أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى زوين - الشوق والحرمان: لغة العشق في الشعر الشعبي














المزيد.....

الشوق والحرمان: لغة العشق في الشعر الشعبي


هدى زوين
كاتبة

(Huda Zwayen)


الحوار المتمدن-العدد: 8289 - 2025 / 3 / 22 - 18:25
المحور: الادب والفن
    


الشعر الشعبي هو مرآة للروح، يعكس الأوجاع، والأفراح، والأحلام التي قد تكون غير قادرة على التعبير عنها الكلمات العادية. وفي هذه القصيدة، نجد ان الكلمات تحمل في طياتها شوقًا لا يهدأ، وحرمانًا عميقًا يتجسد في كل بيت من أبياتها. الأسلوب الذي يستخدمه في تصوير الحب والعاطفة يشبه اللحظات الفارقة في حياة الإنسان، التي تكون مليئة باللهفة والألم.

"تعاي اتدني يمي وخل اشم بيچ
عوفي المستحة امبارات للشوگ"

في هذه الكلمات نجد دعوة صادقة، تحمل الشوق والاحتياج، ليس فقط في المعنى الظاهري ولكن في عمق الروح التي تريد التقرب من المحبوب وتذوق قربه. إنه الصراع بين الرغبة في اللقاء والخجل، بين العاطفة المشتعلة والموانع التي تقف في الطريق فالعشق كاحتراق: جمر الشوق في قلب المحب

في هذه الابيات هناك صورة حية لتمزق داخلي يعانيه الشخص الذي يحب بصدق. المشاعر التي يحملها الشخص العاشق لا تكون أبدًا بسيطة أو سطحية، بل هي صراع داخلي مستمر.

"وجهچ لو گمر ما ميزت بيچ
يلعيونچ حجر صايغهن .. الفوگ"

في هذه الأبيات، يشبّه وجه المحبوبة بالقمر، لكنه يعترف بصعوبة التميز، كما لو أن عيونها مغطاة بحجر صايغ. وهذا التشبيه يعكس مدى الجمال الذي يحمل التحدي، كما لو أن الجمال نفسه يحتاج إلى تساؤلات وصراعات. إنها صورة عن الحب الذي لا يرى فيه العاشق سوى المحبوب رغم التحديات.

القصيدة هنا تتجاوز كونها مجرد تعبير عن حب، بل تطرح حالة من الاضطراب الداخلي بين الرغبة والواقع، بين أن ترى وتغرق في الجمال وبين أن تدرك أن هذا الجمال هو لحظة غير قابلة للمس.

الشوق لا يقتصر على مجرد اللقاء الجسدي، بل هو إحساس عميق يتسلل إلى الأبعاد النفسية. يضع كل تفصيل صغير في محله ليوصل الفكرة: العشق ليس مجرد مشاعر سطحية، بل هو حالة من الاستغراق الكامل.

"عين ابره الحلگ والبيه رمان
اناظرهن وريد اچمالت الضوگ"

هنا، يلتقط التفصيل في عيون المحبوبة، ويربط بين العين ورمز الرمان، وهو رمز للحياة والعاطفة في الثقافات العربية. وعندما يتحدث عن "ضوك"، فإنه يشير إلى تلك اللحظة السحرية التي يشعر فيها الشخص بأن كل شيء يضيء من خلال المحبوب.

الصورة التي يرسمها في هذه الأبيات هي صورة عن العشق الذي يشتعل بالنظرة الأولى ويظل حيًا في تفاصيل الحياة اليومية.
في المقاطع التالية، يشير إلى الحب في لحظات الفراق، حيث يعبر عن معاناته بسبب الغياب.

"مريض اوعلّتي منچ غايبه ايام
ومحاضني اوياچ ايصيرلي ادواي"

هنا نجد التعبير عن ألم الغياب بصدق، حيث يعاني جسديًا من غياب المحبوبة وكأن غيابها يمرض روحه. لكن العجيب أن الحب في هذا السياق ليس فقط مصدرًا للراحة، بل مصدرًا للألم أيضًا. فالغياب يزيد من الاحتياج ويجعل الشوق أكثر إلحاحًا.

