وأن العطاء لا يُقاس بالمقابل.
يبقى في عين أمّ تُحبّ بصمت، في يد تُنقذ دون ضجيج، وفي إنسان يختار النُبل رغم قسوة الحياة.نعم، الحياة تعيد نفسها،
لكن الوجوه تبدّلت، والقلوب تغيّرت...
ومع هذا، لا يزال هناك من يزرع بذور الخير في أرضٍ متعبة،مؤمنًا أن ما يُزرع بالمحبّة، لا تقتلعه السنون.فلتكن كلماتنا مرآةً للصدق، وأفعالنا انعكاسًا لقيمٍ لا تموت،ولنؤمن دومًا... أن الإنسان قادر على أن يغيّر نفسه،ولو تغيّرت الحياة من حوله ألف مرة.
#هدى_زوين (هاشتاغ)
Huda_Zwayen#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