أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد موكرياني - المنع الإسرائيلي لزيارة وزراء خارجية عرب إلى الضفة الغربية: انعكاس لضعف حكام العرب














المزيد.....

المنع الإسرائيلي لزيارة وزراء خارجية عرب إلى الضفة الغربية: انعكاس لضعف حكام العرب


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 14:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


ان منع الإسرائيلي لزيارة وزراء خارجية عرب إلى الضفة الغربية: انعكاس لضعف حكام العرب، ويكشف عن ضعف حكام العرب في دعم القضية الفلسطينية، رغم منحهم ترامب تريليونات الدولارات.
في تطور خطير يعكس ضعف الإرادة السياسية لحكام العرب، منعت السلطات الإسرائيلية أول زيارة مخطط لها لوزراء خارجية من دول عربية إلى الضفة الغربية، رغم أن الزيارة كانت تحمل طابعًا رمزيًا وإنسانيًا يهدف إلى دعم الشعب الفلسطيني، لا التحدي الأمني أو العسكري. هذا المنع، الذي جاء دون مبررات حقيقية سوى ذرائع أمنية فضفاضة، يطرح تساؤلات جدية حول موقع الدول العربية في معادلة الصراع، ومدى قدرتها على اتخاذ مواقف سيادية فعالة أمام الغطرسة الإسرائيلية.
• فأين المطبِّلون لمحمد بن سلمان، ولأمير قطر تميم، مانحِ الطائرة التي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار لراتب، طمعًا في رضاه؟ وأين ابن زايد، الذي استقبل ترامب بـ"حوريات الإمارات" وهنّ يهززن شعورهنّ كراقصات الكاولية (راقصات الغجر)، في مشهدٍ بعيدٍ عن أيِّ حسٍّ حضاري أو ثقافي يليق بالعرب والمسلمين؟
o مع كامل الاحترام للغجر، فهم يمارسون الرقص والغناء الشعبي في المناسبات والحفلات، مقابل أجرٍ يعيلون به عائلاتهم، لا رياءً لحاكمٍ أجنبيٍّ حليفٍ لعدوٍّ يقتل ويجوّع أطفال غزة.

• زيارة رمزية للضفة الغربية قوبلت بالرفض، فكيف لو كانت زيارة لغزة؟
كانت الزيارة المزمع عقدها تمثل سابقة دبلوماسية نادرة؛ إذ جمعت وزراء خارجية من عدة دول عربية في محاولة لتأكيد التضامن العربي مع الفلسطينيين في ظل التصعيد الإسرائيلي. كان من المقرر أن تشمل اللقاءات مع القيادة الفلسطينية وزيارة مواقع رمزية في الضفة الغربية، فلنرى ما يصدر من الحكام الهمام ردا على حكومة المجرم المدان نتن ياهو، فهل سيتخلون عن سياسة التطبيع المفروضة عليهم؟

• ردود الفعل العربية: استنكار بارد دون فعل:
فيما عبّرت الدول العربية المعنية عن "خيبة أملها" و"أسفها"، غابت أي خطوات ردعية أو حتى رمزية لمواجهة القرار الإسرائيلي. لا تعليق للعلاقات، ولا استدعاء للسفراء، ولا حتى حملات إعلامية رسمية تدين المنع. هذا الصمت شبه الكامل يعكس ما يمكن وصفه بـ"شلل عربي" في مواجهة التعنت الإسرائيلي، وغياب استراتيجية سياسية موحدة للتعامل مع قضايا مركزية.
• الموقف الإسرائيلي: السيادة فوق كل اعتبار، فأين سيادة وكرامة حكّام العرب؟
جاء الرفض الإسرائيلي ليؤكد أن تل أبيب ما تزال تتعامل مع القضية الفلسطينية، ومع العلاقات العربية، بمنطق التفرد والهيمنة. فحتى الزيارات السلمية لوزراء عرب من دولٍ تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية متينة، لا تحظى بالقبول إذا ما تعارضت مع سياسة المجرم المُدان نتن ياهو.
وقد علّق مسؤولون إسرائيليون على القرار بقولهم إنهم "لن يسمحوا بتحويل الضفة إلى منبر للنقد الدولي"، في إشارة واضحة إلى خشيتهم من أي تحرك عربي يُعيد تسليط الضوء على جرائم الاحتلال.

الحكومة الإسرائيلية اختبرت هيبة الحكّام العرب، ونجحت في إذلالهم دون أن تخسر شيئًا:
ليس جديدًا أن تتجاهل إسرائيل الموقف العربي، لكن الجديد هو غياب أي مقاومة فعلية أو حتى رمزية من قِبل الأنظمة العربية، بما في ذلك تلك التي طبّعت علاقاتها مؤخرًا مع تل أبيب. ويُعد القرار الإسرائيلي بمثابة اختبار مباشر لقدرة هذه الأنظمة على التحرك ضمن أطر السيادة، وكانت النتيجة فاضحة: صمت وتراجع، بلا ضغط ولا بدائل.
هذا المنع لم يُقابل حتى بمحاولة تنظيم زيارة بديلة عبر الأمم المتحدة، أو بمقاطعة رمزية للاجتماعات مع إسرائيل، ما يكشف أن الموقف العربي الرسمي أصبح رهينةً لمعادلات التطبيع، والسعي إلى الحفاظ على دعم إدارة ترامب.

