أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - مقدمة لمسرحية : شايلوك يحلم بريفييرا غزة : وحشية الطمع الاستعماري وسقوط الأقنعة















المزيد.....

مقدمة لمسرحية : شايلوك يحلم بريفييرا غزة : وحشية الطمع الاستعماري وسقوط الأقنعة


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 17:05
المحور: الادب والفن
    


في مسرح الزمن الحديث، تتراقص أشباح السلطة والفساد على خشبة التاريخ المعاصر، تُعرض مأساة "شايلوك يحلم بريفييرا غزة"، وهي ملحمة شكسبيرية تكشف عن قلب الإمبريالية المظلم، حيث يلتقي الطمع المالي بالفساد الأخلاقي في مؤامرة لتحويل أرض فلسطين المقدسة إلى جزر للمتعة والابتزاز. شايلوك بن يعقوب، المستلهم من تاجر البندقية الشكسبيري، ليس مجرد رجل أعمال يطالب بدَينه من لحم البشر، بل هو تجسيد للطغمة المالية التي تحكم العالم من خلال شبكات الابتزاز والإبادة. في هذه المسرحية، يحلم شايلوك، بدعم من دومينيك ترومب وبنيامين ناتان ياهو، بتحويل غزة، أرض الصمود والمقاومة، إلى "ريفييرا" فاخرة، مستوحاة من جزر جيفري إبستين، التي كانت مراكز للاستغلال الجنسي والسيطرة السياسية. هذه المقدمة ليست مجرد سرد تاريخي، بل تأمل عميق في كيفية تحول الفساد الشخصي إلى خطة إمبريالية تهدف إلى محو شعب بأكمله، بينما تكشف عن التحالفات الخفية بين قادة أمريكا وإسرائيل، المشتراة من لوبيات الصهاينة النازيين.

لنبدأ بجذور هذه المأساة، حيث يظهر جيفري إبستين كشخصية تاريخية تُجسد روح شايلوك الحديث. وُلد إبستين عام 1953 في بروكلين، نيويورك، وبدأ حياته كمعلم رياضيات في مدرسة دالتون الراقية، لكنه سرعان ما انتقل إلى عالم التمويل عبر علاقاته مع الأثرياء. في الثمانينيات، أسس شركة "جي. إبستين آند كو"، وأصبح مدير أموال ليسلي ويكسنر، مؤسس شركة "ليميتد" وأحد أبرز الداعمين للمنظمات الصهيونية من خلال "ميغا غروب"، وهي شبكة من المليارديرات اليهود الذين يدعمون إسرائيل مالياً وسياسياً. ثروة إبستين، التي قُدرت بحوالي 600 مليون دولار عند وفاته في 2019، كانت لغزاً، إذ لم يكن لديه عملاء ماليين واضحين سوى ويكسنر، مما أثار شكوكاً بأن أمواله كانت تأتي من مصادر استخباراتية، خاصة الموساد الإسرائيلي. آري بن مناشه، ضابط موساد سابق، أكد في مقابلة عام 2021 أن إبستين كان عميلاً للموساد منذ الثمانينيات، يستخدم شبكته الجنسية لابتزاز السياسيين الأمريكيين لصالح إسرائيل، مما يفسر عدم محاسبته الكاملة حتى عام 2019، عندما أُلقي القبض عليه بتهم الاتجار بالجنس.

إبستين أدار شبكة دولية للاتجار بالقاصرات، مستخدماً جزره في جزر العذراء البريطانية، مثل ليتل سانت جيمس، كمراكز للاستغلال الجنسي. هذه الجزر، التي أُطلق عليها "ريفييرات سياحية"، كانت في الواقع سجوناً للفتيات القاصرات، حيث كان يدعو السياسيين، المليارديرات، وحتى العلماء مثل ستيفن هوكينغ إلى حفلات خاصة، مسجلاً أفعالهم بكاميرات مخفية لأغراض الابتزاز. غيسلين ماكسويل، ابنة روبرت ماكسويل، رجل الأعمال البريطاني الذي كان عميلاً مزعوماً للموساد، كانت الشريك الرئيسي لإبستين. روبرت ماكسويل، الذي غرق في ظروف غامضة عام 1991 قبالة جزر الكناري، كان يُعتقد أنه يجمع معلومات حساسة عن السياسيين الغربيين لصالح إسرائيل، وورثت ابنته غيسلين هذه الشبكة. أُدينت غيسلين عام 2021 بالاتجار بالقاصرات، وكانت تجند الفتيات من خلفيات فقيرة، وتدير العمليات اليومية لشبكة إبستين، مما جعلها رمزاً للفساد الأخلاقي في المسرحية.

