أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد موكرياني - توريث الحكم وهيمنة العائلات















المزيد.....

توريث الحكم وهيمنة العائلات


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 15:35
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تُعَدّ الوراثة في الحكم والقيادة الحزبية ذات الطابع العائلي من أبرز العوامل التي أسهمت في تخلف المنطقة العربية. فلم تكتفِ العائلات الحاكمة والحزبية بالاستحواذ على موارد الدولة وامتيازات السلطة والتصرف بها وكأنها ملكية خاصة أو إرث عائلي، بل موّلت الصراعات في المنطقة، ورشَت حكومات غربية عبر عقود شراء أسلحة لم تُستخدم إلا لقمع شعوبها ومحاربة أشقائها من أبناء المنطقة. كما تجاوز نفوذ هذه العائلات المجال السياسي إلى منافسة شعوبها في النشاطات الاقتصادية والتجارية، مستفيدةً من الامتيازات السياسية والحصانة القانونية.

الخليج العربي وغياب الشورى:
العائلات الحاكمة في الخليج هي في الأصل قبائل، ولم تحكم دولًا ذات سيادة بالمعنى الحديث إلا بعد مرحلة الاستعمار البريطاني للخليج العربي، ومع ذلك فهي تدّعي تمثيل الإسلام. غير أن حكمها يتناقض مع مبدأ الشورى الذي أوجبه القرآن الكريم:
• ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ (آل عمران: 159).
• ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (الشورى: 38).
ومن هذه الآيات يتبين أن الشورى:
1. واجبة شرعًا لأنها أمر إلهي للنبي والمؤمنين.
2. أصل من أصول الحكم في الإسلام.
3. ضد الاستبداد، إذ تجعل الأمة شريكة في القرار.
4. فريضة قرآنية لا مجرد خيار سياسي.
5. تهدف إلى منع احتكار السلطة وإشراك الأمة في القرار.
6. جوهر الحكم الراشد القائم على المشاركة والعدل والرضا العام.
العراق:
قبل 2003:
• الحكم الملكي الهاشمي (1921–1958): ورغم أنه من أفضل الفترات مقارنة بما تلاه، فإن توريث الحكم (الملك غازي ثم فيصل الثاني تحت وصاية خاله عبد الإله) أضعف الدولة وأدى إلى الانقلابات العسكرية.
الجمهوريات العسكرية:
• حكم عائلة العارف (عبد السلام وعبد الرحمن) اتّسم بالضعف مما مهد الطريق لعودة البعث.
• صدام حسين حوّل البعث من حزب قومي إلى نظام فردي مستعين بعائلته وعشيرته، فجعل الوزارات والمؤسسات تدار من قبل المقربين بدل الكفاءات الوطنية، وبسقوطه انهار الحزب والدولة معًا.
الأسر الحزبية:
• البارزاني: سيطروا على أربيل ودهوك وتحالفوا مع تركيا والغرب.
• الطالباني: سيطروا على السليمانية وتحالفوا مع إيران، وصراعهم مع البارزاني دائم.
o لم يكتفوا بالسلطة، بل نافسوا التجار بامتلاك شركات ضخمة في قطاعات الاتصالات، البنوك، والعقارات.
بعد 2003:
• تقاسمت الأحزاب الشيعية والسنية والكردية الوزارات كغنائم.
• صفقات النفط والكهرباء والسلاح تحولت إلى مصدر نهب، وضاعت مئات المليارات.
• تقارير النزاهة والأمم المتحدة تشير إلى أن العراق خسر أكثر من 400 مليار دولار بسبب الفساد.
المرجعيات الدينية الشيعية العليا:
• لعبت المرجعية في النجف دورًا كبيرًا في توجيه الناخبين. فخلال استفتاء الدستور عام 2005، شجعت الناس على المشاركة من دون إصدار فتوى مباشرة بالتصويت بـ"نعم"، مما ساعد على تمرير الدستور بنسبة 79% رغم اعتراضات العرب السنة وبعض القوى الكردية.
• في 13 حزيران/يونيو 2014 أصدر المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني فتوى "الجهاد الكفائي" بعد سقوط الموصل، فكان الحشد الشعبي نتاجها.
أصول المرجعيات الشيعية العليا في النجف:
1. السيد علي الحسيني السيستاني – الأصل: إيراني (مشهد)، الجنسية: إيرانية.
2. الشيخ إسحاق الفياض – الأصل: أفغاني (ولاية غور)، الجنسية: أفغانية.
3. الشيخ بشير حسين النجفي – الأصل: باكستاني (البنجاب)، الجنسية: باكستانية.
عائلات ورثت المرجعية:
آل الصدر: مواقف متقلبة بين الوطنية ومواجهة إيران.
آل الحكيم: ارتبطوا بعلاقات وثيقة مع إيران.
سوريا:
• عائلة الأسد: منذ عام 1970، حوّلت حزب البعث إلى واجهة للسلطة العائلية، واعتمدت على الأجهزة الأمنية والطائفية، وتمسكها بالحكم أدى إلى تدمير الدولة وتدخل روسيا وإيران، مع بروز نفوذ تركي في الشمال.
• عائلة مخلوف: الذراع المالي للنظام، استحوذت على معظم موارد الدولة، وكان فسادها أحد أسباب الانتفاضة.
لبنان
• آل الجميّل: حزب الكتائب، بادروا إلى التسليح في الستينات القرن الماضي.
• آل فرنجية: يمثلون الموارنة الموالين لسوريا.
• آل جنبلاط: يتقلبون بين المحاور (السعودية، سوريا، إيران) لتثبيت زعامة الدروز.
• آل الحريري: يمثلون النفوذ السني المدعوم خليجيًا، وصراعهم مع حزب الله أدخل لبنان في أزمات متكررة.
• حزب الله: يسيطر على القرار الشيعي ويقاتل بالوكالة عن إيران، مما جعل لبنان رهينة للصراع الإقليمي.
النتيجة:
• تحوّل لبنان إلى دولة طائفية قائمة على المحاصصة.
• الدولة تحولت إلى شركة خاصة بيد العائلات.
• انهيار اقتصادي شامل، هجرة جماعية، وفقدان ثقة العالم بلبنان.
ليبيا:
• حكم القذافي (1969–2011) كان استبداديًا مطلقًا.
• استحوذت عائلته على عائدات النفط كملكية خاصة.
• الأموال المهرّبة قُدرت بأكثر من 100 مليار دولار.
تونس:
• عائلة ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس زين العابدين بن علي، سيطرت على البنوك، الطيران، الموانئ والعقارات.
• فرضت نفسها شريكًا بالقوة في المشاريع الاقتصادية: كان فسادها أحد الأسباب المباشرة لثورة 2011 وبداية الربيع العربي في 17 ديسمبر 2010، حين أقدم الشاب محمد البوعزيزي، بائع الخضار المتجول، على إحراق نفسه في مدينة سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة بضاعته وإهانته من قِبل الشرطة، وقد استغلّت القوى الاستعمارية تلك الحادثة لإشاعة الفوضى في المنطقة العربية.
الجزائر:
الجيش هو الفاعل الأساسي في اختيار الرؤساء من هواري بومدين إلى تبون.
الأحزاب (جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي) مجرد أدوات لتجميل صورة الحكم.
المغرب:
الملك محمد السادس وظّف صفة "أمير المؤمنين" ليمنح نفسه حصانة دينية تغطي سلطته السياسية.
• العائلة الملكية تحتكر شركات كبرى عبر مجموعة المدى.
• تحتكر قطاعات: البنوك، التأمين، الفوسفات، الطاقة، الزراعة، الاتصالات.
• ثروة الملك تُقدّر بأكثر من 5 مليارات دولار، في بلد يعاني من البطالة والفوارق الاجتماعية.

