أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد رياض اسماعيل - الحب في العلاقات الإنسانية (وجهة نظر)















المزيد.....

الحب في العلاقات الإنسانية (وجهة نظر)


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 8464 - 2025 / 9 / 13 - 14:01
المحور: قضايا ثقافية
    


عندما تقفل الباب بينك وبين اولادك لن يسمع الطرفان كلام بعضهما الاخر، عندها تضيق مساحة حياتك والدنيا عليك.. تُرى لماذا لا يستمع الابن لأبيه! يفترض ان نفهم المنظومة الاخلاقية التي تحكم المجتمع. تتغير قيم المنظومة الأخلاقية في كل عصر كلما تطورت المعرفة وتطور الوعي الاجتماعي، والمجتمعات التي تشهد احداثا دراماتيكية سريعة تتغير قيمها الأخلاقية أسرع من تلك المستقرة في نظام منسجم مع تطلعات المجتمع. فنرى العلاقات بين الافراد في المجتمعات تتباين وفق هذا النمط. نحن في العراق يصعب علينا مواجهة تحديات الحياة ولعل الاصعب مواجهتها هي الحياة نفسها، معجزة كبيرة ان تعيش الحياة بنمط مستقر هادئ في ضل الاحداث المتسارعة والقوانين الراكدة التي لا تقدر التراكم المعرفي والقيم الإنسانية وتطور الحياة.. وعند غياب ذلك القانون الذي لا يتزامن مع تطور الاحداث في المجتمع ولا يعاصر زمنه، تكون الحياة محفوفة بالمخاطر. ان عقولنا التي تستنبط مفاهيم الوعي المجتمعي، تلك التي لا تعود إلينا بل هي مؤجرة من المجتمع، تستقي من منهل اعرافها وتقاليدها، وإذا لم تدفع الإيجار للمجتمع فانت خارجه! واي تغير في القيم الاجتماعية تغير طباع الافراد، ويخلق تناشزا بين ما عاصره الافراد في ضل قيم المجتمع القديم وبين من تشربوا قيم المجتمع الحديث، وينجم عنه صراعا وانقساما فكريا وتنازعا بين الاب وابنه في ضل المجتمعات المتحولة باضطراد بفعل الاحداث المتسارعة فيها.. وهذه تخلق المعاناة للأبناء تحت سقف العائلة وتجلب الحزن للآباء، والمعاناة جزء من الحزن أيضا، فهل يمكن للحب ان يفك هذا الحزن ويقضي على الصراع؟ الحب مفتاح الأبواب المؤصدة للقناعات المختلفة وللتساؤلات المتباينة بين جيلين من المجتمع. فما هو الحب هذا الساحر العظيم الذي يذيب كل الخلافات؟
انت في هذه الحياة ليس للعيش والبقاء حياً فحسب، بل لتمارس انسانيتك، أي تكون انسانا بمعنى الانسانية الصادقة التي تعلم كيف تكون ... ولكي تكون انساناً، وجب رفع درجة وعيك الى مراتب عليا خارج الوعي المجتمعي. اطرح المغالطات، الحياة هي فرصة الحب لآخر العمر ولآخر نفس، فلحظة حب تساوي حياة ابدية. يتصور البشر في كل مكان بان الحب يقتصر على محبة شخص معين، او بين رجل وامرأة!