في "شايلوك يحلم بريفييرا غزة"، يُجسد شايلوك بن يعقوب روح إبستين، لكنه يتجاوزه ليصبح رمزاً للطمع الإمبريالي الذي يسعى إلى اقتطاع أرض فلسطين. يستخدم شايلوك خوارزمياته الباردة، التي تطورت من أوراق إسحاق البدائية في النكبة عام 1948 إلى آلات ذكية في عام 2025، لتحديد أهداف القصف في غزة، تماماً كما استخدم إبستين شبكته لابتزاز السياسيين. دومينيك ترومب، الذي يمثل دونالد ترامب، هو حليف شايلوك، صديق قديم زار جزر إبستين، ويحلم الآن بتحويل غزة إلى ريفييرا للثراء والمتعة. ترامب، الذي وصف إبستين بأنه "رجل رائع" في مقابلة عام 2002 مع مجلة نيويورك، كان يتردد على منزله في بالم بيتش، وسافر على طائرته "لوليتا إكسبريس" سبع مرات بين 1993 و1997، وفقاً لسجلات الرحلات. في تسجيلات مسربة عام 2025، أكد إبستين أن ترامب كان "أقرب صديق له لعشر سنوات"، مشيراً إلى مشاركتهما في أنشطة غير أخلاقية. في المسرحية، يرفض ترومب الكشف عن "قائمة عملاء إبستين"، مدعياً أنها "خدعة"، مما يعكس رفض ترامب الحقيقي لنشر الوثائق، رغم ضغوط قاعدته المؤيدة، ويبرز خوفه من كشف تورطه الشخصي.

لكن الفساد لا يقتصر على ترومب. قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الذين يمثلهم السيناتور جوناس في المسرحية، متورطون في شبكة إبستين. بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي السابق (1993-2001)، سافر على طائرة إبستين 26 مرة بين 2001 و2003، وظهر اسمه 73 مرة في وثائق المحكمة المسربة عام 2024. إحدى الضحايا، فيرجينيا جيوفري، أفادت أن إبستين قال إن كلينتون "يحب الشابات"، وأن زياراته لجزيرة ليتل سانت جيمس كانت متكررة. هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، تلقت 20,000 دولار من إبستين لحملتها الانتخابية عام 1999، مما يكشف عن ارتباطها المالي بشبكته. من الجمهوريين، ألكسندر أكوستا، وزير العمل في إدارة ترامب، كان المدعي العام الذي أبرم صفقة "اللطف" مع إبستين عام 2008، مما سمح له بالإفراج المبكر بعد إدانته بجرائم جنسية. هذه الصفقة، التي وصفتها التحقيقات بأنها "فساد قضائي"، تكشف عن دور اللوبيات الصهيونية في حماية إبستين، الذي كان يتبرع بملايين لحملات الحزبين، بما في ذلك 139,000 دولار للديمقراطيين و18,000 دولار للجمهوريين بين 1989 و2003. في المسرحية، يُجسد السيناتور جوناس هذا الفساد، حيث يدعم خطة شايلوك للسيطرة على غزة، مستخدماً نفوذه لضمان الدعم العسكري والمالي.

بنيامين نتنياهو، الذي يظهر في المسرحية كناتان ياهو، كان نزيلاً منتظماً في ريفييرات إبستين. وثائق مسربة عام 2025 تظهر أنه التقى إبستين في نيويورك، ورتب اجتماعات مع مديري بنك جي بي مورغان عام 2011، واصفاً ذلك بـ"مفاجأة، مفاجأة". ناتان ياهو، في المسرحية، هو حليف شايلوك، يدعم خطة تحويل غزة إلى ريفييرا، مستلهماً جزر إبستين التي زارها. هذه العلاقة تعكس دور إسرائيل كوكيل للموساد، حيث استخدم إبستين شبكته لجمع معلومات حساسة، كما أفادت جيوفري، التي ذكرت أن إبستين كان يصور الضيوف مع قاصرات لأغراض الابتزاز. نتنياهو، الذي تلقى دعماً مالياً من مؤسسة ويكسنر، يمثل في المسرحية الكيان المارق الذي ينفذ المهام القذرة للغرب، بينما يسعى لتعزيز النفوذ الإسرائيلي في واشنطن.

