أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - احمد موكرياني - هل لعرش الرحمن، الله جل جلاله، وزن؟ بمعنى آخر: هل عرش الرحمن مادة لها وزن؟















المزيد.....

هل لعرش الرحمن، الله جل جلاله، وزن؟ بمعنى آخر: هل عرش الرحمن مادة لها وزن؟


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 16:47
المحور: قضايا ثقافية
    


يُتداول الحديث والدعاء "سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته"، على أنه مروي عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد قلتُ بعدك أربع كلمات، لو وُزنت بما قلتِ منذ اليوم، لوزنتهنّ: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته"، رواه مسلم.

رغم أني أقرأ كل يوم جزءًا من القرآن الكريم، أي أختمه اثنتي عشرة مرة في السنة منذ سنوات، وبطبيعة دراستي للرياضيات وعلوم الحاسوب — ودرست مادة "الطوبولوجي" وهي فرع من فروع الرياضيات البحتة يهتم بدراسة الخصائص الهندسية التي لا تتغير تحت تأثير التحولات المستمرة، بدأ تدريس الطوبولوجي بشكل رسمي في معظم كليات العلوم والرياضيات حول العالم في الستينيات القرن الماضي، وكنا اول الطلبة في كلية العلوم – جامعة بغداد في العراق درسنا هذه المادة، عندما كانت كلية علوم جامعة بغداد من أفضل الكليات العلمية في الشرق الأوسط، وشهاداتها كانت مقبولة في الجامعات الغربية، فعشقت مادة الطوبولوجي لأنها لم تكن مقيدة بالحدود الرياضيات التقليدية، وحرر تفكيري للبحث عن كل مجهول او مادة غيرة واضحة لي، فإنني كنت دائم البحث والتحليل لأفهم معاني ما أقرأه وما زلت مواظبا عليه رغم تقدمي في السن، سواء في كتاب علمي أو أدبي او من الصحف، أو من ملاحظتي لظاهرة معينة، أو حتى عند سماعي لخبر سياسي واسمع أكاذيب السياسيين والحكام الفاسدين، وتجار الدين، لذلك لم أنتم الى أي حزب سياسي او تكتل ديني او طائفي مذهبي، مسترشداً بالآية الكريمة " فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" (سورة المؤمنون، الآية ( 53)), بل مؤمن بوحدانية الله وباليوم الآخر، وبأن الرسول والنبي محمد صلى الله علي وسلم عبده ورسوله الى العالمين.

نعود إلى عنوان المقالة: هل لعرش الرحمن جل جلاله وزن؟
• نعلم من القرآن الكريم أن سعة عرش الرحمن تشمل السماوات والأرض، كما في قوله تعالى:
"وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" (البقرة، الآية: (255)).
• وقد كثرت تفسيرات "العرش" من قِبل العلماء والمفسرين، لكن لم يتمكن أحدهم من تعريف كينونة العرش بدقة، وبعضهم فرق بين الكرسي والعرش ليثبت حجته، والله اعلم، بأن ادعى ان الكرسي موقع القدمين أي جزء من العرش وهل يعلم قائل هذا الحديث بأن الله له قدمين كالبشر، وفي سورة الإخلاص يبلغنا الله جل جلاله "وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ" (الإخلاص، الآية: (4)).
• آيات من القرأن الكريم في تعريف العرش:
o "إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ" (سورة النمل، الآية:(23)).
o "قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ" (سورة النمل، الآية: (38)).
• إن عرش الرحمن ليس مادةً كما نعرفها كعروش ملوك الأرض، وإلا لثقلت على الماء، ولم يتمكن الماء من حمله، بل غمرته المياه، فقد جاء في القرآن الكريم:
"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء"(هود، الآية: (7)).
أي أن عرش الرحمن سبحانه كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض وما فيهما.
• في علم الفيزياء، نعلم أن لكل مادة وزنًا مهما صغرت جزيئاتها، لكن الضوء لا يمتلك وزنًا لأنه لا يمتلك كتلة سكونية، رغم أنه يحمل طاقة وزخمًا تجعله يؤثر في الأجسام ويتأثر الضوء بالجاذبية.
وقد قال الله جل جلاله:
"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ." (سورة النور، الآية: (35))، أي ان الله جل جلاله هو نوع من الضياء الآمنة لا تؤثر ولا تغير من طبيعة المواد التي تنيرها وبطاقة كامنة غير محدودة لا يدركها البشر: "إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (سورة النحل، الآية: (40)).
وهذا التوصيف النوري يفتح لنا أبوابًا لفهم المعنويات غير المادية.
• كما يعلم كل مؤمن، مهما كان مستواه العلمي، أن الروح ليست مادة، ولا يعلم كنهها إلا الله عز وجل، لكنها الطاقة التي تُدير جسد الإنسان ونفسهُ، وعند خروج الروح من الجسد، تموت الأجساد وتتوفى الأنفس.
قال تعالى:
"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" (الإسراء، الآية: (85)).
• "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (سورة الزمر، الآية، (42)).


خلاصة واستنتاج:
وفقًا لفهمي للقرآن الكريم وتحليلي المنطقي، فإن عرش الرحمن ليس مادةً كما نفهمها نحن البشر، ولم أجد آية واحدة في القرآن الكريم تشير إلى أن لعرش الرحمن وزنًا.
أما الذين يفسرون عرش الرحمن على أنه مادة ذات وزن، استنباطًا من قوله تعالى:
"وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ" (سورة الحاقة، الآية (17))، فهم مختلفون؛ فبعضهم يقول: "ثمانية صفوف من الملائكة"، وآخرون يقولون: "ثمانية من الملائكة"، ولكنهم لم يُفسّروا كينونة الملائكة.

