هدى زوين
كاتبة
(Huda Zwayen)
الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 21:49
المحور:
قضايا ثقافية
الحوار ليس مجرد كلمات نتبادلها، بل هو جسر يبني الثقة، ووسيلة تربط القلوب وتجمع العقول. غير أنّ المتأمل في واقع بيوتنا اليوم، يلحظ أن هذه الثقافة بدأت تبهت شيئًا فشيئًا. فقد دخلت علينا أنماط جديدة من العيش، وسيطرت الهواتف والشاشات على الأوقات، حتى صار كل فرد يعيش في دائرة منعزلة، يتلقى من الخارج أكثر مما يتبادل مع أهل بيته.
غياب ثقافة الحوار جعل كثيرًا من الأسر تفقد الدفء الذي كان يجمعها. الأبناء لا يجدون من يسمعهم، والآباء والأمهات يظنون أن التربية تعني الأوامر، بينما الحقيقة أن التربية تبدأ من جلسة حوار هادئة، حيث يصغي الكبير للصغير، ويُسمح لكل فرد أن يعبر عن نفسه بلا خوف أو مقاطعة.
إن ضعف الحوار يترك آثارًا خطيرة: سوء فهم، فتور عاطفي، فجوة بين الأجيال، ودخول ثقافات دخيلة بلا مناعة. في المقابل، فإن البيت الذي يُبنى على الحوار، هو بيت متماسك، أفراده واثقون بأن صوتهم مسموع، وأفكارهم محترمة.
الحل ليس معقدًا. يكفي أن نعيد إحياء عادة بسيطة: جلسة يومية، ولو لعشر دقائق، بعيدًا عن الهواتف والتلفاز، فقط للحديث والإنصات. فالحوار لا يحتاج إلى وقت طويل بقدر ما يحتاج إلى صدق ورغبة في الفهم.
إن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل نريد لأبنائنا أن يكبروا على ثقافة الصمت والانغلاق، أم نمنحهم فرصة أن يتعلموا لغة الحوار والاحترام منذ نعومة أظافرهم؟
الجواب بين أيدينا، وفي مجالسنا، وفي قدرتنا على إعادة الدفء إلى بيوتنا.
فالحوار هو مفتاح الدفء الأسري، فلنُحيِ هذه العادة في بيوتنا قبل أن نصحو على صمتٍ يقتل القلوب ويصنع فجوة بين الأجيال.
#هدى_زوين (هاشتاغ)
Huda_Zwayen#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