موت إبستين في سجنه في أغسطس 2019، الذي حُكم عليه رسمياً بالانتحار، هو نقطة تحول درامية في المسرحية. التحقيقات كشفت عن إهمال الحراس وفقدان تسجيلات الكاميرات لمدة دقيقة كاملة أثناء الحادثة، مما أثار نظريات بأن إبستين أُعدم لإخفاء فضائح الطغمة المالية. آري بن مناشه أكد أن الموساد كان وراء ذلك لمنع الكشف عن تورط السياسيين الأمريكيين والإسرائيليين. في المسرحية، يُجسد هذا الحدث لحظة حيث يحاول شايلوك إخفاء أسراره، لكن الحقيقة تبدأ بالظهور من خلال نوران، الصحفية اليمنية التي توثق جرائمه. نوران، التي تمثل صوت الحقيقة في العالم، تحمل كاميرا بدائية، لكنها تحدي قوة شايلوك، مُظهرةً أن الحق لا يُمحى بسهولة.

الخطة الإمبريالية لتحويل غزة إلى ريفييرا، التي يقودها ترومب وناتان ياهو، مستوحاة من جزر إبستين. في فبراير 2025، أعلن ترامب خطة للسيطرة على غزة، بنقل 2.2 مليون فلسطيني إلى مصر والأردن مقابل دفع 5000 دولار لكل شخص، لبناء "ريفييرا الشرق الأوسط" بتمويل من السعودية والإمارات. جاريد كوشنر، الذي يمثله ياريد كوشر في المسرحية، وصف غزة بأنها "عقار ساحلي قيم جداً" في مقابلة عام 2024 مع هارفارد بيزنس ريفيو، واقترح تطويرها إلى منتجعات فاخرة ومدن ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذا المشروع، الذي طورته بوسطن كونسلتينغ غروب بالتعاون مع معهد توني بلير، يتجاهل القانون الدولي، ويُعتبر تطهيراً عرقياً من قبل خبراء الأمم المتحدة في تقرير صدر في يناير 2025. ناتان ياهو، الذي دعم هذه الخطة في مؤتمر "ناخالا" عام 2024، يرى فيها فرصة لإعادة توطين المستوطنين اليهود في غزة، مستعيداً مستوطنات 2005 التي تم تفكيكها. في المسرحية، تُجسد هذه الخطة طمع شايلوك، الذي يرى غزة كدَين مستحق، يُقتطع من لحم الشعب الفلسطيني.

في غزة، لا يوجد قانون أمريكي أو دولي. الكيان الإسرائيلي، الممثل بناتان ياهو، هو ذراع تنفيذي لحلف الناتو الأمريكي، الذي يدعم إسرائيل بالأسلحة بينما يتجاهل المجازر. الناتو، الذي تدخل في ليبيا عام 2011 لحماية المدنيين، يرفض التدخل في غزة رغم مقتل أكثر من 40,000 فلسطيني منذ أكتوبر 2023، معظمهم نساء وأطفال. أعضاء الناتو مثل تركيا حظروا التعاون مع إسرائيل حتى وقف إطلاق النار، لكن القادة الأمريكيين والأوروبيين، المشتراة من لوبيات الصهاينة مثل AIPAC، يواصلون دعم إسرائيل. في المسرحية، تُجسد هند، الطبيبة الفلسطينية، وأمين، ابنها، صوت المقاومة ضد هذا الظلم، بينما توثق نوران الجرائم، وتضامن إليانور، التي تمثل الشعوب المهمشة، مع غزة، مما يجعل المسرحية صرخة ضد الإمبريالية.

تاريخياً، يعود الصراع إلى النكبة عام 1948، حيث هُجّر 750,000 فلسطيني، ودُمرت 531 قرية بدعم من بريطانيا وأمريكا، مدعين "الحق التاريخي". في النكسة عام 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، مما أدى إلى تهجير 300,000 آخرين. هذه الأحداث لم تكن مجرد صراعات إقليمية، بل كانت جزءاً من مشروع إمبريالي للسيطرة على الشرق الأوسط، حيث كانت إسرائيل الوكيل الرئيسي للغرب. في 2025، تستمر هذه المأساة بخطة "ريفييرا غزة"، التي تهدف إلى إبادة السكان الأصليين. في المسرحية، تُجسد هذه الأحداث صراع شايلوك مع هند وقاسم، حيث يمثلان إرادة الشعب الفلسطيني الذي لا ينكسر.

