أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد موكرياني - فلسطين تنزف، وفزعةً من عشائر البدو في سوريا والعراق ضد دروز سوريا














المزيد.....

فلسطين تنزف، وفزعةً من عشائر البدو في سوريا والعراق ضد دروز سوريا


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 15:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في غزة لأبشع جرائم الإبادة الجماعية منذ أكتوبر 2023، تسود حالة من الصمت العربي المطبق، باستثناء أصوات شعبية هنا وهناك، أما المؤسسات الرسمية وبعض القوى القبلية التي تتحرك في صراعاتها المحلية بقوة، فهي غائبة تمامًا عن هذه المأساة.

لقد شهدنا فزعةً سريعة لعشائر عربية في سوريا والعراق ضد الدروز، وصلت إلى حلق لحى الشيوخ ونهب البيوت، دون مراعاة لقيم الجوار أو الأعراف. لكن أين تلك الفزعة حين كانت طائرات الاحتلال تحصد أرواح أطفال غزة؟
أين الغضب حين مات الرضّع جوعًا تحت الركام والحصار؟

إن هذه المفارقة المؤلمة تُعيدنا إلى سؤال جوهري: ما الذي أصاب هذه الأمة حتى أصبحت تتفاعل بقوة مع النزاعات الداخلية، وتتجاهل قضيتها المركزية؟ هل تحوّلت البوصلة فعلاً إلى صراعات طائفية ومناطقية وأحقاد تاريخية، على حساب فلسطين والقدس؟
منذ بداية القرن العشرين، عاشت منطقتنا ما لا يقل عن عشرات الحروب الأهلية والانقلابات، كانت نتيجتها ما يلي:
• فلسطين: أكثر من 120 ألف شهيد خلال وبعد النكبة، و120 ألف جريح في غزة والضفة فقط منذ أكتوبر 2023، وملايين اللاجئين والمهاجرين.
• العراق: أكثر من مليون قتيل خلال أربعين سنة.
• سوريا: أكثر من 600 ألف قتيل، وملايين المهجّرين.
• اليمن، السودان، ليبيا، الجزائر، لبنان، تركيا، إيران: كل دولة منها دفعت أثمانًا باهظة من أرواح أبنائها نتيجة الحروب، أو القمع، أو الاحتلال، أو التدخلات الخارجية.
ويُقدّر العدد الكلي للضحايا بأكثر من 3 ملايين قتيل، إضافة إلى عشرات الملايين من اللاجئين والمشردين.
رغم كل هذا الدم، لم تتعلم المنطقة من تاريخها، ولم تتبنَّ قيم الشورى أو العدالة أو الوحدة، بل أعادت إنتاج الاستبداد، تارة باسم القبلية، وتارة باسم الطائفة، وتارة تحت عباءة دينية مزيفة، ترعاها أنظمة ومؤسسات تخلّت عن جوهر الدين ومقاصده.
لقد جاء الإسلام ليقول "وأمرهم شورى بينهم"، لا ليفرض حكم العائلات أو الطوائف أو العساكر. لكنه حُرّف باكرًا حين تمّ تحويل الخلافة إلى مُلك وراثي على يد معاوية بن ابي سفيان الأموي، وهو الذي فرق المسلمين الى فرق وشيع متخاصمة، وجرى تقليد النموذج البيزنطي والروماني، فانقسمت الأمة شيعًا وأحزابًا: "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (سورة الشورى، الآية 3).
ولم يكن حال إيران بأفضل؛ فالتاريخ يذكر أن الشاه إسماعيل الصفوي فرض التشيّع بالقوة على الفرس لأسباب شخصية لا عقائدية، بعد أن أفتى له أحد فقهاء الدين الشيعة، الشيخ علي بن عبد العالي الكركي، بجواز إعادة زوجته المطلقة ثلاثًا، في مخالفة صريحة للقرآن الكريم.
وهكذا، تقاطعت السياسة بالدين، والعنف بالمصالح، لتنتج لنا خريطة ممزقة، وشعوبًا مسحوقة، وطبقات حاكمة تعيد تدوير خطاب الطاعة والولاء دون مساءلة أو شورى.