، كأنما تقول انا اتنفس لك او من خلالك! يفترض ان يكون الحب مثل النفس فعلا، ولكن ليس لواحد، بل موجود دائما، تحب اصدقاؤك، اشياؤك ومقتنياتك وكل مكونات الطبيعة من الشجر الى الحجر فهي مأواك ومسكنك. حاجتك مع اي شيء تحبه، انت الحب، الحب هو انعكاس او اشعاع لروحك، كلما توسع حبك للناس كلما توسعت سماء وجودك.. المحبط بالحب هو الذي غرق فيه قيمة الحب الى قعر المحيط ولا تستطيع إنقاذه، فالحب هو وجودك. تكثر تعاريف الحب وتختلط بالرغبة والنزعات، وهناك من يعيش ويموت ولا يدرك الحب... قد تكون العواطف أكثر قوة من الفكر الذكي (الفكر خارج حدود الذاكرة)، وهذه العواطف لها القدرة على تحويل الفكر الى طاقة اي بإمكانها ان تبخر الفكر، تماما كما تحول دائرة كهربائية الطاقة الى ضوء او حرارة او صوت وهكذا، انها تبخر الطاقة.. وعندما تخرج وتتبعثر الطاقة من البشر، يشعر البعض بها حباً والبعض الاخر حزناً والبعض عويلاً وبكاء، انها ليست طاقة الحب بل طاقة الحياة، والحب هو أحد تعابير الحياة. الفكر الذكي هو تعبير اخر للحياة. وهناك تعابير اخرى للحياة كالوعي، الضغوط البدنية.. كلها تعابير عن الحياة. الحب هو جوهر وعصارة الحياة.. الحب هو محلي العواطف ومنقي الوجدان وصحوة الضمير، فحين تحب يحلى لك كل شيء حولك، البشر والحجر والشجر، وتتعاطف مع الاحياء كافة وتشعر بمسؤوليتك نحوهم. الحب عاطفة يشعرك بالسعادة والفرح تماما كما يشعرك البدن بالتعافي من شدة او مرض او يشعرك الفكر بالسلام حين يزال منه صفحة سيئة كانت تعكر صفوه. إذا كان تركيبتك العاطفية سعيدة نقول ان هذا هو الحب، وإذا كانت غاية في السعادة فانه الاخلاص او الرفقة والتعاطف. نحن نلتقي ليضيف كل منا الى حياة الاخر شيئا، ولو لم يكن كذلك فمن الافضل ان لا نلتقي، اضافة شيء للحياة متعة، فأحيانا ترفع عن كاهله عبئاً او الاخر يرفع عن كاهلك أيضا. الحب هو تحلية المشاعر سواء ان كان للمرأة او للأحياء او للمقتنيات او للألعاب...
حين تلتقي انسانة ترغب في علاقة معها تبدأ بالتفكير (أي الرغبة تحرك الفكر)، تفكر لتجد طريقة للتعرف عليها، ثم تتدرج الى مراحل اخرى عاطفية وجنسية. الزمن بين الرغبة والتدرج في المراحل هي السعادة.. حب المرأة مسند الى البرمجة الطبيعية للإنسان في داخله، في الانواع الاخرى من الحب كالهوايات وغيرها تبدأ كلها من الطبيعة الا حب المرأة فهي مسندة كيمياويا من افراز الهرمونات داخلك. ففي عمر المراهقة تختلط مشاعر الحب ورغبة الجنس، حين تخطف الهرمونات الذكاء في مرحلة من مراحل حياتك، حسب حاجاته المرحلية، ترى فجأة قد تغيرت نظرتك، لا يمكن دفع شخص للحب، هو الذي يفترض ان يشعر به. انت تصمم حياتك ولكن عواطفك هي ذاتية التكوين.. العلاقات كثيرة، حين نرى رجل وامرأة معاً، قد تكون علاقة حب، او علاقة عمل او حاجة او مصلحة او علاقة اجتماعية، هناك العديد من انواع العلاقات على المستوى العالمي ايضا كالعمل والمصالح المشتركة.. لكن علاقة الحب هي لتحلية المشاعر لشخص يثير ذلك في داخلك. عندما ترتبط بعلاقة حب، يجب ان تدبر حياتك كأنها جزء منك، إذا رأيت بانك بحاجة الى شخص لإكمال مسيرتك معه، وجب ان ترتمي في حبه لتكون انسانا جديدا في الحياة. العلاقة ارتباط وثيق وليست تجارة عابرة، انها اتحاد وجداني واخلاقي. إذا كنت تبحث عن الانسان المناسب لك فسوف لن تجده مهما