التداعيات: أزمة ثقة جديدة بين الشعوب وحكامها:
إن استمرار الحكومات العربية في تقديم خطاب داعم للقضية الفلسطينية في الإعلام، مقابل الخضوع للقيود الإسرائيلية على أرض الواقع، يُعمّق أزمة الثقة بين الشعوب وحكّامها. فالصمت الرسمي في مثل هذه المواقف يثير علامات استفهام حول صدق التزامات هذه الدول تجاه القضية الفلسطينية، ويُغذّي الشعور العام بأنّ التطبيع مع إسرائيل لم يكن إلا صفقةً أحادية الجان، الخضوع لحليف إسرائيل - الولايات المتحدة الأمريكية لحمايتهم من شعوبهم ومن حكم الفرس الصفوي في إيران.

كلمة أخيرة:
• العرب حاضرون بالبيانات... غائبون بالمواقف.
• تكشف هذه الحادثة أن إسرائيل لا تعترف بأي وزنٍ سياسيٍّ حقيقي للمواقف العربية، وأن الحكومات العربية ـ رغم علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب ـ عاجزةٌ عن فرض إرادتها أو حتى الدفاع عن حقٍّ بسيط يتمثل في زيارة مدينة فلسطينية تحت الاحتلال. وما لم يتغير هذا الواقع، فإن الحديث عن "سلام عادل" أو "دور عربي فاعل" سيبقى مجرد شعارات تُردَّد في المؤتمرات دون أثرٍ على الأرض.
• إنّ أيام حكام العرب معدودة، ولا أظن أن أحدًا منهم سيبقى خلال العقد القادم.
o أن اول الساقطين هو محمد بن سلمان لكثرة اعداءه داخل العائلة الحاكمة.
o أن وعي الشباب العربي سيتغلب على وعّاظ السلاطين الذين يتغنون بوليّ الأمر خوفًا أو طمعًا في حظوةٍ،
o وستتغلب الحقائق على الكذب والنفاق والإسراف في المال العام، وينكشف المستور،
o وستسقط الدويلات العربية التي أسسها الاستعمار البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى وبعد منتصف القرن الماضي كما تسقط أوراق الخريف.
o ستتحرر فلسطين وتزول دولة الاحتلال الصهيوني، لأن يتامى الفلسطينيين اليوم سيكونون أُسُودًا ضاريةً للثأر لأهاليهم الذين أُبيدوا على يد أسوأ همجية عرفها التاريخ الإنساني الحديث، فقد كشف اسحق نيوتن عن هذه القاعدة التي تحكم حركات المادة والأشياء قبل ثلاثة قرون: "لكل فعل رد فعل مساويًا له في المقدار ومعاكسًا له في الاتجاه."



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يمكن للشعب الكردي إنشاء دولة كردستان تضم الكيانات الأربع ...
- العراق ليس دولة عربية والجامعة العربية منظمة عنصرية أحادية ا ...
- إعادة النظر في العنصرية العربية ضد الشعب الكردي الشعب الكردي ...
- اعرف عدوك أيها الكردي، كي تنال حقوقك بوصفك أحد أقدم الشعوب ت ...
- هل لعرش الرحمن، الله جل جلاله، وزن؟ بمعنى آخر: هل عرش الرحمن ...
- هل تتخلى الميليشيات والحشد الشعبي عن سلاحها في العراق؟
- عشيرة موكرياني: جذور تاريخية وثقافية في قلب كردستان
- لماذا قرر مقتدى الصدر الانسحاب من الانتخابات العراقية المقبل ...
- نسمع طبول الحرب يُقرعها المهرج ترامب والمجرم المدان نتن ياهو ...
- القتلة يحكمون العالم: تحليل للأزمات السياسية والنزاعات المسل ...
- لو بقي خمسون مقاتلًا فلسطينيا في غزة او في الضفة الغربية او ...
- إلى حكّام العرب والمسلمين، البسوا بُرقعَ النساءِ كي لا نرى و ...
- اجتمع العرب في القاهرة للمطالبة، كالمعتاد، بالعودة إلى ما قب ...
- الفرق بين المناضل نيلسون مانديلا واستسلام عبد الله أوجلان
- ترامب التاجر الذكي سيفشل في اللعبة السياسية
- إلى أين يتجه العراق بين ترامب وخامنئي والطاغية أردوغان؟
- قرارات ترامب ونتائجها الكارثية
- لا للبعث في العراق: المُجرب لا يُجرب
- إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني: ما زالت ال ...
- الفوضى تعم العالم، وكل حزب بما لديهم فرحون


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن إمكانية السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم؟
- المبعوث الأمريكي الخاص إلى دمشق: هناك رغبة في إنهاء التمدد ا ...
- وصف بـ -الحدث الأمني الصعب-.. مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإص ...
- الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخاً من اليمن ويُفعّل صافرات الإنذ ...
- ملياردير مصري يكشف عن فرق جوهري بين أبناء مبارك وأولاد حافظ ...
- موقع عبري يفضح تفاصيل خطة مجنونة تنفذها إسرائيل داخل سوريا ل ...
- عقب شروط روسيا للتسوية.. ما خيارات أوكرانيا؟
- استعراض عسكري ضخم وسط روما احتفالا بالذكرى الـ79 للجمهورية ا ...
- سلطات دونيتسك: القوات الأوكرانية قصفت جمهوريتنا 16 مرة خلال ...
- المبعوث الأمريكي الخاص إلى دمشق: هناك رغبة في إنهاء التمدد ا ...


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد موكرياني - المنع الإسرائيلي لزيارة وزراء خارجية عرب إلى الضفة الغربية: انعكاس لضعف حكام العرب