كلمة أخيرة:
• سؤالي موجه إلى فقهاء الدين الإسلامي، والعلماء المتخصصين في علوم القرآن والفيزياء الكونية:
هل يمكنكم تقديم تصور افتراضي لكينونة العرش، يقرّب المعنى للعقل البشري، ويوافق نصوص القرآن الكريم؟
• لقد آن الأوان لتجاوز بعض التفسيرات التقليدية التي لم تعد تنسجم مع معاني القرآن، ولا مع معطيات العلم الحديث، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
• يا للأسف، لا تزال كثير من الطوائف الإسلامية تعتمد على تفسيرات خاطئة للقرآن الكريم، وأحاديث ضعيفة أو موضوعة، بسبب قصور علمي لدى بعض المفسرين والرواة في العلوم الدنيوية، ما أدى إلى شيوع تفاسير لا تطابق ظاهر النصوص، وكان الأولى بهم أن يقولوا: “لا نعلم تفسيرها، الله أعلم" بدلًا من ادعاء العلم وتقديم تفسيرات مغلوطة.
• أتذكر حين كنت طالبًا في المرحلة المتوسطة، وكان هناك نقص في عدد المدرسين، فكُلّف أستاذ الجغرافيا بتدريس اللغة الإنجليزية مؤقتًا.
سأله أحد الطلاب: "ما اسم الفجل بالإنجليزية؟" فلم يعرف، فأجاب قائلاً: “الإنجليز لا يأكلون الفجل!" رغم بساطة هذا الجواب، كان المدرس أصدق وأشرف من أن يعطي الطالب إجابة خاطئة.
• وهكذا أيضًا من يزعمون العلم اليوم، ومن لابسي العمائم البيضاء والسوداء، يختلقون تفسيرات مضللة، أضرّت بالدين والعقل البشري معًا.
• قرأت مرة أن أحدهم سُئل عن أصل العالم والفيلسوف الفارابي، فكان رده: "بينما كان أبو نصر محمد الفارابي يطوّر آلة العود، لاحظ أن الصوت الناتج من ضرب الأوتار خافت، إلى أن أكل فأر جزءًا من الخشب قرب الأوتار، فعند ضربه أوتار العود المثقوب، صدر صوت أجمل، فصاح الفارابي: الفأر... أبي!" بينما الحقيقة أن الفارابي من مدينة فاراب (في كازاخستان)، وتوفي في دمشق عام 339 هـ.
• وختامًا، ما أكثر "العلماء الجهلة" في زماننا، الذين يبتدعون البدع والخرافات، حتى إن بعض الناس في العراق صاروا يقدّسون أعمدة الكهرباء!، وهي أعمدة لم توفر لهم كهرباء، ولا نورًا لتنير طريقهم، ولا حتى أملًا في الحصول على الكهرباء.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتخلى الميليشيات والحشد الشعبي عن سلاحها في العراق؟
- عشيرة موكرياني: جذور تاريخية وثقافية في قلب كردستان
- لماذا قرر مقتدى الصدر الانسحاب من الانتخابات العراقية المقبل ...
- نسمع طبول الحرب يُقرعها المهرج ترامب والمجرم المدان نتن ياهو ...
- القتلة يحكمون العالم: تحليل للأزمات السياسية والنزاعات المسل ...
- لو بقي خمسون مقاتلًا فلسطينيا في غزة او في الضفة الغربية او ...
- إلى حكّام العرب والمسلمين، البسوا بُرقعَ النساءِ كي لا نرى و ...
- اجتمع العرب في القاهرة للمطالبة، كالمعتاد، بالعودة إلى ما قب ...
- الفرق بين المناضل نيلسون مانديلا واستسلام عبد الله أوجلان
- ترامب التاجر الذكي سيفشل في اللعبة السياسية
- إلى أين يتجه العراق بين ترامب وخامنئي والطاغية أردوغان؟
- قرارات ترامب ونتائجها الكارثية
- لا للبعث في العراق: المُجرب لا يُجرب
- إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني: ما زالت ال ...
- الفوضى تعم العالم، وكل حزب بما لديهم فرحون
- ما فرق بين إيران خامنئي وتركيا أردوغان؟
- سنة 2024 أسوأ سنة عايشتها منذ وعيت الحياة، فهل تكون والدةً ل ...
- تركيا دولة غير قانونية في الأمم المتحدة
- متى يتخلص العرب من العصبية القومية ومن فرض تميزهم وتفوقهم عل ...
- هل يساوي الدستور التركي بين المواطنين عرقيًا ودينيًا وثقافيً ...


المزيد.....




- بكلمات -نابية-.. ترامب ينتقد إسرائيل وإيران بشكل لاذع أمام ا ...
- قمة حلف الأطلسي: نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاع ...
- من هو نورمان فوستر الذي سيتولى تصميم نصب تذكاري للملكة إليزا ...
- قطر تستدعي سفير طهران بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- قبل ساعات من الهدنة.. إسرائيل تشن غارات عنيفة على أهداف في ط ...
- ما هي جماعة -سرايا أنصار السنة- التي تبنت تفجير كنيسة مار إل ...
- إسرائيل تقول إنها -امتنعت- عن ضرب إيران بعد مباحثات مع ترامب ...
- ميرتس يأمل في التوصل إلى اتفاق في النزاع الجمركي مع واشنطن
- بعد إعلان وقف إطلاق النار.. ما الجديد في إسرائيل؟
- اجتماع حاسم لحلف الناتو.. الدول الأعضاء تتجه نحو زيادة نفقات ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - احمد موكرياني - هل لعرش الرحمن، الله جل جلاله، وزن؟ بمعنى آخر: هل عرش الرحمن مادة لها وزن؟