لنغوص أعمق في شبكة إبستين، التي بدأت في الثمانينيات مع روبرت ماكسويل، العميل المزعوم للموساد. ماكسويل، الذي سرق ملايين من شركاته، غرق في ظروف غامضة عام 1991، مما يشبه موت إبستين. غيسلين ماكسويل، التي أُدينت عام 2021، ورثت الشبكة، واستخدمت إبستين لبناء جزر سياحية كمراكز ابتزاز. ترامب، الذي زار هذه الجزر، كان جزءاً من هذا العالم، حيث أكدت الوثائق أنه كان "أقرب صديق" لإبستين لعقد من الزمن. في المسرحية، يعكس ترومب هذا الفساد، بينما يدعم ناتان ياهو خطة شايلوك لتحويل غزة إلى ريفييرا.

في السياق الأمريكي، تورط الحزبين واضح. كلينتون، الذي استخدم طائرة إبستين، وأكوستا، الذي حماه، يمثلان طغمة مالية تدعم شايلوك. AIPAC، التي تتلقى ملايين من ويكسنر، تتحكم في الكونغرس، مما يجعل إسرائيل فوق المساءلة. في المسرحية، تُجسد هذه الشبكة تحالف شايلوك مع جوناس وكوشر، الذين يخططون لإبادة غزة. ياريد كوشر، المستوحى من جاريد كوشنر، يرى في غزة فرصة للثراء، مستلهماً نموذج إبستين في الجزر السياحية. كوشنر، الذي وصف غزة بأنها "عقار قيم"، يدير مشاريع تطوير في ألبانيا وصربيا، ويرى في غزة مشروعاً مماثلاً، مدعوماً من توني بلير وشركات استشارية مثل بوسطن كونسلتينغ غروب.

في 2025، تستمر خطة "ريفييرا غزة"، بدعم من كوشنر ونتنياهو. الناتو، الذي يزود إسرائيل بالأسلحة، يتجاهل الإبادة، مما يؤكد أن الكيان الإسرائيلي هو أداة للهيمنة الغربية. في المسرحية، تقاوم هند وأمين هذا الظلم، بينما توثق نوران الجرائم، وتضامن إليانور مع غزة، مما يجعل المسرحية صرخة ضد الإمبريالية. هند، التي تمثل روح فلسطين، تقاوم بإرادة لا تُكسر، بينما أمين، الجيل الجديد، يحمل راية المقاومة. نوران، الصحفية اليمنية، تستخدم كاميرتها لنقل الحقيقة إلى العالم، بينما إليانور، التي تمثل الشعوب المهمشة، تُظهر التضامن العالمي مع غزة.

لنعد إلى السياق التاريخي الأوسع، حيث بدأت العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة في الأربعينيات، عندما دعمت أمريكا إنشاء إسرائيل عام 1948، مدفوعة بمصالح استراتيجية في الشرق الأوسط. لوبيات مثل AIPAC، التي تأسست عام 1951، لعبت دوراً رئيسياً في تعزيز النفوذ الإسرائيلي، حيث تتبرع بملايين سنوياً للسياسيين الأمريكيين. إبستين، كجزء من هذه الشبكة، كان يوفر معلومات حساسة للموساد، مما جعله محمياً حتى 2019. في الثمانينيات، بدأ إبستين بناء شبكته، مستخدماً ثروته غير المبررة لجذب السياسيين. جزر العذراء، التي اشتراها عام 1998، كانت مركزاً لعملياته، حيث كان يدعو شخصيات مثل الأمير أندرو، بيل غيتس، ونتنياهو. هذه الجزر، المجهزة بكاميرات لتسجيل الضيوف، وفرت مادة ابتزاز قوية.

في غزة، تتكرر نفس القصة. منذ النكبة، حيث تم تهجير الفلسطينيين بدعم غربي، إلى النكسة، حيث احتلت إسرائيل المزيد من الأراضي، والآن إلى خطة "ريفييرا غزة"، التي تهدف إلى إبادة السكان الأصليين. ترومب، بدعم من كوشر وناتان ياهو، يرى في غزة فرصة لتكرار نموذج إبستين: تحويل أرض المقاومة إلى مركز للثراء والفساد. الناتو، الذي يدعم إسرائيل، يتجاهل المجازر، مما يؤكد أن الكيان الإسرائيلي هو أداة للهيمنة الغربية. في المسرحية، تُجسد هذه الأحداث صراعاً ملحمياً بين شايلوك، الذي يمثل الطمع الإمبريالي، وهند، التي تمثل إرادة الشعب الفلسطيني.

هذه المسرحية ليست مجرد قصة عن شايلوك أو غزة؛ إنها مأساة شكسبيرية تكشف عن نظام عالمي يعتمد على الفساد والإبادة. شايلوك، ترومب، ناتان ياهو، وكوشر، هم رموز لطغمة تستخدم الابتزاز والمال للسيطرة. غزة، بصمودها، تتحدى هذا النظام، وتصبح رمزاً للمقاومة ضد الإمبريالية. هذه المقدمة تفتح الستار على مأساة ملحمية، حيث يتصارع الحق مع الطمع، والمقاومة مع الفساد، في عالم يحكمه الظلام.

لننتقل إلى تفاصيل أعمق عن شبكة إبستين، التي ألهمت خطة شايلوك. في الثمانينيات، بدأ إبستين بالتعاون مع روبرت ماكسويل، الذي كان يُعرف بـ"القواد البريطاني"، وكان عميلاً للموساد يجمع معلومات عن السياسيين الغربيين. ماكسويل، الذي سرق ملايين من شركاته، غرق في ظروف غامضة عام 1991، مما يشبه موت إبستين. غيسلين ماكسويل ورثت الشبكة، واستخدمت إبستين لبناء جزر سياحية كمراكز ابتزاز. ترامب، الذي زار هذه الجزر، كان جزءاً من هذا العالم، حيث كان يشارك في حفلات إبستين. في المسرحية، يعكس ترومب هذا الفساد، بينما يدعم ناتان ياهو خطة شايلوك لتحويل غزة إلى ريفييرا.

في السياق الأمريكي، تورط الحزبين واضح. كلينتون، الذي استخدم طائرة إبستين، وأكوستا، الذي حماه، يمثلان طغمة مالية تدعم شايلوك. AIPAC، التي تتلقى ملايين من ويكسنر، تتحكم في الكونغرس، مما يجعل إسرائيل فوق المساءلة. في المسرحية، تُجسد هذه الشبكة تحالف شايلوك مع جوناس وكوشر، الذين يخططون لإبادة غزة. ياريد كوشر يرى في غزة فرصة للثراء، مستلهماً نموذج إبستين، بينما ناتان ياهو يدعم الخطة لتعزيز النفوذ الإسرائيلي.

في 2025، تستمر خطة "ريفييرا غزة"، بدعم من كوشنر ونتنياهو. الناتو، الذي يزود إسرائيل بالأسلحة، يتجاهل الإبادة، مما يؤكد أن الكيان الإسرائيلي هو أداة للهيمنة الغربية. في المسرحية، تقاوم هند وأمين هذا الظلم، بينما توثق نوران الجرائم، وتضامن إليانور مع غزة، مما يجعل المسرحية صرخة ضد الإمبريالية. هند، التي تمثل روح فلسطين، تقاوم بإرادة لا تُكسر، بينما أمين يحمل راية المقاومة. نوران تستخدم كاميرتها لنقل الحقيقة، بينما إليانور تُظهر التضامن العالمي.

هذه المسرحية تكشف عن نظام عالمي يعتمد على الفساد والإبادة. شايلوك، ترومب، ناتان ياهو، وكوشر، هم رموز لطغمة تستخدم الابتزاز والمال للسيطرة. غزة، بصمودها، تتحدى هذا النظام، وتصبح رمزاً للمقاومة. هذه المقدمة تفتح الستار على مأساة شكسبيرية، حيث يتصارع الحق مع الطمع، والمقاومة مع الفساد، في عالم يحكمه الظلام.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية: شايلوك يحلم بريفييرا غزة
- رواية : شجرة الكرز الحزين
- رواية : امواج الحقيقة الهادرة
- رواية : لمن ترفع اليافطة !
- رواية : نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو
- تحالف الإرهاب والمال والنفوذ الصهيوني في قلب فرنسا
- نهاية عصر لوبيات الصهاينة
- رواية : كوميديا الفردوس السومري..رواية تاريخية
- رواية : عبيد ماستريخت: دراكولا كرئيس للمفوضية
- رواية : صحراء السراب
- رواية : دموع الأرض المحلقة
- رواية : أصداء الخفاء
- رواية: عشرة أعوام من الرماد
- رواية :رأس ابو العلاء المهشم !
- رواية: إمبراطورية سامر السريع
- رواية: أصداء الأفق المحطم
- رواية : ارض النبض الكربلائي العجيب
- رواية : مكعبات الوافل واناشيد الميز
- رواية : رقصة الدم على رمال النفط
- رواية: سنغافورة السراب


المزيد.....




- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - مقدمة لمسرحية : شايلوك يحلم بريفييرا غزة : وحشية الطمع الاستعماري وسقوط الأقنعة