كلمة أخيرة
إن ظاهرة توريث الحكم وتحويل الدولة إلى إقطاعيات عائلية، سواء في الجمهوريات أو الملكيات، هي العامل الأبرز في تخلف المنطقة العربية.
ما مكاسب ومساوئ هذه العائلات؟
1. اغتنت على حساب الشعوب.
2. عطّلت الشورى والديمقراطية.
3. غذّت الفساد والصراعات الداخلية.
وبالتالي، فإن أي مشروع نهضة عربية حقيقية لا بد أن يبدأ بكسر احتكار العائلات للسلطة والثروة، وإرساء أنظمة حكم قائمة على الشورى، العدالة، والمشاركة الشعبية.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة إسرائيل الكبرى
- المقارنة بين نتن ياهو وهتلر؟
- العالم يفتقد قيادات حكيمة وعاقلة
- هل سيفي أردوغان بوعوده بعد إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه ...
- فلسطين تنزف، وفزعةً من عشائر البدو في سوريا والعراق ضد دروز ...
- متى تستفيق شعوبنا؟
- حوّلت السعودية والإمارات وقطر وشركة توتال الفرنسية اليمن الس ...
- من مفارقات عصرنا: نتن ياهو المدان بجرائم الحرب يرشح المهرج ت ...
- من هم يمثلون محور الشر في الوقت الحالي؟
- متى تتم محاكمة الفاسدين في العراق الذين تحوّلوا بعد عام 2003 ...
- استثمرت الحكومات العراقية 80 مليار دولار في تطوير الكهرباء، ...
- رجال عرفتهم واعتز بمعرفتهم من اليمن السعيد
- عناد القيادة الإيرانية لن يُنهي الحرب كما يرغب القاتل الغبي ...
- نهاية المجرم ضد الإنسانية نتن ياهو ستكون مخزية، وسينهي حياته ...
- الفرق بين الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور والرئيس دونالد ترام ...
- المنع الإسرائيلي لزيارة وزراء خارجية عرب إلى الضفة الغربية: ...
- كيف يمكن للشعب الكردي إنشاء دولة كردستان تضم الكيانات الأربع ...
- العراق ليس دولة عربية والجامعة العربية منظمة عنصرية أحادية ا ...
- إعادة النظر في العنصرية العربية ضد الشعب الكردي الشعب الكردي ...
- اعرف عدوك أيها الكردي، كي تنال حقوقك بوصفك أحد أقدم الشعوب ت ...


المزيد.....




- سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار يرتفع بمستهل تعاملات ا ...
- أخطر ملفات عقارات الأنبار يُفتح من جديد: رفع الحجز عن أراضي ...
- هل أوشكت فقاعة الذكاء الاصطناعي على الانفجار؟
- بريطانيا تواجه ضعف نمو الاقتصاد وشيخوخةُ السكان تُفاقم المشك ...
- الاقتصاد الزومبي الإسرائيلي.. قراءة في مظاهر الصمود والهشاشة ...
- أكبر 10 دول منتجة ومصدرة للزبدة بالعالم.. هل كان العرب أول م ...
- شاهد.. ليفاندوفسكي ينتقد الكرة الذهبية: أصبحت تجارية وسياسية ...
- بين النقد والإنكار: مسؤولية القرار في غزة
- -تجميل الفقر-.. غياب مؤشر الفقر النقدي يثير الجدل في مصر
- كوت ديفوار.. هل تعيد الانتخابات إنتاج الصراع أم تفتح باب الت ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد موكرياني - توريث الحكم وهيمنة العائلات