كلمة أخيرة:
في القرن الواحد والعشرين، وقد وصل الإنسان إلى استكشاف المريخ، ما زالت بعض مجتمعاتنا تعيش بنزعات الجاهلية القبلية، تنحاز لعِرق أو طائفة أو زعيم، وتغفل عن مظلومية شعب فلسطين المحاصر لا يبعد عنها سوى كيلومترات.
أطفال غزة لا يحتاجون إلى خطابات، بل إلى وقفة إنسانية. وقد شهد العالم أجمع، حتى ملوك أوروبا، على فظاعة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال، بينما شيوخ النفط يغدقون المال على زعماء الغرب لكسب رضاهم.
تبًا لهذا الانحدار. فالأمة التي أكرمها الله بنبيٍ عربيٍّ، وكتابٍ عربيٍّ مبين، يجب ألا تُختزل في صراعات تافهة ومصالح ضيقة، "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" (الشعراء: 192–195).



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تستفيق شعوبنا؟
- حوّلت السعودية والإمارات وقطر وشركة توتال الفرنسية اليمن الس ...
- من مفارقات عصرنا: نتن ياهو المدان بجرائم الحرب يرشح المهرج ت ...
- من هم يمثلون محور الشر في الوقت الحالي؟
- متى تتم محاكمة الفاسدين في العراق الذين تحوّلوا بعد عام 2003 ...
- استثمرت الحكومات العراقية 80 مليار دولار في تطوير الكهرباء، ...
- رجال عرفتهم واعتز بمعرفتهم من اليمن السعيد
- عناد القيادة الإيرانية لن يُنهي الحرب كما يرغب القاتل الغبي ...
- نهاية المجرم ضد الإنسانية نتن ياهو ستكون مخزية، وسينهي حياته ...
- الفرق بين الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور والرئيس دونالد ترام ...
- المنع الإسرائيلي لزيارة وزراء خارجية عرب إلى الضفة الغربية: ...
- كيف يمكن للشعب الكردي إنشاء دولة كردستان تضم الكيانات الأربع ...
- العراق ليس دولة عربية والجامعة العربية منظمة عنصرية أحادية ا ...
- إعادة النظر في العنصرية العربية ضد الشعب الكردي الشعب الكردي ...
- اعرف عدوك أيها الكردي، كي تنال حقوقك بوصفك أحد أقدم الشعوب ت ...
- هل لعرش الرحمن، الله جل جلاله، وزن؟ بمعنى آخر: هل عرش الرحمن ...
- هل تتخلى الميليشيات والحشد الشعبي عن سلاحها في العراق؟
- عشيرة موكرياني: جذور تاريخية وثقافية في قلب كردستان
- لماذا قرر مقتدى الصدر الانسحاب من الانتخابات العراقية المقبل ...
- نسمع طبول الحرب يُقرعها المهرج ترامب والمجرم المدان نتن ياهو ...


المزيد.....




- صحفي يسأل ترامب عن رسالة -بذيئة- زُعم أنه بعثها لجيفري إبستي ...
- وثائق جديدة تنشرها نيويورك تايمز.. هكذا بارك ترامب لإبستين ب ...
- 30 قتيلاً بينهم نساء وأطفال.. اتهامات لقوات الدعم السريع بتن ...
- محكمة التمييز الفرنسية تلغي مذكرة التوقيف بحق بشار الأسد
- -لا ثقل له-.. ترامب ينتقد إعلان ماكرون عن نيّته الاعتراف بدو ...
- محادثات الدوحة تصل إلى طريق مسدود.. إسرائيل تتهم حماس والحرك ...
- زيلينسكي يعلن تأمين مبلغ لشراء ثلاثة أنظمة دفاع باتريوت ويتر ...
- -أخبار كاذبة-.. السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي الأنباء عن ...
- فلسطين... التسلسل الزمني لمسار شعب ودولة في انتظار الاعتراف ...
- شبكة الجزيرة تحذر من استهداف صحفييها في غزة بسبب حملة تحريضي ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد موكرياني - فلسطين تنزف، وفزعةً من عشائر البدو في سوريا والعراق ضد دروز سوريا