الصورة التي تقدمها الابيات تعكس حبًا لم يكتمل، أملًا لم يتحقق، لكن ما يميز هذا الحب هو الصدق الذي يظهر في الكلمات. إنه حب يعبر عن الاحتياج الجارف للطرف الآخر، لدرجة يراه كدواء لمرضه، ومع ذلك تبقى الوحدة والألم حاضرين.

النهاية في هذه القصيدة لا تقتصر على اللمسة الجسدية، بل تمتد لتشمل اللقاء الروحي الذي لا يتوقف عند مجرد تبادل القبل، بل يتحول إلى تداخل الأرواح.

"تعاي او إله اخلي اضلوعچ اتلين
ونيشن صدرچ اببوسات بشفاي"

هنا نجد القرب الجسدي في أعمق معانيه، لكنه يربط هذه اللمسات بشيء أكثر روحيًا. إن القرب الجسدي بين العاشقين يصبح ذا مغزى أكبر عندما يلتقي القلبان في نقطة واحدة. ولكن الأعمق من ذلك هو فكرة أن اللمسة تكون بمثابة وسيلة لتبادل الروح والنقاء.

ان الحب الذي يجمع بين الأمل واليأس، بين الشوق والحرمان. هي قصيدة تلتقط معاناة العاشق الذي يود الوصول إلى المحبوب لكنه دائمًا في صراع مع الموانع الداخلية والخارجية. بين الحلم والواقع، يبقى العاشق في حالة انتظار لا تنتهي، تزداد جاذبيتها مع كل لحظة، لكنها تظل تحمل ألمًا مريرًا يذوب فيه الشوق والقلق.
إنها لغة العشق التي لا تعرف الحدود، التي تلامس القلب قبل العين، وتترك في الروح علامة لا تُمحى.



#هدى_زوين (هاشتاغ)       Huda_Zwayen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق..ياموطني، يارآية المجد التي لا تنحني
- أبي: إرث لا ينتهي، وأثر يظل أبديا
- الطمع والظلم: كيف يسلب الجشع إنسانية البشر
- الصبر بين الاحتراق والخلود: حين يصبح الصبر جمرا على الشفاه
- الشموع والزمن: إحتراق الروح في مسيرة الحياة
- حين تبوح الأيام بأسرارها..دروس تخط بمداد التجربة
- أنين البقاء: صمت يتهامس مع الزمن
- الثقافة ضمير وسلوك
- الأرجوحة التي لا تتوقف
- أمير من نار وعشق: حين يلتقي الشغف بالقوة
- أرض الظلال: مقاومة في بلد طغيان القادة وهوسهم بالنساء
- -حين تنهض الأرواح: القبور التي تلاشت وعادت من جديد-
- أرض الظلال:مقاومة في بلد طغيان القادة وهوسهم بالنساء
- حين يصبح اللازمن موطنًا
- رقصة على حافة الزمن
- أقنعة في عصر العولمة
- الابتزاز بقلم التطور الحضاري
- القرارات تحت طاولة المسؤولية
- صرخة الياقوت
- الأنثى المتمردة


المزيد.....




- -بوذا يقفز فوق الجدار-.. لهذا السبب ترجمة أسماء الأطعمة الصي ...
- مصر.. قرار قضائي بحق فنانة شهيرة في أزمة سب وقذف طليقها
- من هارلم إلى غزة.. مالكوم إكس حي في كلمات إبرام كيندي
- -دعوة من فضلكم-... محبون للسينما يطلبون الحصول على تذاكر مجا ...
- -حياتي في خطر-.. فنانة تركية من أصول إسرائيلية تستنجد بأردوغ ...
- مسابقة -يوروفيجن- - النمسا تتربع على عرش الموسيقى الأوروبية ...
- الشاعر ريزنيك: -إنترفيجن- ستتفوق على -يوروفيجن- من حيث التنظ ...
- افتتاح الدورة 28 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة
- حين تصفق السينما للنجم.. -فرسان ألتو- تكريم لروبرت دي نيرو ...
- وفاة مغني الراب الفرنسي من أصل كاميروني ويرنوا عن 31 عاما


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى زوين - الشوق والحرمان: لغة العشق في الشعر الشعبي