أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هدى زوين - الإعلامي والصحفي: تشابه الأدوار واختلاف الجذور














المزيد.....

الإعلامي والصحفي: تشابه الأدوار واختلاف الجذور


هدى زوين
كاتبة

(Huda Zwayen)


الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 22:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


في عصر تداخلت فيه المفاهيم وتعددت المنصات، بات من الشائع الخلط بين مفهوم "الإعلامي" و"الصحفي"، وكأن المصطلحين يشيران إلى ذات الدور أو الشخصية. إلا أن الواقع، وإن كان يحمل بعض التشابه بينهما، يضع كلًا منهما في خانة مهنية تختلف في المهام، الرؤية، وحتى التأثير.

من هو الإعلامي؟

الإعلامي هو الوجه العام للمحتوى الإعلامي، سواء عبر التلفاز، الإذاعة، أو المنصات الرقمية. قد يكون مقدم برامج، معدًا، مخرجًا، أو حتى مديرًا لمؤسسة إعلامية. مهمته لا تقتصر على نقل المعلومات، بل تمتد إلى التأثير في المتلقي من خلال طريقة التقديم، اختيار المواضيع، بناء الحوار، وحتى نبرة الصوت وتعابير الوجه.

الإعلامي قد يُعنى بتقديم برامج ثقافية، فنية، سياسية، أو اجتماعية، وقد لا يكون متخصصًا في البحث أو التحقيق الصحفي، بل يعتمد غالبًا على فريق إعداد يزوّده بالمحتوى. وهذا لا يقلل من دوره، بل يحدد نطاقه: إيصال الرسالة بأسلوب فني وجذاب.

أما الصحفي... فهو عين الحقيقة

الصحفي، بالمقابل، هو الباحث، الكاشف، الراصد للوقائع. يخرج إلى الميدان، يتقصى الأخبار، يلتقي بالمصادر، يتحقق من الروايات، ويكتب المادة الصحفية التي تُعرض لاحقًا سواء في صحيفة أو على موقع إلكتروني أو حتى عبر وسيلة إعلامية مرئية.

الصحافة ترتكز على مبادئ أساسية لا حياد فيها: الدقة، النزاهة، الموضوعية، والقدرة على طرح الأسئلة الصحيحة. فالصحفي ليس مجرد ناقل للحدث، بل صانع للرأي، من خلال كشف ما وراء الخبر، وتسليط الضوء على ما يُراد له أن يُهمّش أو يُخفى.

رغم أن الإعلامي قد يحمل خلفية صحفية، وأن بعض الصحفيين قد ينتقلون إلى التقديم الإعلامي، فإن لكلّ مهنة منهما أدواتها، وتدريبها، وأخلاقياتها. الإعلامي يعمل ضمن إطار العرض والتأثير البصري أو السمعي، بينما الصحفي يعمل ضمن إطار التقصي والنقل والتحقيق.

هذا لا يعني أن أحدهما أعلى من الآخر، بل أن العلاقة بينهما تكاملية. فالإعلامي يحتاج إلى المادة الصحفية ليعرضها، والصحفي قد يحتاج إلى الإعلامي كي تصل رسالته إلى جمهور أوسع.

مع تطور الإعلام الرقمي، برزت شخصيات هجينة تمارس الدورين معًا. فهناك من يكتب، ويحقق، ويقدّم، ويدير حوارًا عميقًا في ذات الوقت. هذه الديناميكية الجديدة فرضت واقعًا متغيرًا لم يعد يخضع لتعريفات صارمة، لكنها في الوقت نفسه تُحتم علينا أن نحافظ على معايير المهنة.

فلا يكفي أن يكون الإنسان إعلاميًا مشهورًا أو مؤثرًا على الشاشة، إن لم يكن يملك الحد الأدنى من الوعي الصحفي، والعكس صحيح.

في النهاية، قد يلتقي الإعلامي والصحفي في نقطة واحدة: إيصال الرسالة. لكن الطريق إلى هذه النقطة يختلف، في الأدوات، وفي النهج، وفي الغاية. وكلما احترم كلٌّ منهما خصوصية دوره، زادت مصداقية الإعلام، واتسع أثره في الوعي العام.

ففي زمن يغرق بالمعلومة، نحتاج إلى إعلامي متمكن وصحفي نزيه... كلاهما عماد الحقيقة.



#هدى_زوين (هاشتاغ)       Huda_Zwayen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم كما هو: بين تفاوت الطرق وتفاوت الأرواح
- الحرية... أن تولد من جديد كل يوم-
- احتضن تفردك: لأنك لا وُجدت لتُشبه أحدًا-
- نقطة البداية: أن تُحبك كما تستحق-
- عندما تصبح التنازلات وقودا للعلاقات السامة
- جرائم الإعلام ونقاط مخفية لا يراها الجمهور
- عمالة القادة..خيانة العصر وتلويث دماء الأوطان
- سبعة أيام من الحلم: لقاء تجاوز حدود الواقع
- سبعة أيام من الحلم: لقاء تجاوز حدود الواقع
- رحلة في صحراء العقل
- مابين ملوحة البحر وصفاء السماء...كانت البداية
- رحلة نحو الداخل: التأمل كنافذة إلى الذات
- موسيقى الغيوم..لوحات تتغير مع الوقت
- أرواح تذبح في صمت: عن جرائم لا يراها القانون
- ما بعد اللحظة: هل نحيا حقا؟
- العطاء والحب..فلسفة تتجاوز الكلمات
- عاشق على حدود النار
- الشوق والحرمان: لغة العشق في الشعر الشعبي
- العراق..ياموطني، يارآية المجد التي لا تنحني
- أبي: إرث لا ينتهي، وأثر يظل أبديا


المزيد.....




- مصر تعلن عن اكتشافات جديدة للغاز والزيت.. وخبير يعلق
- الجيش الأردني: سقوط صاروخ مجهول المصدر في منطقة صحراوية
- رد فعل الأمير محمد بن سلمان لحظة رفع ترامب العقوبات عن سوريا ...
- ترامب يدعو إيران إلى -مسار جديد وأفضل- وطهران ترد: لا نفاوض ...
- إسرائيل تغتال صحفيا داخل مستشفى ناصر
- قلق إسرائيلي من -مفاجآت- ترامب
- هدوء حذر يسود طرابلس الليبية
- أندريه
- إسرائيل تهدد كل جامعة تحيي ذكرى النكبة
- أبرز الصفقات في زيارة ترامب للسعودية


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هدى زوين - الإعلامي والصحفي: تشابه الأدوار واختلاف الجذور