حييت فلا يوجد شخص مناسب لك او بالأحرى مثالي على وجه الارض، لكل منا وعي يختلف عن الاخر وكلما تم معايرته فسيعمل ويقربنا من البعض الاخر. خبرة الانسان في الحب هو انه يحس بحلاوته وعذوبته في اعماقه، فعندما تنظر لهذا او ذاك من اللذين يثيرون هذا الاحساس لديك، يحصل داخلك احساس متميز في الحلى نحوه. وكما ذكرت فالحب ليس شيئا خارجيا انه الاحساس الذي يتولد في العمق والذي يحلي قلبك ووجودك. حين تحب تحس بان العصفورة تغني لك، والورود تفتحت وتعطرت لأجلك، وتتودد للجميع بشراً وشجراً وحجراً، تحاكي الاغاني العاطفية مشاعرك، وتبكيك كل قصص الحب في البشرية المعذبة، كل ذلك يحصل داخلك. الحب ليس له مفتاح خاص لان المفتاح يستخدم حين يكون هناك ابواب واقفال! والحبيب ماثل امامك في كل لحظة وفي صور كل الاشياء التي تراها، فالحب ارتماء في عالم الاحاسيس التي لا تحدها حدود ولا يفصلها الأبواب. حين تقع في الحب تغوص فيه وتقاسم المشتركات بينكما حتى الهواء وكل شيء جميل فيكما مع الاخر، فلا تبحث عن انسان يناسبك تماما في العالم، نحن مختلفون، فلا تتوقع شيئا خياليا فسوف لن يأتي اطلاقاً.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن ذلك اللغز المحير
- في الاقتصاد النفطي العراقي وبناء الدولة الموحدة
- تداعيات الحكومات العراقية الحديثة
- السلام يصنعه الانسان
- الحرائق الراهنة في الابنية والمتاجر ومرافق الدولة
- الطبيعة هي القيمة المثالية العليا في الوجود والحياة
- العدالة في ميزان الزمن
- تاريخنا يمجد سفك الدماء (وجهة نظر شخصية)
- الأرض تحتظر في الواقع المرير
- انا مًن انا؟
- الحياة على الكرة الأرضية في افول
- الحب تحرر من الانانية
- نحن موتى احياء في ضل تكنلوجيا العصر
- الكورد في مسيرة البحث عن الحياة الحرة
- هل الفكر التأملي فكر واقعي في الحياة؟
- التراسل بين الخالق والمخلوق/ تأملات في الوجود
- استكمال مؤامرة الحرب العالمية في حقبة ترامب الاخيرة
- همسات قلب متعب
- الزواج رباط مقدس يمهد لتطور الحياة
- قصص لم تكتمل


المزيد.....




- 32 عاماً على توقيع اتفاق أوسلو.. ماذا تبقّى من حبر مشروع الس ...
- -لا تعلمون ماذا أطلقتم-.. أرملة تشارلي كيرك تخرج عن صمتها بع ...
- عبر الخريطة التفاعلية.. ما آخر تطورات السجال بين الناتو وبول ...
- تخوف من عجز مالي كبير لإسرائيل بحلول 2030
- عاجل|مراسل الجزيرة: انطلاق أول سفينة ضمن أسطول الصمود العالم ...
- صحة غزة تحذر من تراجع خطير في وحدات الدم
- روسيا تجري مناورات بأسلحة نوعية ومخاوف أوروبية من التصعيد
- شاهد ما فعلته مالكة كلب لإنقاذه من فك تمساح يجره من طوقه إلى ...
- محكمة القضاء الإداري تقضي بأحقية الناشط السجين محمد عادل في ...
- اتهام رسمي بقتل كيرك في أطول فترة عنف سياسي بأمريكا منذ عقود ...


المزيد.....

- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد رياض اسماعيل - الحب في العلاقات الإنسانية (وجهة نظر)