أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - احمد موكرياني - البعد القرآني في تطور الرياضيات والذكاء الاصطناعي من -كتاب مرقوم- إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي














المزيد.....

البعد القرآني في تطور الرياضيات والذكاء الاصطناعي من -كتاب مرقوم- إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 16:10
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


لقد كان القرآن الكريم عبر العصور مصدر إلهام عميق للعلماء المسلمين، حيث وجّه عقولهم إلى التأمل في النظام الكوني والدعوة إلى البحث العلمي المنظم. وتتجلى هذه الدعوة في إشارات قرآنية عديدة، من أبرزها عبارة "كتاب مرقوم" التي وردت في سورة المطففين، والتي تحمل دلالات معرفية وفلسفية حول مفهوم التسجيل والترقيم وحفظ الأعمال.
الإشارات القرآنية ودلالاتها المعرفية
وردت عبارة "كتاب مرقوم" مرتين في كتاب الله عز وجل، حيث يقول تعالى:
• "كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ، كِتَابٌ مَرْقُومٌ" (المطففين: 7-9).
• "كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ، كِتَابٌ مَرْقُومٌ" (المطففين: 18-20).
تشير كلمة "مرقوم" إلى الكتابة الدقيقة أو التسجيل برموز ثابتة لا تختلط ولا تضيع، وهو ما يوازي في عصرنا الحديث مفهوم البيانات الرقمية (Digital Data) التي تُحفظ وتُنظم برموز ثنائية ثابتة.

القرآن كحافز للبحث العلمي وتطور الرياضيات
• إشارات القرآن الكريم إلى مفاهيم التسجيل، الحساب، والميزان، دفعت العلماء المسلمين إلى تطوير علوم الجبر والحساب، ومنهم:
• الخوارزمي (القرن التاسع الميلادي): وضع أسس علم الجبر والخوارزميات، والتي سُميت باسمه (Algorithms).
• الكرخي (القرن الحادي عشر الميلادي): ساهم في نشر النظام العشري وتطوير الحساب العددي.
• البتاني (القرن الثالث عشر الميلادي): قدّم جداول فلكية دقيقة ساهمت في تطوير الحسابات الرياضية.
هذه الإنجازات شكلت حجر الأساس الذي بنى عليه العلماء الأوروبيون لاحقاً ابتكار اللوغاريتمات في القرن السابع عشر، حيث أبدع جون نابير في تطوير مفهوم اللوغاريتمات استناداً إلى البنية الرياضية التي وضعها العلماء المسلمون.

• اللوغاريتمات: من الجذور الإسلامية إلى الذكاء الاصطناعي
o كلمة "لوغاريتم" ظهرت في أوروبا (John Napier، القرن 17م)، لكن الأساس الرياضي وُضع بواسطة الخوارزمي والبيروني وابن يونس في العالم الإسلامي.
o الخوارزمي لم يخترع اللوغاريتمات بشكلها الحديث، لكنه قدّم الجداول العددية والأساليب الحسابية التي مهدت الطريق لاكتشافها لاحقاً.
o تطور علم الجبر والمتسلسلات الأسية والتباديل عند المسلمين كان اللبنة الأولى لفهم اللوغاريتمات.
• تشكل اللوغاريتمات اليوم العمود الفقري للعديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي،
• مخطط زمني مختصر لتطور الفكرة
القرن العالم الأثر العلمي
9م الخوارزمي: تأسيس علم الجبر والخوارزميات
11م الكرخي: تطوير النظام العشري
13م علماء مسلمون: جداول حسابية دقيقة
17م جون نابير: ابتكار اللوغاريتمات
20-21م العصر الحديث: تطبيق اللوغاريتمات في الحوسبة والذكاء الاصطناعي.
• فلولا تأسيس الخوارزمي والعلماء المسلمين لمفهوم الخوارزمية والبنية التحتية الرياضية، لما كان ممكناً تطوير أدوات الحوسبة الحالية، والتعلم العميق، أو حتى لغات البرمجة التي تعتمد على تنفيذ اللوغاريتمات الحسابية.
• إن "كتاب مرقوم" في القرآن الكريم كان إشارة معرفية سباقة تلهم البشرية لحفظ وتنظيم المعرفة، وهو ما تحقق فعليًا في عصر الحوسبة والذكاء الاصطناعي.


كلمة الأخيرة:
• إن رحلة اللوغاريتمات والذكاء الاصطناعي تبدأ من الإلهام القرآني وتنتهي بتقنيات متقدمة تغير وجه البشرية.
• لقد كان القرآن الكريم شرارة أطلقت حركة البحث العلمي، ووضع العلماء المسلمون الأسس الرياضية التي سمحت للعالم اليوم بترميز البيانات وحفظها بدقة، لنقترب أكثر من فهم النظام الإلهي الذي يحكم الكون.
• لم يتمكن كثير من المفسرين للقرآن الكريم عبر العصور من تفسير القرآن الكريم تفسيراً صحيحاً بسبب قصور معرفتهم بالعلوم في زمانهم، ولذلك نجد أن بعض المفسرين يقدّم أكثر من تفسير للآية الواحدة، فيما يتجاوز آخرون بعض الكلمات أو الآيات لعجزهم عن تصورها واستنباط معناها بدقة.
• أما أولئك الذين اتخذوا من العمامة السوداء أو البيضاء وسيلةً للرزق، وهم يجهلون الدين الإسلامي والمعاني الصحيحة للقرآن الكريم، ويدّعون تحريف القرآن، فهم أقرب إلى الشرك وعدم الإيمان بالله من أن يكونوا دعاةً حقيقيين للحفاظ على الدين الإسلامي وتوجيه المسلمين والمؤمنين إلى الشريعة الإسلامية الصحيحة التي تواكب كل العصور والأزمان إلى يوم الدين. فلو كانوا مؤمنين حقاً، فكيف يشككون في قول الله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (سورة الحجر، الآية: ( 9)).



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة في أهمية التعددية وتقبل الآخر في بناء الدول الحديثة
- توريث الحكم وهيمنة العائلات
- كذبة إسرائيل الكبرى
- المقارنة بين نتن ياهو وهتلر؟
- العالم يفتقد قيادات حكيمة وعاقلة
- هل سيفي أردوغان بوعوده بعد إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه ...
- فلسطين تنزف، وفزعةً من عشائر البدو في سوريا والعراق ضد دروز ...
- متى تستفيق شعوبنا؟
- حوّلت السعودية والإمارات وقطر وشركة توتال الفرنسية اليمن الس ...
- من مفارقات عصرنا: نتن ياهو المدان بجرائم الحرب يرشح المهرج ت ...
- من هم يمثلون محور الشر في الوقت الحالي؟
- متى تتم محاكمة الفاسدين في العراق الذين تحوّلوا بعد عام 2003 ...
- استثمرت الحكومات العراقية 80 مليار دولار في تطوير الكهرباء، ...
- رجال عرفتهم واعتز بمعرفتهم من اليمن السعيد
- عناد القيادة الإيرانية لن يُنهي الحرب كما يرغب القاتل الغبي ...
- نهاية المجرم ضد الإنسانية نتن ياهو ستكون مخزية، وسينهي حياته ...
- الفرق بين الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور والرئيس دونالد ترام ...
- المنع الإسرائيلي لزيارة وزراء خارجية عرب إلى الضفة الغربية: ...
- كيف يمكن للشعب الكردي إنشاء دولة كردستان تضم الكيانات الأربع ...
- العراق ليس دولة عربية والجامعة العربية منظمة عنصرية أحادية ا ...


المزيد.....




- طرق سهلة لخفض الكوليسترول الضار في المنزل
- اعرف إزاى تحسب معدل ضربات القلب في المنزل
- من التخزين للاستخدام.. أستاذة صيدلة تحدد 15 قاعدة قبل إعطاء ...
- مع بداية الدراسة.. اعرفى مواصفات اللانش بوكس الصحى
- 7 أطعمة يجب تجنبها لمنع تكرار حصوات الكلى
- القلب يرتبط بالعين.. دراسة تكشف صلة بين النوبات القلبية ومشك ...
- لماذا تزداد حدة أعراض الربو في سبتمبر.. 7 خطوات سهلة التنفيذ ...
- 5 عناصر غذائية تساعد على خفض مستويات الكورتيزول
- نهج مبتكر يختصر الوقت والتكلفة في علاج السرطان
- بيضة -صينية- عمرها 85 مليون سنة تكشف أسرار المناخ


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - احمد موكرياني - البعد القرآني في تطور الرياضيات والذكاء الاصطناعي من -كتاب مرقوم- إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي